قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ان بين يدي الساعة لهرجا» قالوا: (وما الهرج؟) قال: القتل، فقال بعض المسلمين إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا؟ فقال رسول الله: «ليس بقتل المشركين، ولكن بقتل بعضكم بعضا، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته». فقال بعض القوم «يا رسول الله ومعنا عقولنا ذلك اليوم؟» فقال: (لا تنزع عقول اكثر ذلك الزمان ويخلف هباء من الناس لا عقول لهم» رواه احمد.
قد يتساءل الإنسان كيف يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته؟ والحقيقة هي ان الامور تختلط ببعضها البعض الى درجة ان يندفع الناس تحت رايات جاهلية ينصرون بها عصبية ويظنون انهم ينصرون الحق بينما هم يرتكبون جريمة بحق اخوانهم واقربائهم.
يقول الحكماء: «ان الفتنة اذا اقبلت عرفها العلماء
واذا ادبرت عرفها عامة الناس» اي انها في وقت قدومها تسلب اللب والعقل وتصور للانسان انه على حق وينصر الحق ولا يعلم بأنها فتنة إلا من وهبه الله العلم والبصيرة!
ما يجري اليوم في الكويت واضح لكل ذي علم وبصيرة بأنها فتنة نفخ فيها الشيطان ليوهم الناس بأنه صراع بين الحق والباطل، ودخل الكثيرون في جدال عقيم حول تفاصيل قوانين الضرورة وغيرها وتناسوا امورا اهم بكثير من ذلك تتعلق بأمن واستقرار البلد وتتعلق بالاحترام المتبادل وطاعة اولي الامر، بل سعت اطراف ذات مصالح خبيثة الى استغلال تلك الظروف من اجل تفجير الوضع من الداخل وافتعال معارك بين الشعب والسلطة وتحدي قوى الأمن الى ان وصل الامر الى صدام مع القوات الخاصة وحالات دهس بالسيارات واراقة دماء.
فبأي عقل او دين او مبدأ يحلل هؤلاء لأنفسهم تلك الاعمال المشينة التي استنكرها الجميع؟!
ولئن كانت الكويت ولله الحمد لا تزال بخير ولم تصل الامور الى الهرج الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن تلك المقدمات ان لم يتم تداركها واستنكارها من كبار القوم فإنها ستتمخض عن فتنة سوداء تطل برأسها، أوليست قوى الامن تمثل للمتظاهرين جيرانهم وابناء عمهم وقراباتهم؟ أوليس الدهس بالسيارات هو شروع في القتل؟ لقد اعجبتني جهود الاخوة خالد السلطان وجمعان الحربش ومحمد هايف لنزع فتيل الازمة والدعوة الى الحوار مع السلطة ومحاولة نزع الفتيل، كما استأت من تصريحات بعض قيادات المعارضة بأن معركة الاصوات الانتخابية ليست إلا البداية وانهم سيذهبون الى ما هو ابعد من ذلك من المطالبة بالإمارة الدستورية والحكومة المنتخبة - لا عن طريق المجلس ولكن عن طريق المظاهرات والاعتصامات والصدامات مع الأمن - فأتمنى على العقلاء من المعارضة الأخذ على ايدي السفهاء وايقافهم عند حدهم قبل ان تتوسع ابواب الفتنة ويصعب حلها.
هكذا الفتن تبدأ صغيرة
اجتمع الثوار من بلدان اسلامية عدة بعد موسم الحج وقدموا الى المدينة المنورة وهم يحملون بعض الأسئلة التي ارادوا طرحها على خليفة المسلمين عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، وليستنكروا على بضع مسائل هامشية ظنوها مخالفة للدين، وحاصروه اياما طويلة في بيته، ثم اخرج بعضهم كتابا للخليفة ادعى بأنه ارسله لجنده في الخارج يأمر فيه بقتل الثوار، فنفى الخليفة ان يكون قد فعل ذلك، ثم تطاول اشقاهم عليه فضربه فتبعه آخرون الى ان قتلوه وهو صائم وندم الخوارج بعدها اشد الندم على مقتل عثمان لكن لم يكن ليفيدهم ذلك الندم فقد انفتح باب فتنة عظيمة على المسلمين لم يغلق الى يومنا هذا.
