الناخبون من الجنسين وتحديداً فئة الشباب الوطني فتح لهم المجال، أمام الحملة الانتخابية لمجلس 2008، للاختيار ما بين المرشحين الذين قد يتجاوز عددهم أو يقل عما كان مطروحا في ساحة نظام 25 دائرة.نقصد بالشباب الوطني تلك الفئة العمرية التي تنحصر ما بين العقدين الثالث والرابع، تلك التي يميزها طابعا الرشد والثقافة عن غيرها من الفئات العمرية الأخرى، وقد حددنا جزئية «الوطني» لضرورة تحديد خياراتهم من قاعدة الولاء الوطني من دون أي مؤثرات جانبية كانت السبب في وصول البعض إلى مقاعد البرلمان.يبقى الشباب أمام المرشحين وخطابهم الانتخابي والذي سيحددون على أثره أحقية المرشح للصوت من عدمه، وتبقى الرسالة أو الأجندة الخاصة بالمرشح هي الحلقة الموصلة لقناعات الناخبين من الجنسين.ستبدأ المهرجانات في مقر للرجال وآخر للنساء، وسيكسب المرشح الذي يمتلك مهارة خطابية معتدلة يعرض فيها القضايا وما ينوي بلوغه بعد أن يحالفه الحظ، وبدعم من المفاتيح الانتخابية من رجال معروفين، ولكن الجانب المؤثر يظل في المفاتيح النسائية!الخطاب الانتخابي يحتاج إلى كاريزما موهبة الإقناع والجذب لحضور الندوات التي على أثرها سيخرج الحضور بانطباع إما مع أو ضد ذلك المرشح، وأما مرشحو «يا هلا فيكم وتفضلوا على العشاء» فأمرهم عند الباري عز وجل!قد يستفز بعض المرشحين من أسئلة الحضور، وردة الفعل إن كانت غاضبة فمصير مطلقها الفشل في الاختيار وإن تم استقبال الاستفزاز بنفس هادئة ورد ديبلوماسي فسيكسب المرشح، والموضوعية هي المقياس.يحتاج المرشحون إلى مراجعة برامجهم الانتخابية لاختيار قضايا تلامس احتياج الشارع الكويتي ومطلوب منهم وضع الحلول والتصورات بشكل مقنع من دون إثارة مفتعلة أو هجمة فيها طعن أو انتقاد حاد. إننا بحاجة إلى التعقل في رسم خارطة الجهود من قبل الناخبين كي يتمكن الجميع من وضع تصور عادل عن المرشحين لتأتي عملية الاختيار متقنة.ليعلم الجميع إنه لن تنفعنا القبلية، الطائفية، الحزبية، الفئوية، أو أي تجمع آخر حينما نترك شعورنا الوطني خارج الحسبة ولنا في الخيارات الضيقة الماضية عبرة توقظنا من الغفلة التي نعيش بقايا أثرها.إن جموع الناخبين من الشباب وغيرهم من الفئات العمرية أمام اختبار حي فإما النجاح في الاختبار أو السقوط الذي سيؤثر على فعالية البرلمان المقبل.هل نترك المؤثرات العاطفية خلف ظهورنا عندما نقيم المرشحين؟ هل ثقافتنا الاجتماعية جاهزة للنقلة النوعية المبتغاة؟ وهل...؟ أم نطالب بدائرة واحدة ومعايير للاختيار تختلف عن نظام 25 دائرة ونظام الخمس دوائر. والله المستعان.

تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتيterki_alazmi@hotmail.com