تقول وزارة الداخلية بأنها جادة في محاربة شراء الأصوات لكنها لا تملك الأدلة على ذلك، وأقول بأن العملية وإن كانت صعبة لكنها ليست مستحيلة، فهنالك عدة طرق لمحاصرة شراء الأصوات، منها مراقبة المشكوك فيهم الذين يتحدث الناس عن شرائهم للأصوات، مثل مراقبة هواتفهم وهواتف مفاتيحهم، ومنها رصد تحركاتهم في الدائرة، ومنها تتبع حركة أموالهم في البنوك، فلا بد أن تجد الحكومة أمراً غير طبيعي لاسيما تدفقات الأموال الضخمة في حساباتهم، وكذلك بث رجال مباحث في المخيمات الانتخابية للمرشحين المشكوك فيهم.في تصوري بأن الحكومة لديها أكثر من طريقة لملاحقة مشتري الأصوات، كما يجب عدم الاقتصار على مراقبة الشراء المباشر للأصوات وإنما متابعة من يقدمون الخدمات الجليلة للناس خلال فترة الانتخابات فيدعمون الدواوين ويخدمون من يحتاج إلى خدمة، فهذا شراء غير مباشر لأصوات الناس.عندما نقرأ في الصحف بأن احد المرشحين نجح في الحصول على أربعة آلاف جنسية لناخبين معظمهم من النساء وأن سعر الصوت بلغ ألف دينار، وأن هنالك من نصب له دواوين خاصة لتأدية الخدمات لأبناء الدائرة وان توقيعاته تلقى الضوء الأخضر في جميع مرافق الحكومة، عندما نقرأ عن ذلك، فهل نصدق بأن حكومتنا معذورة لعدم قدرتها على منع الرشوة وشراء الأصوات؟!
كسر سور العفّةشن مرشحو التحالف الوطني هجوماً عنيفاً ضد قانون منع الاختلاط الذي استطاعت جامعة الكويت وهيئة التطبيقي تطبيقه دون مشاكل تذكر خلال 16 عاماً، وشبه النائب السابق محمد الصقر السور الذي يفصل بين الطلاب والطالبات في المدرجات بأنه سور حقير وشبهة بسور برلين الذي كان يحجز بين المانيا الشيوعية وألمانيا الديموقراطية.ولنا ان نتساءل بتعجب: هل انتهت قضايا الكويت كلها ولم يبق لدينا الا الخوض في مسألة لا جدوى من ورائها ولا تقدم في تحصيل العلم او رفع مستوى الطلاب والطالبات لكي يصر عليها مرشحو التحالف الوطني؟! كذلك فإن غالبية الطلاب والطالبات بل والشعب الكويتي مسرور بقانون منع الاختلاط ويراه متماشياً مع عقيدته وتراثه الأصيل، لذلك لا يشك عاقل بأن مصير هذا القانون إن تم اقتراحه في المجلس القادم هو الفشل.أتمنى من الأخ محمد الصقر ومرشحي التحالف ان يقدموا مشاريع قوانين تضاعف تجريم من يستولي على المال العام بغير حق او من يستغل منصبه في المجلس لتحقيق منافع مادية لا تحل لمن كان خارج المجلس، فهذا أكثر فائدة للبلد من دغدغة مشاعر قلة قليلة تحلم ليلاً ونهاراً بكسر سور العفة والحياء في البلد.
د. وائل الحساويwae_al_hasawi@hotmail.com