تخانقتم على مشروع الداو كيميكال فألغيتم المشروع وخسرتم أكثر من ملياري دولار، وتخانقتم على مشروع تطوير حقول الشمال فضيعتم علينا فرصة ذهبية لاستغلال تلك المنطقة الحيوية واستخراج كنوز الأرض في وقت كانت أسعار استغلال تلك الأرض مناسبة.
وتخانقتم على مشروع جسر جابر وضيعتم علينا فرصة بناء جسر حيوي يحيي منطقة ميتة ويسمح لنا بإنشاء مدن سكنية في شمال البلاد، واليوم تتخانقون على إقرار جامعة جديدة أصبحت ضرورة بعد 56 سنة من بناء جامعة يتيمة تكاد تنفجر بسبب اكتظاظها بالطلبة الذين بدأنا نصدرهم إلى بلدان العالم لكي نتخلص منهم، ولا يبدو في الأفق حل لمشكلة التعليم العالي إلى أن اضطر مجلس أمتنا أن يقود الدفة ويحقق ما عجزت عنه حكوماتنا المتعاقبة.
أما قانون معاقبة المسيء للذات الإلهية وللرسول صلى الله عليه وسلم ولأصحابه رضوان الله عليهم فلم يختلف أحد في الكويت حوله وقد جاء تتويجاً لاحترام هيبة القانون ولاحترام مشاعر أمة تحب نبيها وتغضب إذا تعرض أحد له بسوء، ثم تخانقتم على رد القانون.
هل تلومون الناس إن يئسوا من الإصلاح في البلد ووصلوا الى قناعة راسخة بأن حكومتنا لا تريد الإصلاح ولا تتفاعل مع مطالب شعبها وطموحاته؟!
أما التعليم العالي ومستقبل أجيالنا فإن إسقاطنا لمشاريع بناء جامعات ومعاهد جديدة بالرغم من توفر المادة وسهولة إنشاء الجامعات فإن حصيلته النهائية هي أن نتحول إلى أمة أمية ليس للتعليم فيها مكان، وسيستمر شبابنا في طرق أبواب جامعات الدكاكين في كل مكان ليأتوا لنا بالشهادات المضروبة التي سنرى تأثيرها في المستقبل القريب: أطباء لم يعالجوا مريضاً أو يعملوا عملية أو يدرسوا دواء، ومهندسون لم يفهموا مبادئ الهندسة ولم يتعلموا كيف يستخدمون الأجهزة والمعدات، وقانونيون لم يدرسوا أبسط مبادئ القانون، ثم في النهاية بلد استهلاكي أمي يسعى لتكريس المزيد من كسر القوانين والغش في معاملاته.
فمتى نستيقظ من رقدتنا وندرك بأن العالم اليوم لا يحترم إلا القوي، والقوة ليست المصارعة ولكن بسلاح العلم والتخطيط والإرادة.

د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com