تناقشت مع احدى قيادات المعارضة وسألته: على ماذا تراهنون بمقاطعتكم للانتخابات البرلمانية؟ قال لي: نراهن على ان السلطة ستتراجع اخيرا ولن تصمد امام مقاطعة شاملة من قطاعات واسعة من الشعب.
قلت له: ولكن من الواضح ان هذا الوضع قد اصبح يشكل تحدياً بين السلطة وبين المعارضة، وان امر التراجع قد اصبح شبه مستحيل لاسيما بعد صدور مرسوم الدعوة للانتخابات وتحديد موعدها بعد شهر من الآن!!
اجابني: انظر إلى المجلس الوطني الذي مضى في انتخاباته حتى في ظل المعارضة، كيف حصل على 40 في المئة من اصوات الشعب، وكيف تم حله والرجوع إلى مواد الدستور!!
قلت له: ولكن الذي حل المجلس الوطني هو الغزو الصدامي المجرم وليس قلة اقبال الشعب على التصويت له، كما ان مسألة تعديل عدد الاصوات ليست بخطورة تجميد الدستور والعمل بنظام آخر كما حدث في حالة حل مجلس 81، ولا تتوقعوا ان يتفاعل الشعب بحماس معارضته نفسها للمجلس الوطني!!
يبقى السؤال الذي يحار معظم الناخبين في الاجابة عنه: هل نقاطع الانتخابات وليصل من يصل إلى المجلس، ام نؤدي الامانة في اختيار الاكفأ من المرشحين لعل الله تعالى ان يطرح البركة فيمن قرروا خوض الانتخابات ولم يروا فائدة من مقاطعتها؟! ولن يعدم الانسان ان يجد اسما واحدا في دائرته يستحق التصويت له؟!
بالنسبة لي فأنا في اشد الحيرة ولم اصل إلى قرار حتى الآن اما السؤال المر الذي يؤرق مضاجعنا فهو: ماذا لو جاء مجلس اسوأ من مجلس 2009 متوجاً باعداد ضخمة من القبيضة واصحاب الاهواء والمصالح الشخصية، ثم ماذا ان قاموا بتشريع قوانين تساهم في تقييد الحريات وتبديد الاموال ومكافأة المفسدين؟!
في اعتقادي ان المعارضة ليس لديها جواب ولكنها تراهن على التمكن من شل حركة البلد خلال الايام العشرة المقبلة لاجبار السلطة على التراجع، وهذا كما يبدو من سابع المستحيلات!!


د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com