تميزت فعاليات اليوم السابع أمس من أيام الدورة الحالية لمهرجان كان السينمائي بخصوصية على أكثر من صعيد، لا سيما انه كان اليوم الذي خُصص لتكريم السينما البرازيلية باعتبارها ضيف الشرف لنسخة هذا العام من المهرجان بعد أن كانت السينما المصرية هي أول ضيف شرف في تاريخ «كان» في العام الفائت.
واكتملت أركان الخصوصية من خلال عرض عدد من الأفلام المتميزة في قسم المسابقة الرئيسية، وكان من أبرزها الفيلم البريطاني «نصيب الملائكة» والفيلم الأميركي «قتلهم بنعومة»، وهما من الأفلام التي يرشحها النقاد بقوة للتنافس على الفوز بالسعفة الذهبية.
فيلم «نصيب الملائكة» (The Angel's Share) هو من اخراج كين لوتش ويتقاسم ادوار البطولة فيه بول برانيغان وجون هينشو وويليام روني وجاسمين ريغينز، ويحكي الفيلم قصة أب شاب ينجو بأعجوبة من حكم بالسجن فيقرر أن يبدأ حياة جديدة تماماً، لكن حياته تأخذ منعطفاً غير متوقع بعد أن يزور معصرة خمور مع عدد من أصدقائه ثم تتوالى الأحداث الدرامية.
وخلال مؤتمر صحافي عقد قبل عرض الفيلم أمس قال المخرج كين لوتش ان الحبكة الدرامية للعمل تتمحور بشكل أساسي حول فكرة انه من الممكن لأي شخص أن يتغلب على صعوبات الحياة من خلال اكتشاف موهبته وتوظيفها بالشكل الصحيح.
ومن جانبه، قال كاتب سيناريو الفيلم بول لافيرتي: «فكرة الفيلم تتمثل في انه على الرغم من مشكلة البطالة التي يعاني منها المجتمع الاسكتلندي، وعلى الرغم من الازمة الاقتصادية الطاحنة الراهنة، فإنه بوسع الشباب ان يتطلعوا الى مستقبل مزدهر من خلال اكتشاف مواهبهم واستثمارها بطرق غير تقليدية».
أما الفيلم الأميركي «قتلهم بنعومة» (Killing Them Softly) فإن عنوانه يدل على محتواه وقصته. فالفيلم، الذي أخرجه اندرو دومينيك ويلعب دور البطولة الرئيسي فيه الممثل براد بيت، يروي قصة القاتل المأجور المحترف جاكي كوغان الذي تستعين به عصابة اجرامية كي ينتقم لها من منافسيهم الذين هزموهم بالخداع والغش في مباراة في لعبة البوكر. وعلى امتداد الفيلم، يتعقب كوغان ضحاياه واحداً بعد الآخر ويتمكن من قتلهم بطرق احترافية لا تترك أي اثر يدل عليه، لكن عنصر الاثارة والتشويق على مدار الفيلم ينبع من الصعوبات والتعقيدات التي يواجهها ذلك القاتل المأجور خلال تنفيذ مهمته الاجرامية.
وتعليقاً على الفيلم قال المخرج الاسترالي أندرو دومينيك أمس في سياق مؤتمر ما قبل العرض في «كان»: «لقد أسرتني القصة المستوحاة من رواية «Trade» التي تسبر أغوار عالم الجريمة... والواقع أنني أدركت منذ الوهلة الأولى أن القصة تلامس القضايا الاجتماعية المتعلقة بالأزمات الاقتصادية وبافرازات النظام الرأسمالي الذي لا يعرف الرحمة».
وعوداً على بدء، فقد كانت السينما البرازيلية بمثابة عروس المهرجان أمس الذي خصص لتكريمها بصفتها «ضيفة شرف» هذا العام. وفي إطار ذلك التكريم، تم عرض 4 أفلام برازيلية في فئة «الاختيار الرسمي» بالاضافة الى فيلم «على الطريق» الذي عُرض في إطار المسابقة الرئيسية.
وأعقب عرض الأفلام البرازيلية عدد من الفعاليات النقاشية التي خصصت لتسليط مزيد من الضوء على تاريخ صناعة السينما في البرازيل، ثم اختتم اليوم التكريمي بحفل موسيقي وغنائي غلب عليه طابع موسيقي ورقصات السامبا.