| اعداد د. أحمد سامح |
اتفق الشرق والغرب والقدماء والمعاصرون والعلماء والعوام والدين الاسلامي وغيره من الأديان على اهمية الاحلام وتأويلها بحيث لا تجد حضارة او شعباً او امة الا وتناولت الاحلام ودرستها وألفت فيها الكتب والموسوعات وحاولت تفسيرها بغية الوصول الى مدلولاتها وكشف اسرارها.
وكان القدماء يعتقدون ان الاحلام هي رسائل كائنات علوية تعبر عن الارادة الخارقة للطبيعة لذلك كانوا يفسرون ما يرونه من احلامهم ليعرفوا توجهات الغيب.
لكن علم النفس الحديث يعتبر الاحلام وظيفة سيكولوجية قائمة على التخيل وتحدث عند سكون العقل والحواس.
ويقول علماء النفس ان الحلم ظاهرة نفسية لاواعية فلا شأن لها بتاتا بإرادتنا ولا يمكن ان نحمّل الحلم اي مسؤولية اخلاقية من اي نوع.
وتتناول هذه الدراسة كيفية حدوث الاحلام وفسيولوجيا الاحلام ووظائف الاحلام البيولوجية والنفسية.
كما تتناول ايضا لماذا لا يحلم الناس بينما غيرهم يحلمون ولماذا يتذكر البعض الاحلام بينما ينساها الآخرون؟
وتلقي هذه الدراسة الضوء على الرؤيا وهي الحلم الذي يتنبأ بالغيب وكذلك الكابوس الذي هو نوع مندمج ومخيف من الاحلام ولكن من فضل الله علينا انه «اي الكابوس» اندر في الحدوث من الحلم الذي له وظيفة بيولوجية وسيكولوجية.
وتشرح هذه الدراسة وتفسير احلام اليقظة التي تساعد الشخص لاشباع الحاجات التي لا يستطيع اشباعها في الواقع وانواعها الايجابية والسلبية.
وقد انتهت هذه الدراسة الى ان الغريزة الجنسية تتحرر من قيودها وتنطلق من عقالها فيحدث الاحتلام لاشباع الحرمان الجنسي.
ولفهم كيفية حدوث الحلم عزيزي القارئ لابد من الاطلاع على الدراستين السابقتين من «اسرار النوم» التي تتناول النوم ومراحله وانواعه.
مع التمنيات بنوع هادئ واحلام سعيدة.
تعد الاحلام احدى الظواهر النفسية المهمة التي تحدث اثناء النوم وهي عبارة عن صور عقلية متسلسلة يدركها النائم تظهر طبقا لسيناريو يتتابع بشكل او آخر وهو اما ان يكون منطقيا بشكل خاص او تسوده الفوضى التامة.
سيكولوجية الأحلام
وعلم النفس الحديث يعتبر الاحلام وظيفة سيكولوجية قائمة على التخيل وتحدث عند سكون العقل والحواس حيث ان منطقة اللاوعي في الانسان وهي التي تتم فيها العمليات النفسية التي لا يستطيع ان يدركها الانسان وهذه المنطقة تحتوي على الغرائز والنوازع والرغبات والامنيات التي تجمعت منذ الطفولة.
وتسعى هذه المكونات للخروج من منطقة اللاوعي الى منطقة الوعي لكن ثمة رقابة ذاتية لدى الانسان كالدين والضمير والاخلاق والقيم والاعراف تحول دون خروجها او تحاول «فلترتها» لكن مكونات اللاوعي تلك تهرب في اكثر الاحيان من الرقابة لتطهر الاحلام فتصير الاحلام بمثابة المتنفس.
ويرى المحللون النفسيون ان الحلم يحقق اشباعا رمزيا للرغبات ومن ثم فهو طريق للتفريغ يلعب دورا في التوازن النفسي.
وللحلم محتوى ظاهر من الافكار والخيالات والاحداث كما يذكره الشخص الحالم، وله ايضا محتوى كامن يتكون من الرغبات المكبوتة التي يتم التعبير عنها بطريقة غير مباشرة في المحتوى الظاهر.
وتحدث الاحلام عادة طوال الليل وقد كان يعتقد في السابق ان الاحلام
تحدث خلال مرحلة النوم «مرحلة حركة العينين السريعة «REM» فقط.
