تكلمت في المقال السابق عن الإنجازات التي حققتها السعودية على المستوى الاقتصادي والتعليمي والمشاريع وهو ما جعلها من ضمن الدول العشرين الأغنى في العالم التي تشارك في مجموعة العشرين، لكن هنالك جوانب أهم في مسيرة المملكة أعطتها ذلك البروز في العالم ألا وهو صلابة مواقفها من الأحداث التي مرت على العالم العربي والإسلامي، فهل ينسى كويتي موقف السعودية من الغزو العراقي الهمجي على الكويت حيث سخرت جميع امكاناتها المادية والعسكرية لدعم الكويت وإيواء شعبها والتصدي لعدوها، وفتحت أرضها لمئات الألوف من الجيوش التي قدمت لتحريرها، وتحملت في سبيل ذلك الانتقادات والمؤامرات وأنفقت المليارات حتى تحقق بفضل الله تعالى تحرير الكويت؟!
وقبلها كان لموقف الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - أعظم الأثر في الدفاع عن قضية فلسطين والتصدي للغرب عندما ساندوا الكيان الصهيوني في عدوانه على العرب عام 1973، واستخدام سلاح المقاطعة الاقتصادية ضده إلى أن دفع حياته ثمناً لمواقفه، وقام بتأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي لتجميع شتات المسلمين، ثم كان دعم السعودية للجهاد الأفغاني لتحرير أرضه من الروس المجرمين ومساعدة شعب البوسنة في حربهم ضد الصرب المعتدين، وقد كانت السعودية هي أول ضحية بسبب أحداث 11 سبتمبر حيث ركزت الولايات المتحدة الأنظار عليها وتدخلت في شؤونها، ثم نشأ على أرض السعودية حركات إرهابية تنتمي إلى تنظيم القاعدة أعاثت الفساد في الأرض، لكن المملكة قد تصدت لها بقوة وبحكمة إلى أن اجتثتها من أرضها، وكان التحدي الأكبر هو فتنة الجهيمانيين الذين سفكوا الدماء في الحرم باسم الدين، وكان للموقف الحازم للسعودية من كل من يعيثون بالأمن ويسعون لإثارة الفوضى والبلبلة لاسيما في موسم الحج، وكان لموقفها الأثر الكبير في درء كثير من الفتن، كما كان لتماسك الأسرة الحاكمة وعدم بروز خلافاتها إلى السطح أكبر الأثر في تقوية أركان حكمها لاسيما مع الارتباط الوثيق للحكم بالعلماء والمفكرين ومشاورة العلماء في جميع القرارات المهمة والصدور عن آرائهم.
لقد استمر هذا الدور الكبير للسعودية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز بل وتعزز، فقد سعى للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة وكاد أن ينجح في مسعاه، كما أنشأ صندوقاً لدعم انتفاضة الأقصى تبرعت له السعودية بربع مليار دولار، وكان لها دعم قوي لجميع مشاريع العمل الخيري والإنساني، وخصصت 5.5 في المئة من دخلها القومي للمساعدات الخارجية.
وعندما برز التحدي الإيراني وأطماعه في احتلال دول الخليج وقفت السعودية له بالمرصاد ودافعت عن البحرين وتدخلت عسكرياً لصد العدوان على البحرين، ثم ساهمت في صد عدوان الحوثيين المدعومين من إيران، وساندت الشعب السوري في كفاحه ضد الطغاة من حزب البعث، ونظمت جسور المساعدات وجمعت التبرعات، وجمع الملك عبدالله رؤساء الدول الإسلامية في مكة لشحذ هممهم للتصدي للبطش السوري على الشعب السوري ورفض مشاركة إيران في اللجنة الرباعية لأنها جزء من العدوان على السوريين وهكذا.
إن مواقف السعودية من أحداث العالم الإسلامي لهي مواقف تستحق الإشادة بها ودعمها والاقتداء بها.
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
وقبلها كان لموقف الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - أعظم الأثر في الدفاع عن قضية فلسطين والتصدي للغرب عندما ساندوا الكيان الصهيوني في عدوانه على العرب عام 1973، واستخدام سلاح المقاطعة الاقتصادية ضده إلى أن دفع حياته ثمناً لمواقفه، وقام بتأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي لتجميع شتات المسلمين، ثم كان دعم السعودية للجهاد الأفغاني لتحرير أرضه من الروس المجرمين ومساعدة شعب البوسنة في حربهم ضد الصرب المعتدين، وقد كانت السعودية هي أول ضحية بسبب أحداث 11 سبتمبر حيث ركزت الولايات المتحدة الأنظار عليها وتدخلت في شؤونها، ثم نشأ على أرض السعودية حركات إرهابية تنتمي إلى تنظيم القاعدة أعاثت الفساد في الأرض، لكن المملكة قد تصدت لها بقوة وبحكمة إلى أن اجتثتها من أرضها، وكان التحدي الأكبر هو فتنة الجهيمانيين الذين سفكوا الدماء في الحرم باسم الدين، وكان للموقف الحازم للسعودية من كل من يعيثون بالأمن ويسعون لإثارة الفوضى والبلبلة لاسيما في موسم الحج، وكان لموقفها الأثر الكبير في درء كثير من الفتن، كما كان لتماسك الأسرة الحاكمة وعدم بروز خلافاتها إلى السطح أكبر الأثر في تقوية أركان حكمها لاسيما مع الارتباط الوثيق للحكم بالعلماء والمفكرين ومشاورة العلماء في جميع القرارات المهمة والصدور عن آرائهم.
لقد استمر هذا الدور الكبير للسعودية في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز بل وتعزز، فقد سعى للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة وكاد أن ينجح في مسعاه، كما أنشأ صندوقاً لدعم انتفاضة الأقصى تبرعت له السعودية بربع مليار دولار، وكان لها دعم قوي لجميع مشاريع العمل الخيري والإنساني، وخصصت 5.5 في المئة من دخلها القومي للمساعدات الخارجية.
وعندما برز التحدي الإيراني وأطماعه في احتلال دول الخليج وقفت السعودية له بالمرصاد ودافعت عن البحرين وتدخلت عسكرياً لصد العدوان على البحرين، ثم ساهمت في صد عدوان الحوثيين المدعومين من إيران، وساندت الشعب السوري في كفاحه ضد الطغاة من حزب البعث، ونظمت جسور المساعدات وجمعت التبرعات، وجمع الملك عبدالله رؤساء الدول الإسلامية في مكة لشحذ هممهم للتصدي للبطش السوري على الشعب السوري ورفض مشاركة إيران في اللجنة الرباعية لأنها جزء من العدوان على السوريين وهكذا.
إن مواقف السعودية من أحداث العالم الإسلامي لهي مواقف تستحق الإشادة بها ودعمها والاقتداء بها.
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com