| القاهرة - من هبة خالد |
قالت القيادية البارزة في جماعة الإخوان في مصر مكارم الديري إن الرئيس المصري محمد مرسي حقق نجاحات كبيرة على جميع الأصعدة الداخلية والخارجية وسار على طريق تحرير الإرادة المصرية و صناعة القرار المستقل بعيدا عن الضغوط الدولية.
وأضافت، في حوار مع «الراي» ان حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، سينافس على 100 في المئة من مقاعد البرلمان المقبل، وإذا تحالف مع أي تيار فإن ذلك سيكون على أساس البرنامج فقط أو البرامج المتشابهة معه فقط.
وفتحت القيادية الإخوانية نيرانها تجاه القوى السياسية الأخرى، وقالت إن «هناك ثورة مضادة لا تريد نجاح التيار الإسلامي في الحكم».
وحول الجماعات الجهادية في سيناء اعتبرت أنها جماعات «وهمية» تتبع دولا أخرى.
وفي ما يلي نص الحوار:

• ما تقييمك لاداء الرئيس المصري في الـ 100 يوم الأولى لحكمه والتي انتهت قبل أيام قليلة؟
- الرئيس حقق نجاحات كبيرة على جميع الأصعدة الداخلية والخارجية وسار على طريق تحرير الإرادة المصرية وصناعة القرار المستقل بعيدا عن الضغوط الدولية وسينجح في ذلك وإلا سيترك مجاله لأن الهدف الأساسي أن نتحرر من التبعية، ونأمل في إعادة دور مصر الريادي على المستوى العربي والإسلامي والأفريقي والعالم ككل وفي ما يتعلق بالسياسة الداخلية.
• ولكن إذا نظرنا إلى الفريق المعاون للرئيس فسنجد إقصاء لغالبية القوى السياسية، كيف ترين هذا؟
- هناك رفض للتعاون مع الرئيس وكنت أتمنى أن يعلن الرئيس عن أسمائهم حتى يكون في الأمر شفافية وحتى لا يتهم الرئيس أنه أقصى هذه القوى.
فالرئيس عرض التعاون على سياسيين من أحزاب وقوى سياسية مختلفة ورفضوا التعاون معه فاجتهد واختار ونجح في الكثير مما قاله منذ بداية حكمه ولم يعين من الإخوان الآن ما يساوي 1 من 10 من أعضاء الوزارة والمجالس المختلفة والمحافظين.
أما الوزارة فهي تسير على الرمال المتحركة وفي أسفلها الألغام والنظام السابق وأعوانه والثورة المضادة لا تريد نجاح التيار الإسلامي، ورغم المعوقات التي تواجه الرئيس فهو ينظر أمامه ويحقق النجاحات بخطى ثابتة وقرارات جريئة وقد بدأها في محاربة الفساد ورؤوس الفساد في كل مكان.
• وما ترينه مهما في ما نفذه الرئيس؟
- أهم أمر حققه الرئيس هو التخلص من النظام العسكري الذي حكمنا 60 عاما والغريب بعد أن نادى الشباب وبعض القوى السياسية بالثورة على المجلس العسكري وجدنا كثيرا من الانتقادات التي لا داعي لها وكأنهم يسيرون في خط مغاير لخط الرئيس في قراراته وخطواته والتبعية والتطاول ومع ذلك فالرئيس يتقبل النقد البناء ولكن النقد الهدام لا نوافق عليه.
• توجد اختلافات حول المادة الثانية من الدستور البعض يقول مبادئ والآخر أحكاما وغيرهم يريدون تطبيق الشريعة كاملة فما رأيك؟
- أفضل «مبادئ» فهي ترضي الجميع لأني لن أفرض كل شيء على المجتمع حتى لو كانت الأغلبية من المسلمين، البعض متخوف من أحكام الشريعة وهي اجتهادية ويمكن أن تخضع للاجتماع حسب المكان والزمان وحسب البيئة فالبيئة السعودية غير البيئة المصرية غير الكويتية وهكذا وأرى أن كلمة مبادئ شاملة تستوعب كل المجتمع المصري.
• وماذا عن تولي المرأة والأقباط مناصب قيادية في الدولة؟
- المرأة لها أن تتولى رئاسة الدولة، وهي أمور يمكن أن تجتهد فيها لأن رئاسة المرأة أو الرجل لن يكون قيامه بالقيادة وحده، فمؤسسات الدولة تحكم ولكن ليس شخصا فقط ولهذا للمرأة أن تتولى جميع المناصب.
