عادت «ملكة الإحساس» إليسا بعد انتظار تجاوز العامين ونصف العام، لكن من دون «تاج الرومانسية» الذي توّج أعمالها ومنحها بصمة خاصة، فجاء ألبومها مخيباً **لآمال الكثيرين. فهي التي لطالما اعتادت كسر المألوف، لم يرق جديدها «أسعد واحدة» إلى مستوى أعمالها السابقة لناحية مستوى الطرح للكلمة الجريئة والرومانسية في آن واحد والتي كانت تجيد «اصطيادها».
فبعد أن غنت «ع بالي حبيبك» وكشفت عن مشاعر المرأة تجاه حبيبها بجرأة بوح مزجتها بكبرياء وصدق، وحالة الرفض التي عبّرت عنها بأغنية «من غير مناسبة» لتكون صوت المرأة التي تتعرض للعنف الجسدي، وأمام رائعتها «أمري لربي» التي كانت أشبه بتراتيل صلاة ومناجاة الله وحال إنسانية خالصة، كنا ننتظر أن نرى ما هو أكثر إبهاراً في الألبوم الجديد، لكن حدث العكس تماماً.
أربع عشرة أغنية بينها إعادة لأغنية «قالولي العيد» للراحلة سلوى القطريب و«لولا الملامة» للراحلة وردة، ومن يتابع حفلات إليسا أو إطلالاتها الإعلامية يعرف جيداً مدى ارتباطها بهاتين الأغنيتين اللتين لطالما غنتهما وعبّرت عن حبها الشديد لهما، فجاء وضعهما في إصدارها الجديد أقرب إلى زيادة عدد أكثر منه إضافة إليها أو إلى الأعمال. ولن ننسى ما انتشر من صور تظهر هلع فنانات من طرح الألبوم المنتظر جعلت البعض منهن ينتحر وأخريات يدخلن المستشفيات، ولكن هل ارتقى ما قدمته من أغنيات لمستوى التوقعات التي طالما راهنت على ذكاء وحدس إليسا في الاختيار؟! ربما تكون هي من راهنت من خلال اللعب على المضمون وتكرار تعاونها مع أسماء طالما رافقت نجاحاتها منذ البداية أمثال نادر عبدالله، ضياء محمد، محمد رحيم، سهام الشعشاع، هاني عبد الكريم ومحمد ضياء....
بعيداً عن الغناء، ولجهة الصورة التي خرج بها غلاف الألبوم، فقد كانت رائعة كالعادة وتحاكي العالمية بالصورة المحترفة والنوعية... فالصور التقطت في تركيا، ورافق إليسا في هذه الرحلة فريق محترف استطاع الخروج بصورة لافتة وكأنها أميرة في كهوف وفوق جبال وأرفقت صوراً متفرقة من رحلتها.
كما أن ذوق إليسا باختيار الأزياء كان موفقاً كالعادة، وغلب الاحتشام على اختياراتها فأطلت بفساتين طويلة ومعظمها فضفاضة بألوان جذابة أظهرتها كأميرة في قصة أسطورية لترسخ صورة صنعتها لنفسها في ألبومها السابق «تصدق بمين».
إليسا وضعت صور ثلاث جوائز «world music a word» نالتها في سابقة من نوعها، لم نرها في ألبوماتها السابقة، وكشفت عن طموحها المشروع بالفوز برابعة هذه السنة، داعية محبيها إلى شراء النسخ الأصلية... ولكن في ظل المستوى الذي قدمته والحال التي تمر بها المنطقة، فهل سيغفر جمهورها زلتها ويقربها من الفوز بالجائزة التي تطمح إليها؟!