| منى فهد عبدالرزاق الوهيب |
إن المتصفّح للتاريخ الكويتي خلال الأشهر الماضية، سيخرج بانطباع نفسي وفكري بأن الشعب الكويتي يفتقد للحرية والعقلانية، وإمكاناته هشة، وعقول أبنائه تفكر بلغة القوالب والأشكال والنماذج والمعايير، وتفكر بمصطلحات تنخر الأزمة الإنسانية التي نعيشها اليوم، وقد تناسى هذا العقل الكويتي أن يحدد العناصر المشتركة بين الأشياء، لينتزع النزعات العرقية والطائفية والمذهبية، وإدماجها في تصور ومنظور واحد يدل على مفهوم «الكويت للكويتيين».
إن الحقيقة هي فضيلة الأنساق الفلسفية، والرؤية المبثوثة في المنظورات التقليدية للحقيقة، وهي تطابق الأحكام الذهنية مع الواقع العيني الخارجي، أي كل ما هو عقلي واقعي وكل ما هو واقعي عقلي، ومن مشاهداتنا لواقع الساحة المحلية تتجسد هنا حقيقة عقلية واقعية، وهي الانشقاق وتفتيت النسيج المجتمعي إلى أصغر وحدات ممكنة، حيث أصبح من الطبيعي أن نتهم بعضنا البعض، ونطعن ببعض، بل وصل بنا الحال لتخوين بعضنا الآخر، ووصفه بأبشع الأوصاف كعميل وأجير لأسياده وغيرها من مصطلحات تحرض على الانقلاب ضد الحكم غير واقعية ولا حقيقية بل هي شكوك واتهامات أتتنا من ثقافة الانحطاط والانحدار السياسي المستورد من الخارج.
إن المعرفة والجهل والحقيقة والخطأ لا ينبغي أن يعارض بعضها البعض، بالعكس فهي مجموعة نقاط على خط متصل وحيد، بينها ترابط أساسي، ان من يجهل الحقيقة من المؤكد سيخطأ بالمعرفة التي تعينه على قراءة الواقع، ومن يخطئ بفهم الحقيقة سيجهل المعرفة ويخطئ بتأويلاته للواقع الحقيقي، ويصبح الخطأ والوهم هما أساس الحقيقة لديه، كما هو الحاصل لدى بعض أبناء الخليج عندما يتحول معيار الحقيقة إلى معيار واحد هو الإشاعة، بمنهج لا أخلاقي ولا قيمي فيه تدخل سافر في أخص خصوصياتنا، وتداخل بالمجالات والتخصصات، أصبح السياسي يفتي بفتاوى أهل العلم الشرعي، والشرعي ينّظر للقوانين والمواد الدستورية بتنظير أهل القانون، والقانوني ينطلق بتفسيراته من منطلقات سياسية مستبطنة تصادم القانون والدستور من أجل تحقيق مصالح شخصية، والكل أصبح يلعب لعبة الاصطناع والإيهام والتضليل، إلى أن اضمحلت الأفكار وتشتتت العقول ولم تعد تبصر العالم الحقيقي للإصلاح والقضاء على الفساد.
وبعد أن وقع سلوك الفرد الكويتي لبرمجة قبلية غير مرئية وغير مفهومة عقلياً، أدت إلى أن يسلك سلوكيات لا تتوافق مع ثوابت المجتمع الكويتي القيمية والأخلاقية، علينا جبرا وليس اختيارا أن نحّكم صوت العقل، وتنهض الفئة المتوازنة المنصفة التي تنبذ ثقافة مع أو ضد، الفئة الحليفة للحق المخاصمة للباطل دائما وأبدا، وتقدم صوتها على الأصوات النشاز، ذات الفهم القاصر أقصى ما تفكر به إلقاء اللوم والعتب على الآخرين ورشقهم بالتهم والخوض بنواياهم ومقاصدهم، حان دور خطاباتها العقلانية التي تؤصل وترسخ مفهوم العدل والمساواة، وتقضي على ثقافة الانتقائية بأشكالها وأنواعها، وتقعد للمفهوم الشرعي الدستوري بأن الناس سواسية لا فضل أحد على غيره إلا بولائه وانتمائه لدينه وأرضه، وإن وهذا الشعب مصدر الإبداع والإرادة والقيم والحرية والسعادة، لن يكون منبع للغرائز اللاشعورية والحيوية المنفلتة من قبضة العقل الكويتي الواعي والمسيطرة عليه، وسيعود إلى رشده بعد تسييد خطاب العقلانية والموضوعية المتوازنة التي تفرض على الجميع الانعطاف نحو الإصلاح والتنمية والارتقاء بالفرد الكويتي الذي هو من شأنه ارتقاءً للوطن في كل مجالاته.
m.alwohaib@gmail.com
twitter: @mona_alwohaib
إن المتصفّح للتاريخ الكويتي خلال الأشهر الماضية، سيخرج بانطباع نفسي وفكري بأن الشعب الكويتي يفتقد للحرية والعقلانية، وإمكاناته هشة، وعقول أبنائه تفكر بلغة القوالب والأشكال والنماذج والمعايير، وتفكر بمصطلحات تنخر الأزمة الإنسانية التي نعيشها اليوم، وقد تناسى هذا العقل الكويتي أن يحدد العناصر المشتركة بين الأشياء، لينتزع النزعات العرقية والطائفية والمذهبية، وإدماجها في تصور ومنظور واحد يدل على مفهوم «الكويت للكويتيين».