ولكننا نعلم الآن ان الاحلام يمكن ان تحدث في جميع مراحل النوم «راجع الدراسات السابقة» ولكن طبيعة الاحلام التي تحدث خلال مرحلة حركة العينين السريعة «REM» تكون عادة اكثر تفصيلا وتشبه الحقيقة ويمكن تذكرها بشكل افضل خصوصا الاحلام التي تحدث في آخر الليل.
الجدير بالذكر ان مرحلة «حركة العين السريعة REM» تزداد عادة خلال الساعة الاخيرة من النوم وفي هذا الوقت تزداد كمية الاحلام لذلك فان الاشخاص الذين ينامون لساعات اقل من احتياج اجسامهم لا يقضون وقتا كافيا في هذه المرحلة ولذلك يشعرون بانهم لا يحلمون خلال نومهم.
والاحلام مرحلة اساسية من مراحل النوم ومن المعلوم طبيا ان نشاط المخ خلال مرحلة حركة العينين السريعة التي تحدث فيها اكثر الاحلام يكون اعلى من نشاطه خلال الاستيقاظ ويقضي الانسان البالغ من 15 - 20 في المئة من نوعه في هذه المرحلة.
فائدة الاحلام
ظهرت العديد من النظريات والفرضيات حول اهمية الاحلام كأهمية النوم للمخ حيث يقضي حديثو الولادة نحو 50 في المئة من وقتهم نوما في هذه المرحلة.
كما يعتقد البعض ان مرحلة الاحلام مهمة لتقوية الذاكرة والتركيز حيث اظهرت احدى الدراسات ان اداء الطلاب الذين لم يصلوا لهذه المرحلة اقل من الذين وصلوا لهذه المرحلة اثناء النوم.
ويعتقد اخرون ان الاحلام مهمة لازالة الاحاسيس والعواطف الحزينة التي قد تؤثر على حالة الاستيقاظ.
وللحلم وظيفة مهمة في احتفاظ العقل بحالة من اللياقة العقلية اثناء النوم حتى لا يتكاسل حين يعود إلى اليقظة وبعض النظريات تفترض ان للاحلام وظيفة بيولوجية حيث يتم خلالها تنظيف المخ باستبعاد المعلومات الزائدة حتى يواصل اداء وظائفه بكفاءة.
والحلم فرصة متاحة للتنفيس عن محتوى العقل الباطني ويصفه علماء النفس بانه «البداية الملكية» للوصول إلى معرفة محتويات اللاشعور ويتم استخدام تفسير الاحلام في العلاج النفسي.
كيفية حدوث الاحلام
ترتبط الاحلام اكثر بالنوم المصحوب بحركة العين السريعة «راجع الدراسات السابقة» ويفسر ذلك علماء البيولوجيا بان هناك نبضات تخرج من المنطقة السقفية في المخ ذات الخلايا العملاقة تثبط النبضات المقبلة من الجسم الركبي الجانبي ويظل هذا التثبيط في حال اليقظة والنوم غير المصحوب بحركة العين السريعة ويخبو مباشرة قبل النوم المصحوب بحركة العين السريعة بما يسمح لنبضات المنطقة السقفية ان تصل إلى الجسم الركبي الجانبي وهي المحطة بين شبكية العين وقشرة المخ البصرية حيث تفسر هذه النبضات كأنها مقبلة من الشبكية وترى كالاحلام.
وتكون الصور في الحلم مرجعة ان المخ في مرحلة النوم المصحوب بحركة العين السريعة نشط مثلما هو في حال اليقظة بدرجة كبيرة ومع ان المعلومات المقبلة من شبكية العين مثبطة الا ان المراكز البصرية العليا والوسطية تعمل ونشطة فتفسر النبضات العصبية الداخلية القادمة من المخ نفسه وليست من اجهزة الحس على انها قادمة من اجهزة الحس فتكون خيالات الحلم وتتراوح تلك الخيالات مع ميول صاحب الكابوس او الحلم فتتحول الخيالات إلى صور تشاهد عبر المجال البصري حيث يتم اسقاط المشاعر والميول الداخلية على تلك الخيالات وبهذا يكون الحلم معبرا عن الشخص ويكون للحلم معنى يخص هذا الشخص دون غيره.
