خادم وأجير... بهذه المسميات تعهد مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، أن يكون للشعب المصري بعد فوزه في انتخابات الإعادة ضد منافسة الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء للعهد السابق بنسبة 52 في المئة تقريبا.
كلمات ونسب لم نعهدها في أي انتخابات رئاسية في الدول العربية منذ أن عرفنا الديموقراطية، فالرؤساء العرب دائما يفوزون بانتخابات مفصلة بنسبة 99.99 في المئة، ويتعهدون بمنح شعوبهم الحرية والرخاء والعدالة والمساواة، ولم ينفذوا وعودهم قط.
فهل يصدق الرئيس المقبل محمد مرسي الذي وعد أيضا بأن تكون مصر دولة مدنية وطنية أم أن المصريين استبدلوا الديكتاتورية العسكرية بأخرى دينية؟، والدين براء من أي تسلط او استبداد.
حصول المرشح أحمد شفيق على ما نسبته 48 في المئة يشير إلى أمرين أحدهما عدم ثقة الشعب المصري بوعود الإخوان أن تكون مصر دولة مدنية، وثانيهما أنه لم يرفض تماما نظام العهد السابق، والدليل وصول أحد رجاله إلى انتخابات الإعادة، وحصوله على ما يقرب من نصف أصوات الناخبين.
الخاسر الأكبر هم شباب الثورة ومن معهم من تيارات تحررية ويسارية، والتي افتقدت التمويل والتنظيم والخبرة السابقة في إدارة الانتخابات.
ولعلنا بعد أربع سنوات مقبلة نعرف هل أن روح ثورة التحرير ستنتصر وتسود؟ أم تصدر قوانين تؤصل لاستمرار الإخوان في حكم مصر عبر دستور مفصل على قياسهم إن عادوا وحصلوا على الغالبية التي كانوا حصلوا عليها في الانتخابات السابقة في مجلس الشعب القادم؟
وحتى يقول ميدان التحرير كلمته ويقسم الرئيس الجديد، ويتسلم مهام عمله نحن في انتظار... راجين لمصر العروبة الاستقرار والرخاء والعودة سريعا لمكانتها الريادية في العالم.

مبارك مزيد المعوشرجي
malmoasharji@gmail.com