| د. لطيفة جاسم التمار |
/> تتقارب اللهجات العامية العربية من لغتنا العربية الأم (الفصيحة)، وهذا انما يدل على تقارب البيئات العربية في العادات والتقاليد بشكل عام. من هنا خرجت لنا الأمثال العامية وتشابهت في تصوير البيئات وأحوال البشر وما يتعرضون له من أحداث ومشاكل تعتريهم، لذلك هناك مئات أو آلاف من الأمثال الكويتية لها أمثلة في الأمثال العربية الفصيحة، وفي بعض الأحيان تشترك معها في المصطلحات ذاتها.
/>والكويت كأي بيئة مستقلة لها أمثالها التي تميزها منذ القدم، وتمثل أدبنا الشعبي وارثا أدبيا نحتفظ به ونعود اليه كلما رغبنا في المزيد من المعرفة عن أدبنا الشعبي الزاخر المدون. ويعني هذا أن كثيرا من الأدب الشعبي لم يدون واعتمد على الثقافة الشفاهية التي كانت سمة المجتمعات السابقة. ومن أهم الدراسات التي وثقت الأدب الشعبي الكويتي خصوصا ما يخص الأمثال الشعبية كتاب المؤرخ سيف مرزوق الشملان (من تاريخ الكويت)، وكتاب أحمد الشرباصي (من الأمثال العامية)، وكتاب (الأمثال الدارجة في الكويت) لعبدالله النوري، كل هذه المراجع وغيرها الكثير انما جاءت لكي تحفظ هذه الأمثال من الضياع والنسيان. ومن خلال تعرفنا على أمثال البيئة الكويتية نجد أنها نتاج بيئتين متناقضتين البيئة البحرية (سكان الحضر)، والبيئة البرية (سكان البدو)، بيئتان مختلفتان متناقضتان أنتجت تراثا أدبيا زاخرا ذي طعم خاص ميز الأدب الكويتي الشعبي ومازال. وسوف نعرض بعض الأمثال الكويتية التي تخض بعض المفردات مع اختلاف معنى المفردة بحسب صياغة الجملة، مثال مفردة (العين) تقال فيها عدة أمثال مثل: (عين الحي بالحي وعين الميت بالتراب) ويعني أن عين الحي تعيش وترى ما أمامها، بينما عين الميت مدفونة لا ترى شيئا. مثال آخر يضرب للشخص الكريم الذي لا يرد سائلا (عين السيح لو كنت وارد)، ومثال آخر للعين يرد بـ (عين القلادة وخرزة المطواح) يضرب هذا المثل للولد العزيز على قلب أبويه، وهناك مثلا لمن يجبر على شيء أو يؤخذ منه بالقوة، فلا حول له ولا قوة فيقال في هذا المقام (عين تضحك وعين تبكي) فالشخص هنا مرغم على أن يرضى بالمقسوم. أيضا كثيرا ما نسمع هذا المثل (عين عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب) يضرب هذا المثل على من يعطي ويصل البعيد ويترك القريب، هذه العين كانت موجودة في مملكة البحرين تسقي البساتين البعيدة عن العين والفائض منها يصب في البحر، بينما البساتين القريبة منها لا تسقيها لأنها في منخفض فلا يصلها الماء. ومن الملاحظ احتواء كل الأمثال السابقة التي عرضت على مفردة (العين)، باختلاف معنى (العين) بحسب سير الجملة والغرض منها.
/>وسوف نعرض لمفردة أخرى وأوجه الاختلاف في المفردة بحسب اختلاف موقعها ألا وهي مفردة (سعيد)، المثل الأول يقول: (سعيد أخو مبارك) يضرب هذا المثل لتشابه الأقارب في الخلق والعادة. المثل الآخر يقول: (سعيد بعين أمه بدر) ويضرب في اعجاب الأم بولدها حتى لو كان عبدا مملوكا. المثل الثالث يقول: (سعيد من ربي عوينه) يضرب لمن يوفق في أموره، أي من أعانه الله في أموره فهو السعيد المسعود. هذا قيض من فيض، فالأمثال الكويتية لا تعد ولا تحصى فبعضها كما ذكرنا لم يدون وبعضها الآخر دون، ونحن ندعو الشباب الى التعرف على أمثال بلدهم وتطعيم أحاديثهم بهذه الأمثلة التراثية العريقة، ما يضيف على أحاديثهم نكهة خاصة تذكرنا بأحاديث آبائنا وأجدادنا الأوائل.
/>* دكتوراه في الأدب العربي الحديث.
