كم من الجهود التي بذلها رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ قدم إلى المدينة المنورة لكي يؤاخي بين الأنصار بقبائلهم المختلفة وبين المهاجرين والأنصار، حتى أصبحوا أخوة يورث بعضهم بعضاً ويتعاونون على الخير، لكن خطاب الفتنة الذي تفنن به المنافقون أبى إلا أن يسعى لشق وحدتهم، فعندما رجعوا من غزوة المصطلق قال عبدالله بن أبي سلول المنافق لما اختصم المهاجرون والأنصار كلمته المشهورة: «قد ثاورونا في بلادنا، والله ما مثلنا وجلابيب قريش هذه إلا كما قال القائل: «سمّن كلبك يأكلك، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل»، وكادت تحدث فتنة عظيمة بين المسلمين فأنزل الله تعالى فيها قرآنا ووأد الفتنة في مهدها.
كذلك فقد جاء الشيطان إلى الأنصار في المدينة وهم على قلب رجل واحد فبدأ يذكرهم «بيوم بعاث» الذي انتصرت فيه الأوس على الخزرج في الجاهلية حتى تنادى الأوس والخزرج إلى السلاح ليقتتلوا، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليذكرهم بأن ذلك من خطاب الفتنة الذي يهدف إلى شق صفوفهم وبث الكراهية بينهم.
لقد ابتلينا في هذا العصر بسهولة الاتصال بين الناس واستغلال الحاقدين لمواقع الاتصال الاجتماعي لبث الفتنة بين الناس والسعي لتمزيق وحدتهم وشق صفهم، وأصبح الناس يتفننون في نقل كل كلمة تقال من حاقد ومعتوه حتى ينشروها في كل مكان، فهل يعقل أن يتفوه مسلم بكلام يطعن فيه بسبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشكك فيهما؟! إنه خطاب الفتنة الذي يسعى لشق وحدة المجتمع وتفريق صفوفه لقد تنبه نواب المجلس المنحل إلى تلك الفتنة وشرعوا قانوناً لمعاقبة المسيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وأزواجه الأطهار ولكن الحكومة وللأسف ردته بحجج واهية.
وعلى المنوال نفسه، فإن الظاهرة الجويهلية التي ركزت على شق وحدة الكويتيين وإثارة النعرات بينهم تحت مسمى المحافظة على نسيج المجتمع قد لقيت مَنْ يرعاها ويشجعها من كبار القوم بل ورأت من يوصل دعاة خطاب الفتنة إلى المجلس بأصوات السذج من الناس الذين ظنوا بأنهم ينصرون الوحدة الوطنية عن طريق شق الصف وتصنيف الناس، وبلغت رعاية خطاب الفتنة إلى تأسيس القنوات الفضائية التي ساهمت في ذلك والتي شقت صفوف المجتمع وأصبح لها مشاهدوها ومروجوها.
وفي المقابل انبرى لتلك القنوات بعض الجهلة من أبناء القبائل الذين تدافعوا إلى أخذ الحق بأيديهم وتحدي القانون، وراح بعضهم يتحدث عن أمجاد قبيلته ويحقر بقية أبناء المجتمع.
إنه خطاب الفتنة وإنها الجاهلية في كل عصر ومكان تفتك بالمجتمع وأكثر مما تفتك به السيوف كما قال الشاعر:
جراحات السنان لها التئام
ولا يلتئم ما جرح اللسان
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
كذلك فقد جاء الشيطان إلى الأنصار في المدينة وهم على قلب رجل واحد فبدأ يذكرهم «بيوم بعاث» الذي انتصرت فيه الأوس على الخزرج في الجاهلية حتى تنادى الأوس والخزرج إلى السلاح ليقتتلوا، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليذكرهم بأن ذلك من خطاب الفتنة الذي يهدف إلى شق صفوفهم وبث الكراهية بينهم.
لقد ابتلينا في هذا العصر بسهولة الاتصال بين الناس واستغلال الحاقدين لمواقع الاتصال الاجتماعي لبث الفتنة بين الناس والسعي لتمزيق وحدتهم وشق صفهم، وأصبح الناس يتفننون في نقل كل كلمة تقال من حاقد ومعتوه حتى ينشروها في كل مكان، فهل يعقل أن يتفوه مسلم بكلام يطعن فيه بسبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشكك فيهما؟! إنه خطاب الفتنة الذي يسعى لشق وحدة المجتمع وتفريق صفوفه لقد تنبه نواب المجلس المنحل إلى تلك الفتنة وشرعوا قانوناً لمعاقبة المسيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وأزواجه الأطهار ولكن الحكومة وللأسف ردته بحجج واهية.
وعلى المنوال نفسه، فإن الظاهرة الجويهلية التي ركزت على شق وحدة الكويتيين وإثارة النعرات بينهم تحت مسمى المحافظة على نسيج المجتمع قد لقيت مَنْ يرعاها ويشجعها من كبار القوم بل ورأت من يوصل دعاة خطاب الفتنة إلى المجلس بأصوات السذج من الناس الذين ظنوا بأنهم ينصرون الوحدة الوطنية عن طريق شق الصف وتصنيف الناس، وبلغت رعاية خطاب الفتنة إلى تأسيس القنوات الفضائية التي ساهمت في ذلك والتي شقت صفوف المجتمع وأصبح لها مشاهدوها ومروجوها.
وفي المقابل انبرى لتلك القنوات بعض الجهلة من أبناء القبائل الذين تدافعوا إلى أخذ الحق بأيديهم وتحدي القانون، وراح بعضهم يتحدث عن أمجاد قبيلته ويحقر بقية أبناء المجتمع.
إنه خطاب الفتنة وإنها الجاهلية في كل عصر ومكان تفتك بالمجتمع وأكثر مما تفتك به السيوف كما قال الشاعر:
جراحات السنان لها التئام
ولا يلتئم ما جرح اللسان
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com