وهذا يوفق بين علماء البيولوجيا الذين يرون الحلم على انه مجرد عمل الدوائر العصبية في المخ اثناء النوم وبين علماء النفس التحليليين الذين يرون ان الحلم يعبر عن الرغبات والدوافع المكبوتة فهو عمل دوائر المخ ولكن يتم اسقاط ما بداخل الشخص عليها.
الرؤيا حلم يتنبأ بالغيب
الرؤيا نوع من الحلم يتنبأ بالغيب وفيه قد يجتاز الشخص حاجز الغيب الزماني حيث يرى اشياء قبل ان تحدث في الواقع او يجتاز حاجز الغيب المكاني المكاني فيرى اشياء وقعت فعلا في مكان اخر من العالم وهو لا يعلم عنها شيئا ثم يعلم ما رآه في حلمه قد وقع بالفعل.
وهذا النوع من الحلم «الرؤيا» هو الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم «لم يبق من النبوات الا المبشرات قالوا وما هي المبشرات يا رسول الله قال الرؤيا الصادقة يراها الشخص فتصبح كفلق الصبح».
ومن امثلة الرؤيا ما قصة علينا القرآن الكريم في سورة يوسف قوله تعالى: «اذ قال يوسف لابيه يا ابت اني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين قال يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا ان الشيطان للانسان عدو مبين».
وفي نهاية سورة يوسف «ورفع ابويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤية من قبل قد جعلها ربي حقا». ومن امثلة الرؤيا ايضا ما ورد في السورة نفسها «وقال الملك اني ارى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخرى يابسات» ثم يفسره يوسف عليه السلام وتحقق تفسير يوسف لها وانقذت رؤيا الملك وتفسير يوسف لها مصر من مجاعة لسنوات عدة بفضل الله.
الكابوس حلم مخيف
الكابوس ضرب من الاحلام المزعجة والكابوس والجاثوم والباروك بمعنى واحد لان الحالم يستشعر وكأن هناك من يجثم على صدره او يبرك فوقه ويكبس انفاسه وقيل ايضا الحضون بمعنى انه يحضنه ويعصره.
ويتميز الكابوس باعراض ثلاثة اولها الشعور بالخوف الشديد والهلع وثانيها الشعور بضغط شديد على الصدر وبصعوبة في التنفس وثالثهما الشعور بفقدان القدرة على الحركة وكأن النائم قد اصيب بالشلل.
وقد يصحب ذلك ان تزداد سرعة ضربات القلب بشدة ويتصبب العرق باردا ويرتفع ضغط الدم عاليا ولربما كان النائم يعاني اصلا من ارتفاع ضغط الدم وذلك قد يصيبه بنزيف من المخ.
ومن رحمه الله ان الكوابيس اندر من الاحلام والحلم له وظيفته البيولوجية والنفسية.
واسباب حدوث الكابوس الاصابة بالقلق والتعرض للضغوط النفسية وتناول بعض العقاقير كاثار جانبية لها والافراط في شرب الكحوليات والانقطاع فجأة عنها واضطرابات التنفس اثناء النوم وتناول المنبهات التي تحتوي على الكافيين قبل النوم.
أحلام اليقظة ... لاشباع الحاجات التي لا نستطيع إشباعها في الواقع
هي رؤى يقظة كالأحلام غير ان زمانها النهار غالبا وتصنف باعتبارها من ضروب التفكير الذاتي وتدفع اليها الرغبات الباطنة وهي حالة شائعة لا تحدث اثناء النوم وتشبه الاحلام في انها انفصال عن الواقع اثناء اليقظة الا انها ظاهرة سوية عند الاطفال خصوصا في سن المراهقة وتخف مع بواكير البلوغ.
ومع ذلك فان الكثير من الكبار يلجأون إلى احلام اليقظة عندما يصابون بالاحباط ويعانون المواقف الضاغطة فتعوضهم احلام اليقظة عن فشلهم او قصورهم او خيبة امالهم ويصنعون من عوالم الاحلام ما يخفف عنهم مما ينالهم من عالم الواقع ومن ثم فقد تكون احلام اليقظة صحية ما لم يسرق فيها الطفل او الراشد بحيث تعوقه عن التعامل مع الواقع بموضوعية وتشده اليها دون الواقع فينسحب إلى عوالمه الحالمة وهذا دأب بعض الناس من النمط الانطوائي.