أما بالنسبة للأقباط، فالرئيس عين مستشارا قبطيا له والأقباط هذه أرضهم وهم أصل مصر ويحق لهم تولي مناصب قيادية.
• وهل ستخوضين الانتخابات البرلمانية المرتقبة؟
- نحن لا نقدم أنفسنا للترشيح فعندنا من يقدمنا للحزب بناء على أنشطة معينة أي من يقوم بها من الأعضاء بأعمال مجتمعية ولهم دور بارز و قبول مجتمعي تكون من ضمن أولوياتها، ولهذا نضع معايير الاختيار وبناء على هذه المعايير نطلب من الحزب من جميع القطاعات المختلفة ترشيح من عنده، وطلبنا من عدد من العضوات أن تكتب أنشطتها ومشاريعها ورؤيتها ونحن نرتقي بأداء الحزب لأنه يحتاج لتطوير كبير.
• كيف ترون التحالفات الانتخابية التي تكونت أخيرا مثل التيار الشعبي في مواجهة التيار الإسلامي؟
- بدأنا في انتخابات 2011 حتى لا نستأثر بشيء وقلنا إن الحزب مفتوح لجميع القوى التي تريد التحالف معنا وتحالفنا تحالف انتخابي وليس على أساس البرامج، ونجح عدد من النواب من أحزاب أخرى على قائمة حزب الحرية والعدالة، ولكن وجدنا أن هؤلاء لا يتعاونون معنا في الحزب ولا يدلون برأيهم في المشروعات التي يقوم بها الرئيس ولا يوجد فصيل من الفصائل يستطيع أن يقوم بها وحده ولا يمكن أن تكون هناك رؤية أحادية الجانب ونحن في حاجة لتعدد الرؤى والأفكار والمشاريع ومناقشتها، ولا يتم هذا إلا بالتعاون وأن تكون صدورنا مفتوحة لبعضنا البعض والحقيقة أنهم وقفوا كالمتفرجين بعد نجاح الدكتور مرسي.
وأقول إن الحزب سينافس على 100 في المئة في المقاعد، وإذا دخلنا في تحالف سيكون على أساس البرنامج فقط أو البرامج المتشابهة معنا فقط حتى يمكن أن يحقق شيئا للوطن.
• كيف ترين الجماعات الجهادية في سيناء؟
- جماعات وهمية لا أعتقد أنها جهادية ولا تعرف الجهاد وأعتقد أن هناك من لا يريد الخير لهذا الوطن و خاصة بعد قيام ثورة 25 يناير توجد مجموعات أغلبهم يتبعون دولا أخرى ويعملون لحسابها ومن يتعاون معهم هم «الخونة» الذين قتلوا 16 جنديا في سيناء ولايزالون يقومون بغارات على أقسام للشرطة، وهذا يستهدف إرباك الرئيس، وفي الوقت نفسه يحقق هدف إغلاق المعابر على أهل غزة.
• ولكن هناك اتهامات واضحة تجاه ما يحدث عبر هذه الأنفاق؟
- نعم نغلق الأنفاق ولكن لابد من معبر شرعي رسمي تحت رقابة مصرية - فلسطينية تتحمل المسؤولية حتى لا يتسلل الخونة ونستطيع إحكام السيطرة على الوطن وأرض سيناء.
والرئيس قام بإنشاء جهاز تنمية سيناء لبث سيطرة الأمن المصري على كل أرض سيناء وهي خطوات إيجابية وجريئة والجماعات الموجودة ليس لها أي اتجاه إسلامي.
وإذا كان لها فهي تستحق العقاب لأنها متطرفة فلا يمكن قتل مسلم وقت الإفطار وأعتقد أنها عملية مخابراتية تتبع الموساد وخير دليل على ذلك أنهم قتلوا الجنود وسرقوا الدبابات ودخلوا معبر كرم أبو سالم لأنهم كانوا يهربون إلى معبر داخل إسرائيل وإسرائيل أرادت أن تتخلص منهم حتى تخفي معالم الجريمة فقتلتهم.
• كيف ترين ما يتردد عن المد الشيعي في مصر حاليا؟
- هم خطر على مصر و العالم العربي والإسلامي وهم مسلمون ولكن لديهم انحراف عقائدي كبير جدا، ويجب مواجهة المذهب الشيعي بالطرق السلمية وإذا وجد في تنظيم لابد أن نوقفه ولا يمكن أن نتركه يلعب في العقيدة فلابد أن تكون العقيدة صحيحة و سليمة كما يراها أهل السنة.