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
قد يتساءل الإنسان كيف يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته؟ والحقيقة هي ان الامور تختلط ببعضها البعض الى درجة ان يندفع الناس تحت رايات جاهلية ينصرون بها عصبية ويظنون انهم ينصرون الحق بينما هم يرتكبون جريمة بحق اخوانهم واقربائهم.
يقول الحكماء: «ان الفتنة اذا اقبلت عرفها العلماء
واذا ادبرت عرفها عامة الناس» اي انها في وقت قدومها تسلب اللب والعقل وتصور للانسان انه على حق وينصر الحق ولا يعلم بأنها فتنة إلا من وهبه الله العلم والبصيرة!
ما يجري اليوم في الكويت واضح لكل ذي علم وبصيرة بأنها فتنة نفخ فيها الشيطان ليوهم الناس بأنه صراع بين الحق والباطل، ودخل الكثيرون في جدال عقيم حول تفاصيل قوانين الضرورة وغيرها وتناسوا امورا اهم بكثير من ذلك تتعلق بأمن واستقرار البلد وتتعلق بالاحترام المتبادل وطاعة اولي الامر، بل سعت اطراف ذات مصالح خبيثة الى استغلال تلك الظروف من اجل تفجير الوضع من الداخل وافتعال معارك بين الشعب والسلطة وتحدي قوى الأمن الى ان وصل الامر الى صدام مع القوات الخاصة وحالات دهس بالسيارات واراقة دماء.
فبأي عقل او دين او مبدأ يحلل هؤلاء لأنفسهم تلك الاعمال المشينة التي استنكرها الجميع؟!
ولئن كانت الكويت ولله الحمد لا تزال بخير ولم تصل الامور الى الهرج الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن تلك المقدمات ان لم يتم تداركها واستنكارها من كبار القوم فإنها ستتمخض عن فتنة سوداء تطل برأسها، أوليست قوى الامن تمثل للمتظاهرين جيرانهم وابناء عمهم وقراباتهم؟ أوليس الدهس بالسيارات هو شروع في القتل؟ لقد اعجبتني جهود الاخوة خالد السلطان وجمعان الحربش ومحمد هايف لنزع فتيل الازمة والدعوة الى الحوار مع السلطة ومحاولة نزع الفتيل، كما استأت من تصريحات بعض قيادات المعارضة بأن معركة الاصوات الانتخابية ليست إلا البداية وانهم سيذهبون الى ما هو ابعد من ذلك من المطالبة بالإمارة الدستورية والحكومة المنتخبة - لا عن طريق المجلس ولكن عن طريق المظاهرات والاعتصامات والصدامات مع الأمن - فأتمنى على العقلاء من المعارضة الأخذ على ايدي السفهاء وايقافهم عند حدهم قبل ان تتوسع ابواب الفتنة ويصعب حلها.
هكذا الفتن تبدأ صغيرة
اجتمع الثوار من بلدان اسلامية عدة بعد موسم الحج وقدموا الى المدينة المنورة وهم يحملون بعض الأسئلة التي ارادوا طرحها على خليفة المسلمين عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، وليستنكروا على بضع مسائل هامشية ظنوها مخالفة للدين، وحاصروه اياما طويلة في بيته، ثم اخرج بعضهم كتابا للخليفة ادعى بأنه ارسله لجنده في الخارج يأمر فيه بقتل الثوار، فنفى الخليفة ان يكون قد فعل ذلك، ثم تطاول اشقاهم عليه فضربه فتبعه آخرون الى ان قتلوه وهو صائم وندم الخوارج بعدها اشد الندم على مقتل عثمان لكن لم يكن ليفيدهم ذلك الندم فقد انفتح باب فتنة عظيمة على المسلمين لم يغلق الى يومنا هذا.
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com