إن الحقيقة هي فضيلة الأنساق الفلسفية، والرؤية المبثوثة في المنظورات التقليدية للحقيقة، وهي تطابق الأحكام الذهنية مع الواقع العيني الخارجي، أي كل ما هو عقلي واقعي وكل ما هو واقعي عقلي، ومن مشاهداتنا لواقع الساحة المحلية تتجسد هنا حقيقة عقلية واقعية، وهي الانشقاق وتفتيت النسيج المجتمعي إلى أصغر وحدات ممكنة، حيث أصبح من الطبيعي أن نتهم بعضنا البعض، ونطعن ببعض، بل وصل بنا الحال لتخوين بعضنا الآخر، ووصفه بأبشع الأوصاف كعميل وأجير لأسياده وغيرها من مصطلحات تحرض على الانقلاب ضد الحكم غير واقعية ولا حقيقية بل هي شكوك واتهامات أتتنا من ثقافة الانحطاط والانحدار السياسي المستورد من الخارج.
إن المعرفة والجهل والحقيقة والخطأ لا ينبغي أن يعارض بعضها البعض، بالعكس فهي مجموعة نقاط على خط متصل وحيد، بينها ترابط أساسي، ان من يجهل الحقيقة من المؤكد سيخطأ بالمعرفة التي تعينه على قراءة الواقع، ومن يخطئ بفهم الحقيقة سيجهل المعرفة ويخطئ بتأويلاته للواقع الحقيقي، ويصبح الخطأ والوهم هما أساس الحقيقة لديه، كما هو الحاصل لدى بعض أبناء الخليج عندما يتحول معيار الحقيقة إلى معيار واحد هو الإشاعة، بمنهج لا أخلاقي ولا قيمي فيه تدخل سافر في أخص خصوصياتنا، وتداخل بالمجالات والتخصصات، أصبح السياسي يفتي بفتاوى أهل العلم الشرعي، والشرعي ينّظر للقوانين والمواد الدستورية بتنظير أهل القانون، والقانوني ينطلق بتفسيراته من منطلقات سياسية مستبطنة تصادم القانون والدستور من أجل تحقيق مصالح شخصية، والكل أصبح يلعب لعبة الاصطناع والإيهام والتضليل، إلى أن اضمحلت الأفكار وتشتتت العقول ولم تعد تبصر العالم الحقيقي للإصلاح والقضاء على الفساد.
وبعد أن وقع سلوك الفرد الكويتي لبرمجة قبلية غير مرئية وغير مفهومة عقلياً، أدت إلى أن يسلك سلوكيات لا تتوافق مع ثوابت المجتمع الكويتي القيمية والأخلاقية، علينا جبرا وليس اختيارا أن نحّكم صوت العقل، وتنهض الفئة المتوازنة المنصفة التي تنبذ ثقافة مع أو ضد، الفئة الحليفة للحق المخاصمة للباطل دائما وأبدا، وتقدم صوتها على الأصوات النشاز، ذات الفهم القاصر أقصى ما تفكر به إلقاء اللوم والعتب على الآخرين ورشقهم بالتهم والخوض بنواياهم ومقاصدهم، حان دور خطاباتها العقلانية التي تؤصل وترسخ مفهوم العدل والمساواة، وتقضي على ثقافة الانتقائية بأشكالها وأنواعها، وتقعد للمفهوم الشرعي الدستوري بأن الناس سواسية لا فضل أحد على غيره إلا بولائه وانتمائه لدينه وأرضه، وإن وهذا الشعب مصدر الإبداع والإرادة والقيم والحرية والسعادة، لن يكون منبع للغرائز اللاشعورية والحيوية المنفلتة من قبضة العقل الكويتي الواعي والمسيطرة عليه، وسيعود إلى رشده بعد تسييد خطاب العقلانية والموضوعية المتوازنة التي تفرض على الجميع الانعطاف نحو الإصلاح والتنمية والارتقاء بالفرد الكويتي الذي هو من شأنه ارتقاءً للوطن في كل مجالاته.
m.alwohaib@gmail.com
twitter: @mona_alwohaib