في البلاغة العربية هناك جمالية متواجدة لها تأثير قوي وخاص... هذه الجمالية يطلق عليها «حسن التعليل».. وهي من أجمل الأشياء** التي وردت في الشعر العربي الفصيح... وقبل أن أورد بعض الأمثلة الشعبية لها... أود أن أقوم بشرحها بشكل مبسط... حسن التعليل : هو أن تذكر حالة معينة ثم تفسرها بنظرة أخرى مغايرة تختلف عن النظرة الأصلية للحالة... يجب أن تكون نظرتك أنت مقنعة شعريا حتى وإن لم تكن نظرتك أنت نظرة علمية ولكنها سوف تكون مقنعة لأنها أتت شعرية وتلامس الإحساس وفيها من الخيال... نظرتك أنت قد تقوم على التشبيه بحالة أخرى ورسم ملامح مشتركة بين الحالتين.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه إذا قمت بإثبات حالة عن طريق حالة أخرى - ولكن بشكل غير مباشر - فأنت دخلت في (التشبيه الضمني) والتشبيه الضمني في البلاغة العربية يحتوي على حسن التعليل في داخله.. بمعنى أن كل تشبيه ضمني يحتوي على حسن تعليل ولكن كل حسن تعليل ليس شرطا أن يكون تشبيها ضمنيا.. إذا كان الإثبات عن طريق حالة واحدة فقط بالكلام دون الاستعانة بحالة أخرى فأنت في دائرة (حسن التعليل)... يقول الشاعر مساعد الرشيدي :
وطن يسعد مساك الشمس ما غابت تبي فرقاك.. تعدّت للمغيب تعلمه عن طيب مشرقها
الشاعر هنا نظر لحالة الغروب نظرة أخرى مختلفة و الهدف منها هو الفخر.. حيث لم يفسر الغروب على أنه بداية الليل كما نفسره نحن بل أخبر أن الغروب هو عبارة عن ذهاب الشمس ذهاب المسافر الذي يحمل أخباراً طيبة وجدها بالوطن ليخبر بها كل من يلقاه أمامه.. وهذا رد بليغ و نحن رأينا كيف لم يستعن بحالة أخرى بل أثبت الحالة بنفس الحالة ولكن بنظرة مختلفة..
ويقول الشاعر سالم حمد :
لا تفرح إن صار صيتك كبر حجم الجبال.. ما عاد تخطيك حتى الرمية الطايشة
الشاعر هنا أيضا لم يستعن بحالة أخرى.. بل تحدث عن الجبل فقط ولكن لم ينظر إليه بنظرة الحجم الكبير كما ننظر نحن.. بل نظر إليه من نظرة أخرى وهي نظرة أنه هدف سهل لأي رمية حتى وإن كانت رمية طايشة.. وهو هنا يثبت بالشعر على أنه كبر الحجم يصاحب المتاعب..
أما التشبيه الضمني فسوف أذكر مثالين... الاول للشاعر خلف المشعان :
مو شرط من يكتب شعر يدري عن بحور الخليل.. اللي يداوي علتك لا تبلشه باسبابها
والبيت الآخر للشاعر طلال السعيد :
من قال ديرتنا تشكّـا منا.. بيت الشعر ما يشتكي عمدانــه
كما نرى في التشبيه هنا استعانة بحالة أخرى ويوجد بين الشطرين تشبيه غير مباشر والهدف من التشبيه هو الإقناع بسبب وجود ملامح بين الشطرين.. وقد يقع التشبيه الضمني أيضا بين بيتين وليس شطرين فقط.. وكما قلنا كل تشبيه ضمني يحتوي حسن تعليل ولكن ليس شرطا كل حسن تعليل هو تشبيه ضمني كما في أول مثالين حيث تم الإثبات في داخل الحالة نفسها دون الاستعانة بحالة جديدة.
twitter :@mansour_89
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه إذا قمت بإثبات حالة عن طريق حالة أخرى - ولكن بشكل غير مباشر - فأنت دخلت في (التشبيه الضمني) والتشبيه الضمني في البلاغة العربية يحتوي على حسن التعليل في داخله.. بمعنى أن كل تشبيه ضمني يحتوي على حسن تعليل ولكن كل حسن تعليل ليس شرطا أن يكون تشبيها ضمنيا.. إذا كان الإثبات عن طريق حالة واحدة فقط بالكلام دون الاستعانة بحالة أخرى فأنت في دائرة (حسن التعليل)... يقول الشاعر مساعد الرشيدي :
وطن يسعد مساك الشمس ما غابت تبي فرقاك.. تعدّت للمغيب تعلمه عن طيب مشرقها
الشاعر هنا نظر لحالة الغروب نظرة أخرى مختلفة و الهدف منها هو الفخر.. حيث لم يفسر الغروب على أنه بداية الليل كما نفسره نحن بل أخبر أن الغروب هو عبارة عن ذهاب الشمس ذهاب المسافر الذي يحمل أخباراً طيبة وجدها بالوطن ليخبر بها كل من يلقاه أمامه.. وهذا رد بليغ و نحن رأينا كيف لم يستعن بحالة أخرى بل أثبت الحالة بنفس الحالة ولكن بنظرة مختلفة..
ويقول الشاعر سالم حمد :
لا تفرح إن صار صيتك كبر حجم الجبال.. ما عاد تخطيك حتى الرمية الطايشة
الشاعر هنا أيضا لم يستعن بحالة أخرى.. بل تحدث عن الجبل فقط ولكن لم ينظر إليه بنظرة الحجم الكبير كما ننظر نحن.. بل نظر إليه من نظرة أخرى وهي نظرة أنه هدف سهل لأي رمية حتى وإن كانت رمية طايشة.. وهو هنا يثبت بالشعر على أنه كبر الحجم يصاحب المتاعب..
أما التشبيه الضمني فسوف أذكر مثالين... الاول للشاعر خلف المشعان :
مو شرط من يكتب شعر يدري عن بحور الخليل.. اللي يداوي علتك لا تبلشه باسبابها
والبيت الآخر للشاعر طلال السعيد :
من قال ديرتنا تشكّـا منا.. بيت الشعر ما يشتكي عمدانــه
كما نرى في التشبيه هنا استعانة بحالة أخرى ويوجد بين الشطرين تشبيه غير مباشر والهدف من التشبيه هو الإقناع بسبب وجود ملامح بين الشطرين.. وقد يقع التشبيه الضمني أيضا بين بيتين وليس شطرين فقط.. وكما قلنا كل تشبيه ضمني يحتوي حسن تعليل ولكن ليس شرطا كل حسن تعليل هو تشبيه ضمني كما في أول مثالين حيث تم الإثبات في داخل الحالة نفسها دون الاستعانة بحالة جديدة.
twitter :@mansour_89