| سيدي عبد الرحمن (مصر) -
/>من محمود صادق |
/>في سنواته العشر الأخيرة، نقل أحمد رمزي نفسه إلى منفى اختياري بين البحر والصحراء، قاده حبه للطبيعة إلى أن يعود إلى حيث يحبّ، بعدما لفّ حول العالم، ونال شهرة واسعة وحياة فنية ثرية.
/>ربما كان يمهّد لاستقبال الوفاة بهدوء، وربما أراد أن يعيش آخر سنوات عمره في صمت لا يقطعه إلا هدير أمواج المتوسط على ساحله الشمالي الغربي واتصالات من آن إلى آخر من القاهرة ولندن ومن قرية سيدي عبد الرحمن الساحلية حيث اختار أن يمضي بقية أيام حياته للاطمئنان والسؤال على الأحوال.
/>غادر فتى السينما الشقي الحياة بهدوء، ليبقي صدمة لدى الكثيرين من عشاقه وأصدقائه وأسرته، بداية من ابنته التي أكدت أنها تركته في صحة جيدة، وانتهاء بصديق عمره عمر الشريف الذي طلب المقرّبون من ابنه انتظار الوقت المناسب لإخباره، لكن بعد علمه دخل الشريف في أزمة نفسية سيئة جددت المعاناة وأشاعت القلق في الوسط السينمائي في مصر.
/>أحبّ أحمد رمزي الصحراء، وقرية سيدي عبد الرحمن على الساحل الغربي الشمالي بالذات، فأحبه أبناء القرية وعقدوا صداقة معه وانتهت بدفنه في مقابرهم إلى جوارهم، بعدما رفضت الجهات المختصة في مصر إقامة قبر للراحل في فناء فيللته.
/>من ذكريات الزمن الجميل ومن بدو سيدي عبد الرحمن، ستنشر «الراي» على دفعتين قصصاً من بعض ما اشتهر عن فتى السينما الشقي الذي عاش في صخب، وطلب أن يموت بهدوء.
/>يوم وفاته وفي جنازته، خرج أبناء قرية سيدي عبد الرحمن على الساحل الشمالي الغربي، والتابعة لمحافظة مرسى مطروح، عن بكرة أبيها لوداع «فتى السينما الشقي» أحمد رمزي بعد حياة حافلة بالعطاء أحب فيها الفن والحياة والناس، وقالوا إنه في أيامه الأخيرة أحب الهدوء والصفاء وحياة البدو، فأقام في «فيلا» على ساحل البحر المتوسط بين المياه والهواء، وقابل بدو المنطقة خبر وفاته بوداع مهيب في جنازة عبّرت عن الحب الأبدي.
/>وأكدوا لـ«الراي» أن الفتى الشقي الراحل أحب قرية سيدي عبد الرحمن، فأحبه أهلها ولم ينقله إلى المستشفى عند إصابته بأزمته الصحية الأخيرة سواهم، فقد كان يعيش بمفرده داخل فيلته بقرية «هاي سندا» السياحية، والتي اشتراها من صهر الرئيس المصري السابق حسني مبارك رجل الأعمال محمود الجمال في العام 2004. رمزي أحب المنطقة وتعرّف على الكثير من أهلها خلال جولاته للتسوّق، وكان صاحب أكبر سوبر ماركت في القرية سلومة زيدان وهو أول من تعرّف عليه، ومنه إلى بقية عائلته، ثم عائلة علواني، الأكبر بالمنطقة، وبدأت المودة بينه وبين أكبر عائلات القرية تزيد عاماً بعد عام.
/>وقال أبناء القرية إنه في العام 2006 اتخذ الفنان الراحل قراره بالإقامة الكاملة بالفيلا ولم يغادرها إلا للعلاج في القاهرة أو إلى لندن، حيث تقيم زوجته الإنكليزية نيكول، ونجله منها «نواف ـ 33 عاما». بينما كانت زوجته حريصة على الحضور للقرية في شهر مارس من كل عام للاحتفال بعيد ميلاد زوجها الراحل.
/>كما أن للفتى الشقي ذكريات في القرية فإن أهلها من جانبهم لهم حكايات ونوادر، ويقول سلومة زيدان: «كان الفنان أحمد رمزي يفضّل أن يقضي بعض الوقت كل أسبوع في السوبر ماركت الذي أمتلكه... كان ودوداً ومبتسماً دائماً، وله عادات يحافظ عليها، فيستيقظ في السادسة صباحاً ويتريّض من الفيلا إلى الشاطئ والمشي على البحر لمدة ساعة ونصف الساعة والعودة إلى الفيلا وتناول الافطار ثم يجلس أمام التلفزيون في صالة الاستقبال بالدور الأرضي».
