| المهندس جاد الله فرحات * |
لعب المهندس الإيطالي ماريو روسي 1895ـ 1961 دوراً هاماً في تطوير العمارة في مصر، ولقد ترك مجموعة من المباني ما زالت قائمة منها جامع الرفاعي وعمر مكرم والزمالك في القاهرة، وتابع تلاميذه المصريون علي ثابت وعلي خيرات أسلوبه في بناء المساجد. ومن أهم أعمال روسي مسجد المرسي أبو العباس في الإسكندرية.
فهذا البناء أثر من آثار الملك فؤاد الأول رحمه الله بمدينة الإسكندرية، عاصمة القطر الثانية ؛ حتى تكون مئذنته العالية رمز الإسلام والهدى والرشاد للقادمين على الإسكندرية من الأقطار الأخرى.
فأمر رحمه الله في عام 1928 بهدم المسجد القديم والبدء في إقامة هذا المسجد الجديد، وقد بديء بإقامته في عام 1929 واستمر حتى اختاره الله إلى جواره.
ثم خلفه الملك «فاروق الأول» فأكمل من المشروعات ما لم يتم في عهد أبيه وأنشأ ما لم ينشأ. ومن خير ما أكمله تنفيذا لرغبة أبيه هو هذا المسجد.
المسجد في تخطيطه مثمن الأضلاع. وهو بذلك أول مسجد من نوعه من حيث التخطيط في مصر. وقد روعي في تخطيطه على هذا الأساس التجديد مع التيسير لجميع المصلين أن يوجدوا في مساحة واحدة مقابلة للقبلة.
وتبلغ قطر دائرة المثمن المماسة أربعين مترا. ويشغل الضلع الأول القبلة ومن خلفها إلى الخارج سبيل تعلوه صالة متسعة تشرف على الميدان، خلال شرفة مغطاة تعرف باسم المشـــــــربية وقد روعيت في هذا التصميم المحافظة على التقليد في عمارة المساجد بتوفير ما يعرف بالسبيل يعلوه الكتاب، واتخذت في إنشاء السبيل جميع الإجراءات التي تتفق والصحة العامة. أما الصالة التي تعلوه فخصصت لتكون مكتبة المسجد.
و تشغل الأربعة أضلاع الأخرى أربعة إيوانات تعلو كل منها قبة من الخرسان المسلح ذات طبقتين منفصلتين.
و يكون الضلعان السادس والسابع مدخلين رئيسيين للمسجد. ويكون الضلع الثامن بروزا إلى الخارج المثمن فيه دورة المياه.
ترتفع أرضية المسجد عن منسوب الميدان المحيط به بمقدار 3.20 مترا. ورئي من الصالح شغل هذا الارتفاع بإيجاد دور أرضي (بدروم) أسفل المسجد للتهوية ولاستخدامه مخزنا لمهمات المسجد. وقد أفاد وجود هذا البدروم فائدة أخرى عظيمة لم تكن مقدرة عند إنشائه ؛ ذلك أنه استخدم عند اشتداد الغارات الجوية على مدينة الإسكندرية مخبأ عاما فاتسع لثلاثة آلاف لاجئ.
و يرتفع سقف المسجد عن أرضيته من الداخل بمقدار 18.50 متر، وقد خصص مكان الصلاة للسيدات بأعلى دورة المياه، يشرف على صحن المسجد خلال شــرفة مغطاة ( مشربية ) فتتمكن من فيه من المصليات من سماع القراءة والخطب وتتبع الصلاة، وهن محجوبات عن أنظار المصلين.
و قد اختير الطراز الإسلامي للعصر الفاطمي لواجهات المسجد من الخارج ولزخرفة الجدران والأسقف من الداخل حيث بلغ الفن الإسلامي إذ ذاك أوج عظمته.
و يمتاز تصميم واجهات المسجد من الداخل والخارج عما سبقه من مساجد بأن الزخارف والحليات موزعة على جميع أجزاء الواجهات بنسبة واحدة. فلم يختص بها جزء دون آخر كما يظهر في معظم المساجد.
