كتب حسين إبراهيم |

أعلن رئيس شركة «انتل» الاميركية لتصنيع رقائق الكمبيوتر غريغ باريت ان الشركة تناقش مع شركة «زين» للاتصالات اقامة مشاريع مشتركة في افريقيا، الا انه اشار الى انه لم يتم حتى الان توقيع اي اتفاقات في هذا الشأن، وقال ان الكويت هي احدى الدول الرئيسية التي ستقوم فيها الشركة بتدريب معلمين في اطار «برنامج تدريب المعلمين» الذي تقـــــوم الشــــركة من خــــلاله بتـــدريب مليوني معلم في المنطقة.وفي حديث لعدد من الصحافيين على هامش زيارة للكويت دامت 12 ساعة فقط، اعلن رئيس «انتل» وهي واحدة من كبرى شركات تصنيع اجهزة الكمبيوتر في العالم، انه بحث مع المسؤولين الكويتيين الذين التقاهم ومن ضمنهم نائب رئيس الوزراء تكنولوجيا الجيل المقبل، الا انه اوضح ان الاجتماعات لم تكن لاتخاذ قرارات.وتابع «تحدثت مع بعض المسؤولين الحكوميين وزرت جامعة الكويت واجتمت بمسؤولي شركات مثل زين وتحدثنا عن مشاريع في افريقيا حيث هم مستثمرون كبار. تحدثنا عن الكمبيوترات ذات الحزمة العريضة من الخدمات والتعليم في الجامعات. لم نوقع اي اتفاقات. كانت هذه زيارة استطلاع من قبلي».ورفض باريت الدخول في تفاصيل محددة حول مناقشاته مع مسؤولي «زين»، وقال «لن اقول لك ما ناقشناه بالضبط. لدى زين اهتمام بزيادة عدد مستخدمي قدرة الاتصالات وزيادة العوائد بالنسبة للمستخدم الواحد لذا هم يوفرون البنية التحتية للاتصالات ونحن نوفر اجهزة الكمبيوتر التي تتصل بالانترنت من خلال قدرة الاتصالات. نحن وهم نقوم بشيئين مختلفين ولكننا نتفاعل مع بعضنا البعض».واوضح «في ما يتعلق بادخال التكنولوجيا والهواتف النقالة. افريقيا هي الحدود الاخيرة. ثم عندما تقوم ببناء البنية التحتية للاتصالات الهاتف ياتي اولا ثم يأتي جهاز الكمبيوتر. المناقشات مع زين حول مشاريع في افريقيا كانت عامة. وسنواصل القيام بمناقشات. زين ايضا مهتمة جدا بالتربية وناقشنا كيف يمكننا القيام بنشاطات في هذا المجال».وعن المشاريع الاخرى التي بحثها مع من التقاهم في الكويت، قال باريت «تحدثنا عن بعض عمليات التدريب مثل تدريب المعلمين الذي نقوم به في مصر والمملكة العربية السعودية والاردن. وقد وقعنا اتفاقا مع مؤسسة الشيخ محمد بن راشد في دبي في هذا المجال. ونعمل لمد هذا البرنامج الى كل العالم العربي. والكويت في رأس هذه القائمة. نعمل لتدريب مليوني مدرس. قمنا بتدريب 400 الف مدرس وسنقوم بتدريب مليون و600 الف اخرين».وعن الحركة الاقتصادية في الكويت، اوضح باريت ان «كل الناس الذين تحدثت اليهم هنا سعداء بارتفاع عوائد النفط ولكنهم يعلمون ان النفط سينضب على المدى البعيد. ومع الجميع هنا تحدثنا عن اهمية التعليم ليس فقط الجامعي وانما ايضا الابتدائي لتأهيل الناس. تحدثنا عن اهمية الاستثمار في الابحاث والتنمية، بحيث لا تعود تعتمد على الاخرين وتمتلك القدرة الخاصة بك وتخلق بيئة تسمح للناس بالاستثمار في الابداع. الناس هنا تشعر بالاستياء من الحواجز. هناك حاجة الى الكثير من الامور لتغيير ذلك، ومن بينها تشريعات حكومية» واشار رئيس «انتل» الى ان الهدف الرئيسي من زيارته هو رؤية كيف تبدو الكويت، لكنه اضاف «طبعا كشركة نحن مهتمون ببيع اجهزة الكمبيوتر».وعن صعوبة الوصول الى الانترنت في الكويت، قال «اذا نظرنا الى منطقة الخليج بشكل عام هناك مشكلتان. مشلكة تدني القدرة على الوصول الى الانترنت، ومشكلة عدم وجود الكثير من مستخدمي الكمبيوتر. نعمل لتصنيع اجهزة كمبيوتر فيها لوحت اكثر اتساعا من الاستخدامات وارخص. ونحن صممنا اجهزة كمبيوتر رخيصة الى حد كبير يكلف الواحد منها 200 الى 300 دولار».