/>وأضاف زيدان لـ «الراي»: «بين الظهر والعصر كان الفنان الرحل يستقبل الزوار من القاهرة أو من أهالي القرية، قبل أن يدخل إلى غرفة نومه بالطابق العلوي حتى الصباح في الساعة الثامنة مساء».
/>وقال جبران عبد الحميد علواني: «إن أكثر المقربين إلى قلبه والذين كانوا يزورونه بصفة مستمرة هم الفنان عمر الشريف وفاتن حمامة وخالد سليم، والذي يحضر بصفة مستمرة لزيارته أحمد السقا.
/>وأضاف جبران أن أحمد رمزي قال له إنه أرسل رسالة على المحمول إلى أحمد السقا يعزيه في وفاة والده، وأنه كان حزيناً لعدم قدرته على المشاركة في العزاء، «أنا في سن متقدمة، ولا أستطيع أن أذهب لتقديم واجب العزاء».
/>أما سليمان علواني فقال: «كان الفنان الراحل طيب القلب وودوداً، بالرغم من أنه قليل الكلام، واتصل بي صباح يوم الوفاة ليسأل عني وقال «باطمئن عليك»، وكأنه يودّع الدنيا وأصدقاءه.
/>ابنة الراحل نائلة قالت إنها وزوجها الإنكليزي وأولادها كانوا معه في القرية حتى قبل أسبوع من وفاته وكانت صحته جيدة ولم يشكُ من أمراض، مضيفة أنه اتصل بها عندما غادرت للقاهرة قبل وفاته بساعات للاطمئنان عليها وعلى أبنائها.
/>وقالت: «أوصى أبي بأن يدفن بجوار الفيلا بسيدي عبد الرحمن، لكننا فوجئنا بأن إقامة مقبرة داخل الفيلا غير قانوني فاقترح الحاج جبران عبد الحميد علواني وسلومة زيدان بأن يدفن بمقابر القرية». وقال صديق عمره عبد الرؤوف العزومي: «أوصانا الراحل بعدم المغالاة والتغطية الإعلامية لجنازته، فقد كان رجلاً بسيطاً».
/>
/>من محمود صادق |
/>في سنواته العشر الأخيرة، نقل أحمد رمزي نفسه إلى منفى اختياري بين البحر والصحراء، قاده حبه للطبيعة إلى أن يعود إلى حيث يحبّ، بعدما لفّ حول العالم، ونال شهرة واسعة وحياة فنية ثرية.
/>ربما كان يمهّد لاستقبال الوفاة بهدوء، وربما أراد أن يعيش آخر سنوات عمره في صمت لا يقطعه إلا هدير أمواج المتوسط على ساحله الشمالي الغربي واتصالات من آن إلى آخر من القاهرة ولندن ومن قرية سيدي عبد الرحمن الساحلية حيث اختار أن يمضي بقية أيام حياته للاطمئنان والسؤال على الأحوال.
/>غادر فتى السينما الشقي الحياة بهدوء، ليبقي صدمة لدى الكثيرين من عشاقه وأصدقائه وأسرته، بداية من ابنته التي أكدت أنها تركته في صحة جيدة، وانتهاء بصديق عمره عمر الشريف الذي طلب المقرّبون من ابنه انتظار الوقت المناسب لإخباره، لكن بعد علمه دخل الشريف في أزمة نفسية سيئة جددت المعاناة وأشاعت القلق في الوسط السينمائي في مصر.
/>أحبّ أحمد رمزي الصحراء، وقرية سيدي عبد الرحمن على الساحل الغربي الشمالي بالذات، فأحبه أبناء القرية وعقدوا صداقة معه وانتهت بدفنه في مقابرهم إلى جوارهم، بعدما رفضت الجهات المختصة في مصر إقامة قبر للراحل في فناء فيللته.
/>من ذكريات الزمن الجميل ومن بدو سيدي عبد الرحمن، ستنشر «الراي» على دفعتين قصصاً من بعض ما اشتهر عن فتى السينما الشقي الذي عاش في صخب، وطلب أن يموت بهدوء.
