اسمه وسام وهو وسامٌ يستحق أن يعلّق على صدر الوطن؛ فبعد امتلاكه امكانيات كبيرة وقدرة نادرة على تنفيذ المهمات الصعبة، أخافهم، فهددوه.
لم يخشَ تهديدهم و لم يركع لجبروتهم واجرامهم و لم يهَبْ رائحة الموت التي أدرك أنها تقترب منه ولم يبتعد عن الدمار الذي قيل له أنه سيطاله... أكمل الطريق ظنّا ً منه أنه سيكشفهم ويدمّرهم واحدا ً تلو الآخر، فلم يستسلم بل مضى بمشواره بعد انتصاراته التي صنعت منه بطلاً سينقذ البلد من يد الاجرام والارهاب والتجسس ظنا ً منه أن النجاح سيبقى حليفه دائما ً. ولكن النجاح والانتصار خذلاه هذه المرة، فتمكنت منه يد الغدر السوداء. طالت هذه اليد الملوثة بالارهاب والاجرام رئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن. مرة جديدة تطال يد الارهاب احدى مؤسسات هذا الوطن التي تمثل رمزاً منعته وسلمه الأهلي، فبعد محاولة اغتيال المقدم سمير شحادة وبعد سقوط النقيب وسام عيد شهيدا ً، سقط العميد وسام الحسن في محاولة من المجرمين للنيل من استقرار هذا الوطن واصرار أبنائه على وحدتهم وتوقهم إلى الحياة الآمنة وإلى النّهوض بوطنهم.
لم يعلن خبر استشهاد وسام الحسن بعد وقوع الانفجار الا بعد بضع ساعات، فالذي كان دائما بالمرصاد لكشف كل عمليات الاغتيال والقتل والتجسس هو المستهدف هذه المرة. رئيس فرع المعلومات لم يجد من يعطيه معلومة تحذره من اغتياله بعد يوم من عودته من السفر. رئيس فرع المعلومات لم يجد من يقف بالمرصاد لاكتشاف من كان هدف التفجير. رئيس فرع المعلومات ربما لن يجد من يكشف حقيقة التفجير الذي أودى بحياته وبحياة ثمانية مدنيين على الأقل. فالشخص الذي اعتدنا أن يجمع خيوط الجريمة كان هو الهدف هذه المرة... ولأن الهدف كان كبيرا ً ورقما ً صعبا ً كما قال البعض، لن يقبل اللبنانيون أن يمرّ هذا العمل الارهابي مرور الكرام، فبدأت مظاهر الغضب في الشارع السنّي تذكرنا باستقالة الرئيس عمر كرامي بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري. وسام الحسن عزيز على قلب السنّة خصوصا ً واللبنانيين عموما ً. فهو من بنى فرع المعلومات المتين القوي الذي حقق انجازات لم يحققها أي جهاز أمني في تاريخ لبنان... فإن كنت من خطه السياسي أو لم تكن، لا بد أن تشهد لانجازات وقدرات وشجاعة وسام الحسن... شهيد الشجاعة، شهيد الانجازات، شهيد الوطن.

رولا فاضل