لماذا تنزعج بعض الاجهزة الحكومية أو بعض الشخصيات العامة اذا كتب عنها احد الزملاء وأراد من ذلك تصحيح خطأ أو تقديم نصيحة أو ايضاح حقائق أو دافع عن وطنه ضد دولة اساءت صحافتها للكويت؟لماذا لا تطلع هذه الاجهزة والتي تمتلك جيوشا من المستشارين والخبراء على ما يكتب عنها في الصحف الاجنبية والعربية بل وحتى الخليجية؟لماذا تغمض تلك الاجهزة عينيها وتصم أذنيها عمن يشتمها في تلك الصحف، وتخجل ان تخاطب أي مسؤول أجنبي وتنبهه إلى ان ما يكتبه عنها يمثل اساءة بالغة، وعندما يكتب زميل بهدف النصيحة تقوم قيامه البعضَ وتنسج له التهم كخيوط العنكبوت، وما ان يتضح الهدف من المقال حتى تبدأ عبارات الأسف والاعتذار، ولكن متى يتم ذلك؟ بعد ذهاب واياب لقصر العدل؟لماذا تصافح بعض الشخصيات الاجنبي الحاقد على الرغم من افترائه وكذبه عندما يسطر قلمه كل انواع البذاءة عن سياسة الكويت وتجريحه لقيم الشعب، وتقدم له بعد ذلك القرابين والهدايا والامتيازات الاخرى من مبالغ تذهب لحسابه الشخصي، بل تتعدى ذلك عندما تصب اعلاناتها الخارجية في صحيفته السوداء التي تخلو من كلمة تتضمن اشادة بالكويت.المسؤولون في الاجهزة الحكومية ليسوا بحاجة إلى عدسات مكبرة ولا نظارات طبية، وغالبا ما يكون نظرهم 6/6 عندما يكتب أحد الزملاء في أي صحيفة محلية أو موقع الكتروني بل يفتشون حتى في النوايا وما بين السطور. اما اذا كتب ذلك الحاقد واسترسل بمسلسل الاساءة للوطن فالعبارة المتكررة جاهزة «أنتم شفيكم... الريال ما يقصد بس انتم حساسين وايد!».أنا لا أقول ان الصدور بدأت تضيق بل على العكس نحن ولله الحمد ننعم في الكويت بقدر كبير من الحرية يمكن اعتبارها مطلقة والكاتب في الكويت بعد ان يفرغ ما بجعبته يأوي إلى فراشه وهو مطمئن ولا ينتظر زائرا يطرق بابه عند الفجر. ولكن لماذا يعقد البعض صفقات مشبوهة خارج حدود الوطن مع أسماء ملوثة يغدقها بالمنح والعطايا حتى لا يذكر اسمه عند بدء مسلسل الشتم اما الوطن فالبعض لا يهمه حتى ولو احترق!انني اتمنى فقط ان تخفف بعض الاجهزة الحكومية هرولتها اليومية للنيابة العامة. فهذا الجهاز العادل لديه كثير من قضايا اخرى أكثر اهمية من دعاوى تصب في النهاية في صالح الزميل الذي غالبا ما يطالب بالتعويض من هذه الاجهزة أو الشخصيات التي اقامت دعوى ضده.أنا لا أدعو إلى ان يترك الحبل على الغارب، بل اطالب فقط بمزيد من العقلانية، فالنقد هو للصالح العام وقد يكشف عن حقائق ربما تغيب عن الطرف الآخر.اتمنى فقط من حكومتنا العزيزة واجهزتها ومستشاريها ان يقرأوا النقد الجارح الذي تتعرض له الكويت في الخارج والاساءة التي يتعرض لها كل صحافي كويتي يتطوع للرد على ادعاءات باطلة لا لشيء سوى ان واجبه المهني تطلب منه ذلك، ولم يقبل ان يظل صامتا عندما يتعرض وطنه لإساءة من حاقد فيتصدى بكل شجاعة لتصحيح تلك المفاهيم الخاطئة ودرء سموم تبثها بعض الفضائيات أو تطرح في ندوات في الخارج. وهذا أمر اعتقد انه واجب كل قلم شريف ولكن المستغرب ان يفاجأ هذا الزميل الغيور انه ما ان يعود لوطنه إلا ويجد حكومته اعدت ضده قضية جنح صحافة!

مساعد ثامر الشمري

أمين سر نقابة الصحافيين الكويتيين