| مشعل الفراج الظفيري |
يقول الحق سبحانه «والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا ذلك الفوز العظيم».
ما زلنا نعيش في زمن الجاهلية بتصرفاتنا وكلامنا، وما زلنا متمسكين ببعض العادات القبيحة حتى أصبحنا لا نختلف كثيراً عن قوم سيدنا ابراهيم لما نهاهم عن عبادة الأصنام، فقالوا بل وجدنا أباءنا كذلك يفعلون، يتمسك البعض بعنصريته ويتشدق بانتمائه وعروقه وكأنه من أحفاد الرسل والأنبياء، مع العلم أن رسول الله نوح قد هلك ابنه لأنه كان على الباطل وكذلك قومه هلكوا لتكبرهم وتعاليهم فكانوا لمن خلفهم آية... كما أن هؤلاء العنصريين وحتى أباءهم لم يقدموا للبشرية شيئاً وكل ما في الأمر أنهم يرددون مقولة ( عيال السور... عيال بطنها ) وهم الذين سوف يشقون بطنها بحسدهم وجهلهم... نحن في بلد أنعم الله عليه بالخير الوفير وهم يريدون بأعمالهم وأقوالهم أن يذهب الله بنا جميعاً ويأتي بقوم آخرين... أسألكم بالله هل أبناء السور أو الأغنياء أو حتى أبناء الأسرة الحاكمة خير عند الله من المهاجرين والأنصار المبشرين بالجنة؟
ومع ذلك ابتلاهم الله أي المهاجرين والأنصار وهم بالفتنة لما تقاتل رجلان، هذا يقول يا للأنصار والآخر يقول يا للمهاجرين حتى سمع بذلك نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فقال لهم ( ما بال دعوى الجاهلية أي التعصب للطائفة أو القبيلة أو العائلة... ثم قال عليه السلام دعوها فانها نتنة).
ان من أهم أسباب دوام النعمة شكر الله ومخافته، وهذا لا يكون بالشعارات أو الرموز التي توضع هنا أو هناك، ولكن من خلال العمل الخالص لوجه الله تعالى والاقتداء بسنة رسوله. ولا أخفيكم أننا في مجتمع صار بيئة خصبة جداً للفتن والاشاعات المغرضة وصار ساحة يتم فيه شتم الرسول والتعدي على صحابته وزوجاته وآل بيته... لهذا من الواجب علينا اذا كنا بالفعل نريد الحفاظ على بلدنا والحفاظ على نعمة الأمن والأمان أن نوحد صفوفنا، لنكون درعاً قوية تحافظ على وحدتنا الوطنية بسنتنا وشيعتنا، ببدونا وحضرنا، وألا نترك الفرصة لكل تافه وأحمق أن يتفنن في تقسيمنا ويتلاعب في فرزنا، وهذا أيضاً ما نطلبه من حكومتنا أن تكون أكثر حزما وجدية في التصدي لكل من تسول له نفسه بث الفرقة بين الناس من خلال سن قانون يجرم الكراهية، وليعلم كل من يحاول دفع الناس بعضها ببعض ليتناحروا ويتقاتلوا أنه سيكون أول المقتولين، فالنار اذا اشتعلت صارت كالهشيم وسيكون جزاؤه في الآخرة ناراً تلظى لا يصلاها الا الأشقى... فهل من مدكر؟

اضاءة :
ضرب مكونات المجتمع ان كان هدفه تشتيت قضية معينة أو صرف الأنظار عن تجاوز هنا وهناك أو المحاولة لتكفير الناس بالديموقراطية، فهذا والله جنون ولا يحيق المكر السيئ الا بأهله فاتقوا الله في الكويت وفينا.
 
Meshal-alfraaj@hotmail.com
Twitter : meshalalfraaj