/>يوم وفاته وفي جنازته، خرج أبناء قرية سيدي عبد الرحمن على الساحل الشمالي الغربي، والتابعة لمحافظة مرسى مطروح، عن بكرة أبيها لوداع «فتى السينما الشقي» أحمد رمزي بعد حياة حافلة بالعطاء أحب فيها الفن والحياة والناس، وقالوا إنه في أيامه الأخيرة أحب الهدوء والصفاء وحياة البدو، فأقام في «فيلا» على ساحل البحر المتوسط بين المياه والهواء، وقابل بدو المنطقة خبر وفاته بوداع مهيب في جنازة عبّرت عن الحب الأبدي.
/>وأكدوا لـ«الراي» أن الفتى الشقي الراحل أحب قرية سيدي عبد الرحمن، فأحبه أهلها ولم ينقله إلى المستشفى عند إصابته بأزمته الصحية الأخيرة سواهم، فقد كان يعيش بمفرده داخل فيلته بقرية «هاي سندا» السياحية، والتي اشتراها من صهر الرئيس المصري السابق حسني مبارك رجل الأعمال محمود الجمال في العام 2004. رمزي أحب المنطقة وتعرّف على الكثير من أهلها خلال جولاته للتسوّق، وكان صاحب أكبر سوبر ماركت في القرية سلومة زيدان وهو أول من تعرّف عليه، ومنه إلى بقية عائلته، ثم عائلة علواني، الأكبر بالمنطقة، وبدأت المودة بينه وبين أكبر عائلات القرية تزيد عاماً بعد عام.
/>وقال أبناء القرية إنه في العام 2006 اتخذ الفنان الراحل قراره بالإقامة الكاملة بالفيلا ولم يغادرها إلا للعلاج في القاهرة أو إلى لندن، حيث تقيم زوجته الإنكليزية نيكول، ونجله منها «نواف ـ 33 عاما». بينما كانت زوجته حريصة على الحضور للقرية في شهر مارس من كل عام للاحتفال بعيد ميلاد زوجها الراحل.
/>كما أن للفتى الشقي ذكريات في القرية فإن أهلها من جانبهم لهم حكايات ونوادر، ويقول سلومة زيدان: «كان الفنان أحمد رمزي يفضّل أن يقضي بعض الوقت كل أسبوع في السوبر ماركت الذي أمتلكه... كان ودوداً ومبتسماً دائماً، وله عادات يحافظ عليها، فيستيقظ في السادسة صباحاً ويتريّض من الفيلا إلى الشاطئ والمشي على البحر لمدة ساعة ونصف الساعة والعودة إلى الفيلا وتناول الافطار ثم يجلس أمام التلفزيون في صالة الاستقبال بالدور الأرضي».
/>وأضاف زيدان لـ «الراي»: «بين الظهر والعصر كان الفنان الرحل يستقبل الزوار من القاهرة أو من أهالي القرية، قبل أن يدخل إلى غرفة نومه بالطابق العلوي حتى الصباح في الساعة الثامنة مساء».
/>وقال جبران عبد الحميد علواني: «إن أكثر المقربين إلى قلبه والذين كانوا يزورونه بصفة مستمرة هم الفنان عمر الشريف وفاتن حمامة وخالد سليم، والذي يحضر بصفة مستمرة لزيارته أحمد السقا.
/>وأضاف جبران أن أحمد رمزي قال له إنه أرسل رسالة على المحمول إلى أحمد السقا يعزيه في وفاة والده، وأنه كان حزيناً لعدم قدرته على المشاركة في العزاء، «أنا في سن متقدمة، ولا أستطيع أن أذهب لتقديم واجب العزاء».
/>أما سليمان علواني فقال: «كان الفنان الراحل طيب القلب وودوداً، بالرغم من أنه قليل الكلام، واتصل بي صباح يوم الوفاة ليسأل عني وقال «باطمئن عليك»، وكأنه يودّع الدنيا وأصدقاءه.
/>ابنة الراحل نائلة قالت إنها وزوجها الإنكليزي وأولادها كانوا معه في القرية حتى قبل أسبوع من وفاته وكانت صحته جيدة ولم يشكُ من أمراض، مضيفة أنه اتصل بها عندما غادرت للقاهرة قبل وفاته بساعات للاطمئنان عليها وعلى أبنائها.
/>وقالت: «أوصى أبي بأن يدفن بجوار الفيلا بسيدي عبد الرحمن، لكننا فوجئنا بأن إقامة مقبرة داخل الفيلا غير قانوني فاقترح الحاج جبران عبد الحميد علواني وسلومة زيدان بأن يدفن بمقابر القرية». وقال صديق عمره عبد الرؤوف العزومي: «أوصانا الراحل بعدم المغالاة والتغطية الإعلامية لجنازته، فقد كان رجلاً بسيطاً».
/>