| بيروت - من محمد حسن حجازي |
ساعة استكشاف أمضيناها بصحبة الفنانة خلود ياسين تتوسط عازفي غيتار ومؤلفي موسيقى هما رائد الخازن وخالد ياسين، على خشبة مسرح «مونو» في بيروت من خلال مسرحية من فصل واحد بعنوان entre» temps 2» حجزت لها المسرح أيام 24، 25، 26 و27 يعاونها ثلاثة تقنيين: إيميز كسورناي (إضاءة) رمزي مادي (صوت) وريان نيهاوي (تقني).
وطالما أن الموسيقى جديدة، فإن الخصوصية موجودة بقوة، وقد امتعتنا أحياناً أكثر من أداء خلود، التي كدنا نسأل عما فعلته حين اعتمدت على على إيقاع القدمين الحافيتين اللتين تزحفان على الأرض زحفاً لا ينتبه إليه المشاهد في غمرة انشغاله بما تبقى من عناصر الرقص البهيج ميدانياً.
لا تمتلك خلود جسداً إغوائياً بالمعنى المادي للكلمة، بل هو فن الأداء الذي فرض نفسه وروحه على المناخ العام للمسرحية، فنجد أن خلود تستنبط أشياء من لا شيء في واقع الأمر... هناك ابتكار، لأن ما نراه لا يعدو كونه فناً تجريبياً خالصاً. ورغم أنه جزء من كيان الرقص الحديث، فإن فيه نكهة صوفية روحانية متميزة جداً، لم تستعمل فيها خلود تعابير وجهها الذي ظل صامتاً بالكامل، وكأنما فعلت ذلك من أجل إبقاء التركيز على حركة القدمين، وثني الركبتين بالقدر الذي يوحي فعلياً بخليط من المشاعر والمعاني التي هي من صميم رسم الخطوات وتفعيلها على الخشبة المكرسة لمخزون وافر من المعاني والتداعيات على المستوى الفني الصرف.
هل نقول إنه فن جديد مختلف ومتفرّع من الرقص الحديث على جمالياته المعروفة؟! الجواب مبهم بقدر ما هو منسجم مع السياق الحديث للرقص الداخل علينا منذ سنوات قليلة، لكن مع تقدير نقدي وغزارة حضور لجمهور متنوّع ومندفع.
خلود التي تقاسمت مع نصري صايغ بطولة آخر أفلام المخرجة اللبنانية جوسلين صعب، لم ترسم أمامنا بعد ما الذي تقدر عليه أكثر، الرقص أو التمثيل... والجواب هنا لا ينحصر بها وحدها، بل كيف وماذا يرى فيها المخرجون وواضعو النصوص.