واضاف «احد الامور التي نعمل عليها هي القدرة اللاسلكية للدخول الى الانترنت ليس فقط من جانب الهاتف ولكن ايضا من جانب الكمبيوتر. اعتقد ان هناك تحديين اذا كنت تتحدث عن الانترنت. الاول هو الاتصال بالشبكة وكلفة هذا الاتصال، والثاني هو المحتوى المحلي. المحتوى العربي قليل جدا على الانترنت. وهناك جهد مثير للاهتمام يجري لترقيم الكلاسيكيات العربية والترجمات. هذه العمل يجري في السعودية، في جامعة الملك عبد العزيز». اضاف «كما لدينا بعض المحتوى التعليمي على الانترنت مثل العلوم والرياضيات لتعليم الطلاب. نحاول ترجمة ذلك الى العربية».وعن مبيعات الشركة في الكويت اوضح باريت «ليس لدينا احصاءات عن مبيعاتنا في كل بلد. الكويت هي جزء من الخليج الذي هو جزء من الشرق الاوسط. لكن استطيع القول ان انتل جيدة على صعيد حصة السوق في الكويت. الان السوق الأكبر لانتل هو الولايات المتحدة. والصين هي ثاني اكبر سوق».وعن التطور الذي رآه في الكويت قال «لست متفاجئا بما أراه هنا. اذا كنت أفاجأ في شيء فهو انه ليس اهتماما كبيرا باقامة رأسمال فكري. الاستثمار مادي. اذا كان لديك المال من السهل ان تقيم مباني. اقامة مبنى من مئة طابق اسهل بكثير من اقامة رأسمال فكري».واوضح «انا ادلي بتعليقات عامة حول ما رأيته في منطقة الخليج كلها. اذا دربت الناس فقط على كيفية الذهاب للعمل في النفط او المحاسبة فانك لا تخلق رأسمالا فكريا. تدريب الناس يختلف كثيرا عن اقامة رأسمال فكري. ويمكن اقامة ملاعب رياضية وفريق رياضي. ولكن لاقامة رأسمال فكري عليك ان تكرس نفسك لذلك وتخصص المصادر اللازمة وان تكون صبورا، لان الامر يتطلب وقتا طويلا. العرب لا يقومون باستثمار كاف لاقامة رأسمال فكري. الجامعة نفسها لا تقيم رأسمالا فكريا. يجب القيام بالابحاث». وتابع باريت «في الخليج هناك الكثير من المباني العالية والكثير من النفط. كل الذين تحدثت اليهم بما في ذلك في الكويت كان الاهم هو كيفية جعل الناس تحصل على تعليم جيد ليس جامعيا فقط وانما ابتدائي بحيث يتمكن الناس من استخدام التكنولوجيا والقيام بالابحاث».وعن قلقه من القرصنة على تكنولوجيا الشركة اوضح باريت ان «تكنولوجيا الشركة ليس من السهل استنساخها. تقريبا من المستحيل نسخ منتجنا. وهناك عائقان كبيران يحولان دون نسخه الاول انه ليس من السهل نسخ معالج صغير microprocessor فيه مليار ترانزيستور واقامة مصنع للنسخ هو أمر مكلف جدا. والثاني اننا نتحرك بسرعة بحيث انك اذا نسخت برنامج العام الماضي يكون قد اصبح قديما».وأوضح «هناك فارق كبير بين نسخ برنامج كمبيوتر مثل ويندوز ونسخ المياكروبروسيسور. ليس علي ان اقلق من النسخ كما بيل غيتس، لكننا نقف مع مايكروسوفت بان الملكية الفــــكرية يجــــب ان تصان».وعما اذا كان الهاتف النقال الذكي يمكن ان يأخذ مكان الكمبيوتر، اشار الى ان «الهاتف النقال او الهاتف الذكي جيد للحديث وللرسائل القصيرة. والكمبيوتر عظيم في ما يتعلق بالمحتوى والتفاعل مع هذا المحتوى. اما التلفزيون فهو للتسلية. ولن يقوم اي واحد من هذه الاجهزة بالامور الثلاثة معا. اذا أردت التسلية تريد شاشة كبيرة، واذا أردت التفاعل تريد كمبيوتر وانترنت، واذا أردت شيئا تحمله معك تريد هاتفا نقالا. هذه هي القياسات الثلاثة الاساسية للشاشات. وهذه الاجهزة الثلاثة تتعايش معا وتكمل بعضها بعضا».