واما إذا كانت احلام اليقظة من عوالم إذكاء الطموح ومراجعة مواقف الحياة فانها قد تدفع الحالم إلى محاولات جديدة مع الواقع بفهم ووضوح رؤية جديدين.
والقليل منا تخرج بهم احلامهم عن الخيال والطموح المعقولين ويكتفون بها لاشباع تطلعاتهم للبطولة والغنى وغير ذلك ليخفوا فشلهم او قصورهم وعندئذ تعتبر احلام اليقظة من مظاهر السلوك المضطرب.
وتشتمل احلام اليقظة على نوعين هما:
• احلام اليقظة الايجابية التي تؤدي إلى الابداع وحل المشاكل التي يتعرض لها الفرد والراحة النفسية والتخلص من التوتر فتؤدي إلى راحة الجهاز العصبي وتقوية الروابط العصبية في المخ والتخطيط للمستقبل كما تنبه وتنشط القسم الايمن من المخ وتساعد هذه الاحلام على نمو الجوانب الابداعية والادراكية وتؤدي إلى تنشيط الذاكرة ومساعدة الفرد على صفاء الذهن وتساعد على الاسترخاء والتأمل.
• احلام اليقظة السلبية: يتضمن هذا النوع من الاحلام استعراض المواقف المخيفة والمزعجة التي تعرض لها الفرد او استعراض العلاقات الاجتماعية السلبية التي مر بها الفرد.
وعندما يغوص في تلك الاحلام يسيطر عليه الخوف والرعب والحزن.
ويجب على الانسان ان يكون حذرا من سيطرة احلام اليقظة عليه وان يكون مفتاحها بيده ويسيرها متى اراد ويوقفها في الوقت المناسب ويحاول ان يجلس مع الاسرة والاصدقاء قدر الامكان وان ينشغل بقراءة القرآن الكريم والمجلات الثقافية وممارسة النشاط الاجتماعي ويشاهد البرامج التلفزيونية الترفيهية الهادفة ويبتعد من المشاكل والاخبار المحزنة وممارسة بعض الهوايات كذلك يجب ان يحكي الانسان همومه لاقرب الناس كي يخفف عن كاهله وان تشغل الفتاة والمرأة نفسها باعمال المنزل.
اتفق الشرق والغرب والقدماء والمعاصرون والعلماء والعوام والدين الاسلامي وغيره من الأديان على اهمية الاحلام وتأويلها بحيث لا تجد حضارة او شعباً او امة الا وتناولت الاحلام ودرستها وألفت فيها الكتب والموسوعات وحاولت تفسيرها بغية الوصول الى مدلولاتها وكشف اسرارها.
وكان القدماء يعتقدون ان الاحلام هي رسائل كائنات علوية تعبر عن الارادة الخارقة للطبيعة لذلك كانوا يفسرون ما يرونه من احلامهم ليعرفوا توجهات الغيب.
لكن علم النفس الحديث يعتبر الاحلام وظيفة سيكولوجية قائمة على التخيل وتحدث عند سكون العقل والحواس.
ويقول علماء النفس ان الحلم ظاهرة نفسية لاواعية فلا شأن لها بتاتا بإرادتنا ولا يمكن ان نحمّل الحلم اي مسؤولية اخلاقية من اي نوع.
وتتناول هذه الدراسة كيفية حدوث الاحلام وفسيولوجيا الاحلام ووظائف الاحلام البيولوجية والنفسية.
كما تتناول ايضا لماذا لا يحلم الناس بينما غيرهم يحلمون ولماذا يتذكر البعض الاحلام بينما ينساها الآخرون؟
وتلقي هذه الدراسة الضوء على الرؤيا وهي الحلم الذي يتنبأ بالغيب وكذلك الكابوس الذي هو نوع مندمج ومخيف من الاحلام ولكن من فضل الله علينا انه «اي الكابوس» اندر في الحدوث من الحلم الذي له وظيفة بيولوجية وسيكولوجية.
وتشرح هذه الدراسة وتفسير احلام اليقظة التي تساعد الشخص لاشباع الحاجات التي لا يستطيع اشباعها في الواقع وانواعها الايجابية والسلبية.
وقد انتهت هذه الدراسة الى ان الغريزة الجنسية تتحرر من قيودها وتنطلق من عقالها فيحدث الاحتلام لاشباع الحرمان الجنسي.
