رجال دولة، تخصص لا تدرسه الجامعات ولا المعاهد وكفاءات لا يمكن استيرادها من الخارج بل هي خبرات يكتسبها المواطن وتصقل من خلال العمل فترة طويلة مليئة بالتجارب والأحداث، ولكن وللأسف الوصول لتولي المناصب العليا في بلدنا لا تكون للأكفأ وصاحب المؤهل والشهادة الاعلى بل بالمحاصصة ولصاحب الواسطة، ما جعل ندرة وجود رجال دولة اصحاب خبرة في بلدنا، وعند اي تشكيل او تغيير وزاري يبدأ الحديث والبحث عن رجال دولة، فنجد من سبق له العمل الوزاري ونجح في ذلك او تنطبق عليه شروط رجال الدولة يتهربون ويعزفون عن القبول، وعند سؤالهم عن السبب يجيبون بأن العمل الوزاري أصبح اليوم تضحية بمنصب مريح دائم ذي راتب كبير، والتخلي عن مصالح تجارية او صناعية او مهنة مجزية ان كان محاميا او طبيبا او مهندسا او غير ذلك مقابل الدخول بمعارك شبه دائمة واتهامات متعددة، وبعد فترة قصيرة - معدل بقاء الوزير في منصبه هذه الايام لا يتعدى الأشهر - اما بطرح الثقة وذلك اعدام سياسي، او تخلي الحكومة عنه امام ضغوط سياسية، ما جعل الدخول قي الحكومة تضحية كبيرة لا يقدم عليها الا لاحد اسباب 3: نهاية خدمة حكومية طويلة تنتهي بلقب وزير سابق - او رغبة بإضافة لقب وزير سابق في السيرة الذاتية لمن يطمح للوصول الى مناصب عليا  - او محاولة جادة لخدمة البلد مع ما في هذه الخدمة من مشاكل ومناقصات. 
في التشكيلة الحكومية الاخيرة التي لا اعلم الى متى ستستمر او مدى التغيير الذي سيحدث عليها، لفت انتباهي الدكتور نايف فلاح الحجرف وزير التربية والتعليم العالي ووزير المالية بالوكالة وهو من يمكن تسميته برجل دولة، حيث بانت بصماته منذ اول يوم في العمل الوزاري وأول جلسة برلمانية حضرها، فلم يغتر بمنصب الوزير ولم يخشَ صيحة النواب وليته يثبت وزيرا للمالية لخبراته السابقة في هذا المجال، وليس ذلك بغريب عن الدكتور نايف فهو يتكئ على ارث سياسي وثقل اجتماعي معتبرين كون والده النائب السابق فلاح الحجرف أطال الله بعمره ومده بالصحة والعافية، أما وزارة التربية فالكثيرون قادرون على تحمل هذه المسؤولية شريطة ألا يكون الاختيار من اعضاء مجلس الامة فيتحول أبناؤنا وبناتنا حقلا لتطبيق أفكار مرفوضة وتصبح المناصب الادارية وسيلة لكسب الأصوات ولنا في بنك التسليف تجربة طازجة لم يخفت صداها حتى الان.

اضاءة 
عفية نقولها للنائب الشاب فيصل اليحيى الذي رفع جلسة الأربعاء الماضي عندما أحس بوجود مخالفة للائحة وإساءة لأشخاص غير موجودين بالجلسة وأعطى بذلك دليلا بأن بعض التلاميذ يفوقون أساتذتهم.  

مبارك المعوشرجي
malmoasharji@gmail.com