وزارة الأوقاف
لعب المهندس الإيطالي ماريو روسي 1895ـ 1961 دوراً هاماً في تطوير العمارة في مصر، ولقد ترك مجموعة من المباني ما زالت قائمة منها جامع الرفاعي وعمر مكرم والزمالك في القاهرة، وتابع تلاميذه المصريون علي ثابت وعلي خيرات أسلوبه في بناء المساجد. ومن أهم أعمال روسي مسجد المرسي أبو العباس في الإسكندرية.
فهذا البناء أثر من آثار الملك فؤاد الأول رحمه الله بمدينة الإسكندرية، عاصمة القطر الثانية ؛ حتى تكون مئذنته العالية رمز الإسلام والهدى والرشاد للقادمين على الإسكندرية من الأقطار الأخرى.
فأمر رحمه الله في عام 1928 بهدم المسجد القديم والبدء في إقامة هذا المسجد الجديد، وقد بديء بإقامته في عام 1929 واستمر حتى اختاره الله إلى جواره.
ثم خلفه الملك «فاروق الأول» فأكمل من المشروعات ما لم يتم في عهد أبيه وأنشأ ما لم ينشأ. ومن خير ما أكمله تنفيذا لرغبة أبيه هو هذا المسجد.
المسجد في تخطيطه مثمن الأضلاع. وهو بذلك أول مسجد من نوعه من حيث التخطيط في مصر. وقد روعي في تخطيطه على هذا الأساس التجديد مع التيسير لجميع المصلين أن يوجدوا في مساحة واحدة مقابلة للقبلة.
وتبلغ قطر دائرة المثمن المماسة أربعين مترا. ويشغل الضلع الأول القبلة ومن خلفها إلى الخارج سبيل تعلوه صالة متسعة تشرف على الميدان، خلال شرفة مغطاة تعرف باسم المشـــــــربية وقد روعيت في هذا التصميم المحافظة على التقليد في عمارة المساجد بتوفير ما يعرف بالسبيل يعلوه الكتاب، واتخذت في إنشاء السبيل جميع الإجراءات التي تتفق والصحة العامة. أما الصالة التي تعلوه فخصصت لتكون مكتبة المسجد.
و تشغل الأربعة أضلاع الأخرى أربعة إيوانات تعلو كل منها قبة من الخرسان المسلح ذات طبقتين منفصلتين.
و يكون الضلعان السادس والسابع مدخلين رئيسيين للمسجد. ويكون الضلع الثامن بروزا إلى الخارج المثمن فيه دورة المياه.
ترتفع أرضية المسجد عن منسوب الميدان المحيط به بمقدار 3.20 مترا. ورئي من الصالح شغل هذا الارتفاع بإيجاد دور أرضي (بدروم) أسفل المسجد للتهوية ولاستخدامه مخزنا لمهمات المسجد. وقد أفاد وجود هذا البدروم فائدة أخرى عظيمة لم تكن مقدرة عند إنشائه ؛ ذلك أنه استخدم عند اشتداد الغارات الجوية على مدينة الإسكندرية مخبأ عاما فاتسع لثلاثة آلاف لاجئ.
و يرتفع سقف المسجد عن أرضيته من الداخل بمقدار 18.50 متر، وقد خصص مكان الصلاة للسيدات بأعلى دورة المياه، يشرف على صحن المسجد خلال شــرفة مغطاة ( مشربية ) فتتمكن من فيه من المصليات من سماع القراءة والخطب وتتبع الصلاة، وهن محجوبات عن أنظار المصلين.
و قد اختير الطراز الإسلامي للعصر الفاطمي لواجهات المسجد من الخارج ولزخرفة الجدران والأسقف من الداخل حيث بلغ الفن الإسلامي إذ ذاك أوج عظمته.
و يمتاز تصميم واجهات المسجد من الداخل والخارج عما سبقه من مساجد بأن الزخارف والحليات موزعة على جميع أجزاء الواجهات بنسبة واحدة. فلم يختص بها جزء دون آخر كما يظهر في معظم المساجد.
وزارة الأوقاف