ولفهم كيفية حدوث الحلم عزيزي القارئ لابد من الاطلاع على الدراستين السابقتين من «اسرار النوم» التي تتناول النوم ومراحله وانواعه.
مع التمنيات بنوع هادئ واحلام سعيدة.
تعد الاحلام احدى الظواهر النفسية المهمة التي تحدث اثناء النوم وهي عبارة عن صور عقلية متسلسلة يدركها النائم تظهر طبقا لسيناريو يتتابع بشكل او آخر وهو اما ان يكون منطقيا بشكل خاص او تسوده الفوضى التامة.
سيكولوجية الأحلام
وعلم النفس الحديث يعتبر الاحلام وظيفة سيكولوجية قائمة على التخيل وتحدث عند سكون العقل والحواس حيث ان منطقة اللاوعي في الانسان وهي التي تتم فيها العمليات النفسية التي لا يستطيع ان يدركها الانسان وهذه المنطقة تحتوي على الغرائز والنوازع والرغبات والامنيات التي تجمعت منذ الطفولة.
وتسعى هذه المكونات للخروج من منطقة اللاوعي الى منطقة الوعي لكن ثمة رقابة ذاتية لدى الانسان كالدين والضمير والاخلاق والقيم والاعراف تحول دون خروجها او تحاول «فلترتها» لكن مكونات اللاوعي تلك تهرب في اكثر الاحيان من الرقابة لتطهر الاحلام فتصير الاحلام بمثابة المتنفس.
ويرى المحللون النفسيون ان الحلم يحقق اشباعا رمزيا للرغبات ومن ثم فهو طريق للتفريغ يلعب دورا في التوازن النفسي.
وللحلم محتوى ظاهر من الافكار والخيالات والاحداث كما يذكره الشخص الحالم، وله ايضا محتوى كامن يتكون من الرغبات المكبوتة التي يتم التعبير عنها بطريقة غير مباشرة في المحتوى الظاهر.
وتحدث الاحلام عادة طوال الليل وقد كان يعتقد في السابق ان الاحلام
تحدث خلال مرحلة النوم «مرحلة حركة العينين السريعة «REM» فقط.
ولكننا نعلم الآن ان الاحلام يمكن ان تحدث في جميع مراحل النوم «راجع الدراسات السابقة» ولكن طبيعة الاحلام التي تحدث خلال مرحلة حركة العينين السريعة «REM» تكون عادة اكثر تفصيلا وتشبه الحقيقة ويمكن تذكرها بشكل افضل خصوصا الاحلام التي تحدث في آخر الليل.
الجدير بالذكر ان مرحلة «حركة العين السريعة REM» تزداد عادة خلال الساعة الاخيرة من النوم وفي هذا الوقت تزداد كمية الاحلام لذلك فان الاشخاص الذين ينامون لساعات اقل من احتياج اجسامهم لا يقضون وقتا كافيا في هذه المرحلة ولذلك يشعرون بانهم لا يحلمون خلال نومهم.
والاحلام مرحلة اساسية من مراحل النوم ومن المعلوم طبيا ان نشاط المخ خلال مرحلة حركة العينين السريعة التي تحدث فيها اكثر الاحلام يكون اعلى من نشاطه خلال الاستيقاظ ويقضي الانسان البالغ من 15 - 20 في المئة من نوعه في هذه المرحلة.
فائدة الاحلام
ظهرت العديد من النظريات والفرضيات حول اهمية الاحلام كأهمية النوم للمخ حيث يقضي حديثو الولادة نحو 50 في المئة من وقتهم نوما في هذه المرحلة.
كما يعتقد البعض ان مرحلة الاحلام مهمة لتقوية الذاكرة والتركيز حيث اظهرت احدى الدراسات ان اداء الطلاب الذين لم يصلوا لهذه المرحلة اقل من الذين وصلوا لهذه المرحلة اثناء النوم.
ويعتقد اخرون ان الاحلام مهمة لازالة الاحاسيس والعواطف الحزينة التي قد تؤثر على حالة الاستيقاظ.
وللحلم وظيفة مهمة في احتفاظ العقل بحالة من اللياقة العقلية اثناء النوم حتى لا يتكاسل حين يعود إلى اليقظة وبعض النظريات تفترض ان للاحلام وظيفة بيولوجية حيث يتم خلالها تنظيف المخ باستبعاد المعلومات الزائدة حتى يواصل اداء وظائفه بكفاءة.
