تصاب الأجسام بالأمراض التي تعطل الحواس أو بعضاً منها كما تصاب المجتمعات بالأمراض التي تعطل مسيرتها التنموية على كافة الأصعدة.
ولا ريب أن القلق الذى يعيشه مجتمعنا الكويتى اليوم مرض عضال نتج من رعونة سياسية قضت على معالم الاستقرار والتطوير والتقدم فى الكويت.
ان الانغلاق الفكري واللاتوازن الأخلاقي هما عنوان كثير من الأفعال التي نشهدها يومياً في كافة المجالات وبعض وسائل الإعلام تبرزها بأسلوب أدى ويؤدي إلى إفساد ذوق المجتمع وأصاب قيمه الأصيلة في مقتل.
هذا ما يجري اليوم فلقد أصبح الانسان الكويتي كئيباً مجرداً من أي تخطيط للمستقبل لا يفكر إلا في الإشكاليات ويقتات على الجدل ويحاول أن يعالج مخاوفه بالتخندق تارة وبالسلبية تارة أخرى كل ذلك أدى إلى إنحدار شديد في أخلاقيات المجتمع والفرد على حد سواء وأصبح التضامن الوطني أو الوحدة الوطنية أول ضحايانا وانقطع جسر المحبة الاجتماعى وآية ذلك عندما تسمع الاتهامات المتبادلة فيقوم كل واحد منا ويدعي انه قد اعتدي عليه وشتم وقد مست كرامته دون ان يلتزم بردع من يعتدي من جماعته او حلفائه على مواطنين آخرين يهانون ليل نهار ويطعن فى ولائهم وانتمائهم للكويت الغالية من دون أن نسمع صوت معارض ينتصر لهم، بل يقوم هذا وذاك بخلط الأوراق والاستهانة بالظلم الذى يقع على شريكه فى الوطن كل ذلك ببرود مشاعر وعدم احساس ونفاق سياسي مما جعل المشهد الاجتماعي مشهداً مليئاً بالنفاق والمنازعات وغرائب المفارقات.
نرى بعض الناشطين من الشباب الكويتي من المهتمين بالعمل السياسي يدعون إلى التوقيع على الالتزام بنبذ خطاب الكراهية ولأننى ممن يؤمن بضرورة محاربة مثل هذا الخطاب لخطورته على المجتمع وضرورة سرعة معالجته فقد شاركت في الحضور إلى اللقاء الحواري مع الشباب وتبادلنا النقد بكل رحابة صدر وسعة بال ولقد لمست منهم وعياً أخلاقياً حقيقياً رغم اختلافي معهم في تفاصيل الحراك السياسي.
ولقد كنت أحمل في نفسي أملاً واعداً بأن أرى أي رجل دين يوقع على تعهد نبذ الكراهية الا انني كنت الوحيد في هذا المضمار ولا أدري أين ذهب الدعاة الفضائيون المزيفون الذين يملأون الدنيا عويلاً حيثما تكون مصالحهم الخاصة الا أننا نفقدهم عند الشدائد والتحديات الحقيقية، لقد كشف الواقع زيف أهل الدعاوى الفارغة الذين يتشدقون باسم الدين ويتكسبون منه من دون أن يؤمنوا بأن حقيقة الإيمان والإسلام هي العدل واحترام الآخر والابتعاد عن التنابذ والتباغض وسوء الأخلاق.
حينما نتفق على قبح الكراهية لابد أن نعمل صادقين على إزالة مظاهرها وأسبابها من المجتمع وهذا يقتضي وضع تحديد علمي لتعريف الكراهية بعيداً عن الأهواء والشهوات حتى لا يتحول القانون الأخلاقي إلى أداة قمع وتخوين كما يفعله الكثير من المتخلفين في زماننا. وحينما سألنى احدهم متى يصبح خطابنا خطاب كراهية أجبته بأن الكراهية وان كانت فعلاً نفسياً إلا أنه لابد أن يرتبط بمفهومين حقوقيين هما عدم التمييز بأي شكل من الأشكال واحترام حقوق الآخرين وعدم محاولة الانتقاص منها البتة عندئذ يتحول ما في النفس إلى وسيلة مجتمعية فاعلة يجب أن توظف من أجل ترسيخ التضامن الاجتماعي والوحدة الوطنية ولا ريب ان مفهوم الافساد في الأرض ومفهوم الفتنة هما حقائق اجتماعية تتحدد معانيها وفقاً للنتاج المعرفي الذي يحتضنها أي من خلال وعي الإنسان والعدالة الاجتماعية المرتكزة على منظومة الحقوق الانسانية فإن لم يكن الأمر كذلك فإن الأهواء ستتجاذبها يمنة ويسرة.
أخيرا أقول: إن للفتنة أبوابا ومزامير ودعاة بألوان وأشكال متنوعة وهم كلهم مبغوضون عند الله لأنهم لا ينتجون إلا الحقد والبغض والكراهية بين الناس وهم موجودون في كل زمان ومكان والتحدي لا يكون في كشفهم وحسب ولكن نجاحنا في ردعهم يكون عندما نؤسس لمجتمع وأفراد واعين مخلصين صادقين فكم عندنا أمثال هؤلاء في مجتمعنا اليوم.
هذا سؤال أجيبوه بأفعالكم المخلصة وليس بأقوالكم التائهة في بحار السلبية.