/>Latifa-altammar@hotmail.com
/>
/> تتقارب اللهجات العامية العربية من لغتنا العربية الأم (الفصيحة)، وهذا انما يدل على تقارب البيئات العربية في العادات والتقاليد بشكل عام. من هنا خرجت لنا الأمثال العامية وتشابهت في تصوير البيئات وأحوال البشر وما يتعرضون له من أحداث ومشاكل تعتريهم، لذلك هناك مئات أو آلاف من الأمثال الكويتية لها أمثلة في الأمثال العربية الفصيحة، وفي بعض الأحيان تشترك معها في المصطلحات ذاتها.
/>والكويت كأي بيئة مستقلة لها أمثالها التي تميزها منذ القدم، وتمثل أدبنا الشعبي وارثا أدبيا نحتفظ به ونعود اليه كلما رغبنا في المزيد من المعرفة عن أدبنا الشعبي الزاخر المدون. ويعني هذا أن كثيرا من الأدب الشعبي لم يدون واعتمد على الثقافة الشفاهية التي كانت سمة المجتمعات السابقة. ومن أهم الدراسات التي وثقت الأدب الشعبي الكويتي خصوصا ما يخص الأمثال الشعبية كتاب المؤرخ سيف مرزوق الشملان (من تاريخ الكويت)، وكتاب أحمد الشرباصي (من الأمثال العامية)، وكتاب (الأمثال الدارجة في الكويت) لعبدالله النوري، كل هذه المراجع وغيرها الكثير انما جاءت لكي تحفظ هذه الأمثال من الضياع والنسيان. ومن خلال تعرفنا على أمثال البيئة الكويتية نجد أنها نتاج بيئتين متناقضتين البيئة البحرية (سكان الحضر)، والبيئة البرية (سكان البدو)، بيئتان مختلفتان متناقضتان أنتجت تراثا أدبيا زاخرا ذي طعم خاص ميز الأدب الكويتي الشعبي ومازال. وسوف نعرض بعض الأمثال الكويتية التي تخض بعض المفردات مع اختلاف معنى المفردة بحسب صياغة الجملة، مثال مفردة (العين) تقال فيها عدة أمثال مثل: (عين الحي بالحي وعين الميت بالتراب) ويعني أن عين الحي تعيش وترى ما أمامها، بينما عين الميت مدفونة لا ترى شيئا. مثال آخر يضرب للشخص الكريم الذي لا يرد سائلا (عين السيح لو كنت وارد)، ومثال آخر للعين يرد بـ (عين القلادة وخرزة المطواح) يضرب هذا المثل للولد العزيز على قلب أبويه، وهناك مثلا لمن يجبر على شيء أو يؤخذ منه بالقوة، فلا حول له ولا قوة فيقال في هذا المقام (عين تضحك وعين تبكي) فالشخص هنا مرغم على أن يرضى بالمقسوم. أيضا كثيرا ما نسمع هذا المثل (عين عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب) يضرب هذا المثل على من يعطي ويصل البعيد ويترك القريب، هذه العين كانت موجودة في مملكة البحرين تسقي البساتين البعيدة عن العين والفائض منها يصب في البحر، بينما البساتين القريبة منها لا تسقيها لأنها في منخفض فلا يصلها الماء. ومن الملاحظ احتواء كل الأمثال السابقة التي عرضت على مفردة (العين)، باختلاف معنى (العين) بحسب سير الجملة والغرض منها.
/>وسوف نعرض لمفردة أخرى وأوجه الاختلاف في المفردة بحسب اختلاف موقعها ألا وهي مفردة (سعيد)، المثل الأول يقول: (سعيد أخو مبارك) يضرب هذا المثل لتشابه الأقارب في الخلق والعادة. المثل الآخر يقول: (سعيد بعين أمه بدر) ويضرب في اعجاب الأم بولدها حتى لو كان عبدا مملوكا. المثل الثالث يقول: (سعيد من ربي عوينه) يضرب لمن يوفق في أموره، أي من أعانه الله في أموره فهو السعيد المسعود. هذا قيض من فيض، فالأمثال الكويتية لا تعد ولا تحصى فبعضها كما ذكرنا لم يدون وبعضها الآخر دون، ونحن ندعو الشباب الى التعرف على أمثال بلدهم وتطعيم أحاديثهم بهذه الأمثلة التراثية العريقة، ما يضيف على أحاديثهم نكهة خاصة تذكرنا بأحاديث آبائنا وأجدادنا الأوائل.
/>* دكتوراه في الأدب العربي الحديث.
/>Latifa-altammar@hotmail.com
/>