والحلم فرصة متاحة للتنفيس عن محتوى العقل الباطني ويصفه علماء النفس بانه «البداية الملكية» للوصول إلى معرفة محتويات اللاشعور ويتم استخدام تفسير الاحلام في العلاج النفسي.
كيفية حدوث الاحلام
ترتبط الاحلام اكثر بالنوم المصحوب بحركة العين السريعة «راجع الدراسات السابقة» ويفسر ذلك علماء البيولوجيا بان هناك نبضات تخرج من المنطقة السقفية في المخ ذات الخلايا العملاقة تثبط النبضات المقبلة من الجسم الركبي الجانبي ويظل هذا التثبيط في حال اليقظة والنوم غير المصحوب بحركة العين السريعة ويخبو مباشرة قبل النوم المصحوب بحركة العين السريعة بما يسمح لنبضات المنطقة السقفية ان تصل إلى الجسم الركبي الجانبي وهي المحطة بين شبكية العين وقشرة المخ البصرية حيث تفسر هذه النبضات كأنها مقبلة من الشبكية وترى كالاحلام.
وتكون الصور في الحلم مرجعة ان المخ في مرحلة النوم المصحوب بحركة العين السريعة نشط مثلما هو في حال اليقظة بدرجة كبيرة ومع ان المعلومات المقبلة من شبكية العين مثبطة الا ان المراكز البصرية العليا والوسطية تعمل ونشطة فتفسر النبضات العصبية الداخلية القادمة من المخ نفسه وليست من اجهزة الحس على انها قادمة من اجهزة الحس فتكون خيالات الحلم وتتراوح تلك الخيالات مع ميول صاحب الكابوس او الحلم فتتحول الخيالات إلى صور تشاهد عبر المجال البصري حيث يتم اسقاط المشاعر والميول الداخلية على تلك الخيالات وبهذا يكون الحلم معبرا عن الشخص ويكون للحلم معنى يخص هذا الشخص دون غيره.
وهذا يوفق بين علماء البيولوجيا الذين يرون الحلم على انه مجرد عمل الدوائر العصبية في المخ اثناء النوم وبين علماء النفس التحليليين الذين يرون ان الحلم يعبر عن الرغبات والدوافع المكبوتة فهو عمل دوائر المخ ولكن يتم اسقاط ما بداخل الشخص عليها.
الرؤيا حلم يتنبأ بالغيب
الرؤيا نوع من الحلم يتنبأ بالغيب وفيه قد يجتاز الشخص حاجز الغيب الزماني حيث يرى اشياء قبل ان تحدث في الواقع او يجتاز حاجز الغيب المكاني المكاني فيرى اشياء وقعت فعلا في مكان اخر من العالم وهو لا يعلم عنها شيئا ثم يعلم ما رآه في حلمه قد وقع بالفعل.
وهذا النوع من الحلم «الرؤيا» هو الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم «لم يبق من النبوات الا المبشرات قالوا وما هي المبشرات يا رسول الله قال الرؤيا الصادقة يراها الشخص فتصبح كفلق الصبح».
ومن امثلة الرؤيا ما قصة علينا القرآن الكريم في سورة يوسف قوله تعالى: «اذ قال يوسف لابيه يا ابت اني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين قال يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا ان الشيطان للانسان عدو مبين».
وفي نهاية سورة يوسف «ورفع ابويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤية من قبل قد جعلها ربي حقا». ومن امثلة الرؤيا ايضا ما ورد في السورة نفسها «وقال الملك اني ارى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخرى يابسات» ثم يفسره يوسف عليه السلام وتحقق تفسير يوسف لها وانقذت رؤيا الملك وتفسير يوسف لها مصر من مجاعة لسنوات عدة بفضل الله.
الكابوس حلم مخيف
الكابوس ضرب من الاحلام المزعجة والكابوس والجاثوم والباروك بمعنى واحد لان الحالم يستشعر وكأن هناك من يجثم على صدره او يبرك فوقه ويكبس انفاسه وقيل ايضا الحضون بمعنى انه يحضنه ويعصره.
ويتميز الكابوس باعراض ثلاثة اولها الشعور بالخوف الشديد والهلع وثانيها الشعور بضغط شديد على الصدر وبصعوبة في التنفس وثالثهما الشعور بفقدان القدرة على الحركة وكأن النائم قد اصيب بالشلل.