الشيخ الدكتور أحمد حسين
ولا ريب أن القلق الذى يعيشه مجتمعنا الكويتى اليوم مرض عضال نتج من رعونة سياسية قضت على معالم الاستقرار والتطوير والتقدم فى الكويت.
ان الانغلاق الفكري واللاتوازن الأخلاقي هما عنوان كثير من الأفعال التي نشهدها يومياً في كافة المجالات وبعض وسائل الإعلام تبرزها بأسلوب أدى ويؤدي إلى إفساد ذوق المجتمع وأصاب قيمه الأصيلة في مقتل.
هذا ما يجري اليوم فلقد أصبح الانسان الكويتي كئيباً مجرداً من أي تخطيط للمستقبل لا يفكر إلا في الإشكاليات ويقتات على الجدل ويحاول أن يعالج مخاوفه بالتخندق تارة وبالسلبية تارة أخرى كل ذلك أدى إلى إنحدار شديد في أخلاقيات المجتمع والفرد على حد سواء وأصبح التضامن الوطني أو الوحدة الوطنية أول ضحايانا وانقطع جسر المحبة الاجتماعى وآية ذلك عندما تسمع الاتهامات المتبادلة فيقوم كل واحد منا ويدعي انه قد اعتدي عليه وشتم وقد مست كرامته دون ان يلتزم بردع من يعتدي من جماعته او حلفائه على مواطنين آخرين يهانون ليل نهار ويطعن فى ولائهم وانتمائهم للكويت الغالية من دون أن نسمع صوت معارض ينتصر لهم، بل يقوم هذا وذاك بخلط الأوراق والاستهانة بالظلم الذى يقع على شريكه فى الوطن كل ذلك ببرود مشاعر وعدم احساس ونفاق سياسي مما جعل المشهد الاجتماعي مشهداً مليئاً بالنفاق والمنازعات وغرائب المفارقات.
نرى بعض الناشطين من الشباب الكويتي من المهتمين بالعمل السياسي يدعون إلى التوقيع على الالتزام بنبذ خطاب الكراهية ولأننى ممن يؤمن بضرورة محاربة مثل هذا الخطاب لخطورته على المجتمع وضرورة سرعة معالجته فقد شاركت في الحضور إلى اللقاء الحواري مع الشباب وتبادلنا النقد بكل رحابة صدر وسعة بال ولقد لمست منهم وعياً أخلاقياً حقيقياً رغم اختلافي معهم في تفاصيل الحراك السياسي.
ولقد كنت أحمل في نفسي أملاً واعداً بأن أرى أي رجل دين يوقع على تعهد نبذ الكراهية الا انني كنت الوحيد في هذا المضمار ولا أدري أين ذهب الدعاة الفضائيون المزيفون الذين يملأون الدنيا عويلاً حيثما تكون مصالحهم الخاصة الا أننا نفقدهم عند الشدائد والتحديات الحقيقية، لقد كشف الواقع زيف أهل الدعاوى الفارغة الذين يتشدقون باسم الدين ويتكسبون منه من دون أن يؤمنوا بأن حقيقة الإيمان والإسلام هي العدل واحترام الآخر والابتعاد عن التنابذ والتباغض وسوء الأخلاق.
حينما نتفق على قبح الكراهية لابد أن نعمل صادقين على إزالة مظاهرها وأسبابها من المجتمع وهذا يقتضي وضع تحديد علمي لتعريف الكراهية بعيداً عن الأهواء والشهوات حتى لا يتحول القانون الأخلاقي إلى أداة قمع وتخوين كما يفعله الكثير من المتخلفين في زماننا. وحينما سألنى احدهم متى يصبح خطابنا خطاب كراهية أجبته بأن الكراهية وان كانت فعلاً نفسياً إلا أنه لابد أن يرتبط بمفهومين حقوقيين هما عدم التمييز بأي شكل من الأشكال واحترام حقوق الآخرين وعدم محاولة الانتقاص منها البتة عندئذ يتحول ما في النفس إلى وسيلة مجتمعية فاعلة يجب أن توظف من أجل ترسيخ التضامن الاجتماعي والوحدة الوطنية ولا ريب ان مفهوم الافساد في الأرض ومفهوم الفتنة هما حقائق اجتماعية تتحدد معانيها وفقاً للنتاج المعرفي الذي يحتضنها أي من خلال وعي الإنسان والعدالة الاجتماعية المرتكزة على منظومة الحقوق الانسانية فإن لم يكن الأمر كذلك فإن الأهواء ستتجاذبها يمنة ويسرة.
أخيرا أقول: إن للفتنة أبوابا ومزامير ودعاة بألوان وأشكال متنوعة وهم كلهم مبغوضون عند الله لأنهم لا ينتجون إلا الحقد والبغض والكراهية بين الناس وهم موجودون في كل زمان ومكان والتحدي لا يكون في كشفهم وحسب ولكن نجاحنا في ردعهم يكون عندما نؤسس لمجتمع وأفراد واعين مخلصين صادقين فكم عندنا أمثال هؤلاء في مجتمعنا اليوم.
هذا سؤال أجيبوه بأفعالكم المخلصة وليس بأقوالكم التائهة في بحار السلبية.
الشيخ الدكتور أحمد حسين