كتب الأديب والكاتب المصري الراحل توفيق الحكيم في مطلع السبعينات كتابه الموسوم (عودة الوعي) ليكون احد اهم كتبه الاخيرة التي دان بها حقبة الرئيس المصري جمال عبد الناصر... تلك الحقبة العمياء!! مشيرا الى ان الشعب عاش طيلة تلك الفترة فاقداً للوعي.. عاش في حالة من التخدير.. ولا يزال عاجزا عن استرداد حقوقه وكرامته...!
مما لا شك فيه ان عودة الوعي الشامل مرتبط بالتنمية الشاملة او هو على اقل تقدير مؤدٍ لها! اليوم هناك اتجاه عام في منطقة الخليج يقوده المثقفون والنخب الفكرية والسياسية والدينية نحو الحريات الشاملة واسترداد الوعي للأمة وتوزيع ثرواتها وتحكيم قوانين العدالة والمساواة فيها.
عودة الوعي هذه تختلف من بلد لآخر. وفي منطقتنا تتمثل في عودة الثروة والسلطة للأمة، عمل مشاريع تنموية هائلة تقضي على مشكلات البطالة والفقر والجوع. ان شعوبنا ترى تكدس الثروات في يد فئة قليلة من المجتمع هي فقط التي تستأثر على مقدراتنا ومخرجات الدخل..! وأدركت أيضاً ان الشعوب المتقدمة في العالم هي التي تختار من يحكمها ويقودها نحو التنمية والتقدم.
لذا فان أطروحات الامارات الدستورية هو القادم ليشكل برنامج الاصلاح الربيعي والمشاركة الشعبية للامة. عودة الوعي أضحت لازمة. وليس للأمة خيار آخر للتقدم سواها.
دع عنك المنتفعين الذين انتفخت اوداجهم ويصرون على بقاء الوضع الراهن، فهم إما جهلة بدورة الزمن وحقوق الامة او منتفعون من موائد الكبار. عودة الوعي يحتاجها شعبنا ليعيد النظر في بعض مخرجاته النيابية فيستعيد وعي الامانة والتوكيل!
عودة الوعي يحتاجها الجميع ليصحوا من توهان النميمة والحسد السياسي الذي اخّر تنمية البلاد سنين طوالا!! ويفيقوا من سكرة الوشاية..! والضرب تحت الحزام!! عودة الوعي لحكومتنا ونوابنا فيقدموا مصلحة الكويت بدلا من تصريحات شارع محمد علي! واستجوابات نص كم..!
لقد عاد الاديب الكبير توفيق الحكيم الى وعيه بعد ان صفق كثيرا للنظام والفكر والنهج الناصري... ولكن بعد فوات الاوان.. فعودوا الى وعيكم قبل ان يفقد بقية الشيوخ والشعب والنواب وعيهم... فالكويت تستحق ان نقدم لها ومن اجلها الكثير... 

د. مبارك عبدالله الذروه
@ Dr_maltherwa