وقد يصحب ذلك ان تزداد سرعة ضربات القلب بشدة ويتصبب العرق باردا ويرتفع ضغط الدم عاليا ولربما كان النائم يعاني اصلا من ارتفاع ضغط الدم وذلك قد يصيبه بنزيف من المخ.
ومن رحمه الله ان الكوابيس اندر من الاحلام والحلم له وظيفته البيولوجية والنفسية.
واسباب حدوث الكابوس الاصابة بالقلق والتعرض للضغوط النفسية وتناول بعض العقاقير كاثار جانبية لها والافراط في شرب الكحوليات والانقطاع فجأة عنها واضطرابات التنفس اثناء النوم وتناول المنبهات التي تحتوي على الكافيين قبل النوم.
أحلام اليقظة ... لاشباع الحاجات التي لا نستطيع إشباعها في الواقع
هي رؤى يقظة كالأحلام غير ان زمانها النهار غالبا وتصنف باعتبارها من ضروب التفكير الذاتي وتدفع اليها الرغبات الباطنة وهي حالة شائعة لا تحدث اثناء النوم وتشبه الاحلام في انها انفصال عن الواقع اثناء اليقظة الا انها ظاهرة سوية عند الاطفال خصوصا في سن المراهقة وتخف مع بواكير البلوغ.
ومع ذلك فان الكثير من الكبار يلجأون إلى احلام اليقظة عندما يصابون بالاحباط ويعانون المواقف الضاغطة فتعوضهم احلام اليقظة عن فشلهم او قصورهم او خيبة امالهم ويصنعون من عوالم الاحلام ما يخفف عنهم مما ينالهم من عالم الواقع ومن ثم فقد تكون احلام اليقظة صحية ما لم يسرق فيها الطفل او الراشد بحيث تعوقه عن التعامل مع الواقع بموضوعية وتشده اليها دون الواقع فينسحب إلى عوالمه الحالمة وهذا دأب بعض الناس من النمط الانطوائي.
واما إذا كانت احلام اليقظة من عوالم إذكاء الطموح ومراجعة مواقف الحياة فانها قد تدفع الحالم إلى محاولات جديدة مع الواقع بفهم ووضوح رؤية جديدين.
والقليل منا تخرج بهم احلامهم عن الخيال والطموح المعقولين ويكتفون بها لاشباع تطلعاتهم للبطولة والغنى وغير ذلك ليخفوا فشلهم او قصورهم وعندئذ تعتبر احلام اليقظة من مظاهر السلوك المضطرب.
وتشتمل احلام اليقظة على نوعين هما:
• احلام اليقظة الايجابية التي تؤدي إلى الابداع وحل المشاكل التي يتعرض لها الفرد والراحة النفسية والتخلص من التوتر فتؤدي إلى راحة الجهاز العصبي وتقوية الروابط العصبية في المخ والتخطيط للمستقبل كما تنبه وتنشط القسم الايمن من المخ وتساعد هذه الاحلام على نمو الجوانب الابداعية والادراكية وتؤدي إلى تنشيط الذاكرة ومساعدة الفرد على صفاء الذهن وتساعد على الاسترخاء والتأمل.
• احلام اليقظة السلبية: يتضمن هذا النوع من الاحلام استعراض المواقف المخيفة والمزعجة التي تعرض لها الفرد او استعراض العلاقات الاجتماعية السلبية التي مر بها الفرد.
وعندما يغوص في تلك الاحلام يسيطر عليه الخوف والرعب والحزن.
ويجب على الانسان ان يكون حذرا من سيطرة احلام اليقظة عليه وان يكون مفتاحها بيده ويسيرها متى اراد ويوقفها في الوقت المناسب ويحاول ان يجلس مع الاسرة والاصدقاء قدر الامكان وان ينشغل بقراءة القرآن الكريم والمجلات الثقافية وممارسة النشاط الاجتماعي ويشاهد البرامج التلفزيونية الترفيهية الهادفة ويبتعد من المشاكل والاخبار المحزنة وممارسة بعض الهوايات كذلك يجب ان يحكي الانسان همومه لاقرب الناس كي يخفف عن كاهله وان تشغل الفتاة والمرأة نفسها باعمال المنزل.