| حاوره غازي العنزي |
آمن بتشابه انواع الثقافة والفنون وانسجامها، ونادى بفكرة أن الثقافة هي معرفة وإدراك أفضل شيء من كل شيء، فكان له الباع الطويل في** الجمع بين لغة الخط العربي ولغة الموسيقى في فلسفته الخاصة، ليضيف العلاج بالخط العربي للنفس البشرية، مناديا بمؤسسة تتبنى هذا الفكر الذي يعد فكرا عربيا وعلما جديدا لم يطرق بابه من ذي قبل.
«صاحب الريشتين» أحمد القرعان مشرف الانشطة الفنية في الجامعة العربية المفتوحة بفرع الكويت، عشق الخط العربي على يد الخطاط احمد الحموري إلى ان تتلمذ على شيخ الخطاطين الحاج خليل الزهاوي ناقلا خبرته وفنه الأصيل من الساحة الأردنية إلى الساحة الكويتية، مؤمنا بأن الثقافة العربية ليست حكرا على بلد لذا لا بد من أن تنتقي ما تقدم بحذر وتتميز بطرحك المختلف.
«الراي» التقت الفنان أحمد القرعان ليحكي واقع تجربته الفنية وإليكم التفاصيل:

• من هو أحمد القرعان؟
- احمد عبدالله القرعان، مواليد 1972 في بلدة الطيبة في محافظة أربد في المملكة الأردنية الهاشمية، عمل في الجامعة العربية المفتوحة بفرع الكويت مشرفا على الانشطة الفنية.
• متى اكتشفت موهبة الخط العربي لديك؟
- منذ نعومة اظافري في المدرسة الابتدائية عشقت الخط العربي على يد الخطاط احمد الحموري إلا انني تتلمذت على يد شيخ الخطاطين الحاج خليل الزهاوي.
• ما علاقة الخط العربي بالمقامات الموسيقية؟
- هي انسجام سمعي بصري بين انواع الخط العربي والمقامات الموسيقية بما تستخدم فيه، كأن يكتب مضمون بسيط في خط الرقعة مثل الاغاني الشعبية يعزف عنها بمقام البياتي وما يكتب بالخط الفارسي يعزف عنه بمقام النهاوند وكذلك ما تبقى من انواع الخطوط السبعة الاساسية والمقامات السبعة تجد من ينجلي إلى نوع من انواع الخطوط العربية السبعة ينجذب في نفس الوقت إلى ما يشابهها من المقامات الموسيقية وهذا يندرج في التركيب النفسي للشخص حيث انني اترجم نمط الشخصية عن طريق الخط العربي.
• هل أضفت إلى هذا الفن؟
- بدأت بفكرة علاقة الخط العربي بالمقامات الموسيقية في عام 1998 واجريت بحثا طويلا في استنتاج العلاقة ما بين انواع الخطوط والمقامات حيث قدمت هذه الفكرة عام 1999 في حفل برعاية وزير الثقافة الاردني الحالي الدكتور صلاح جرار الذي هو من دعم فكرتي وآمن بها، كما انني قمت بعزف العود بيدي اليسرى في الوقت الذي كنت اكتب فيه بيدي اليمنى خطا عربيا وسجلت هذه الفكرة لدى المكتبة الوطنية في الاردن سنة 2004، كما انني اعزف باليسرى واكتب باليمنى وفي الوقت ذاته اقوم بغناء ما أكتبه في عام 2007 على مسرح وزارة الثقافة برعاية الملكة رانيا وفي 2009 قدمت بداية دراسة لمسألة العلاج بالخط العربي، حيث اثبتت التجارب العلمية والنتيجة المخبرية أنه إذا عانى شخص من ارتفاع في ضغط الدم فإن ما يكتب من القرآن الكريم بخط عربي للمريض يجعل ضغطه يعود للوضع الطبيعي خلال عشر دقائق من رؤيته لكتابة الخط العربي وما يطلب من المريض فقط لا غير هو مشاهدة الخط العربي عند كتابته وهذا الموضوع بحاجة إلى مؤسسة تتبنى هذا العلم الجديد الذي لم يطرح من ذي قبل حيث تحتاج هذه الفكرة إلى مجموعة من الخطاطين وتجربة كتابة الخط العربي لأكثر من 1000 حالة عشوائية لكي يتحول هذا الموضوع إلى نظرية.
• هل هناك من ساهم في تجربة كتابة الخط العربي كمعالج لحالات ضغط الدم؟
- هناك المستشفى الاسلامي وتحديدا الدكتور زكريا الغاغا الذي كان مشرفا على الحالات التي قمت بالتجربة عليها والدكتور مفيد حواشين والدكتور محمد حباشنه وهم متخصصون في علم النفس بالإضافة إلى الدكتور صلاح جرار الذي دعمني في كل أفكاري التي قدمتها.
• ما طموحك في فكرة العلاج بالخط العربي؟
- طموحي أن أجد مؤسسة هادفة تسعى إلى تطبيق الفكرة بعد دراستها واثباتها علميا ومن ثم تطبيقها على أرض الواقع، وقد لا يكون بعيدا بعد عقود من الزمن أن يكون هناك خطاط في كل مستشفى للعلاج النفسي علما ان هذه الاشياء ذكرت في القرآن وتحديدا في سورة القلم وسورة العنكبوت آية 48.
• هل من أحد سبقك في هذه الفكرة؟
- للأسف وبعد تسجيل الفكرة في المكتبة الوطنية في الاردن كحقوق ملكية فكرية، نسبها البعض إليه وحاول تشويهها حيث استخدم مقامات لا تتلاءم مع انواع الخطوط لا في المضمون ولا في الاستخدام ولا في الزمن والمكان، وأنا لا أرى أي ضرر في دراسة هذه الفكرة من قبل زملائي الخطاطين والموسيقيين لانها ثقافة عربية أصيلة تخص الجميع ولكن لا بد من رد الحق إلى أهله.
• ارتبط اسم احمد القرعان بالعديد من اللوحات الفنية فما تعليقك؟
- بالفعل بحكم عملي في قسم الانشطة الفنية في الجامعة العربية المفتوحة بفرع الكويت اقوم بتدريب الطلبة على الخط العربي والرسم الحر بالإضافة إلى توجيههم في مسائل التذوق وجعل الطالب قادراً على التذوق وتمييز ما هو أفضل سواء كان في الادب أو الثقافة أو الفنون كأنواع الخط العربي والمقامات الموسيقية العربية والشعر العربي العمودي تحديدا والذي يعتبر فناً صادقا وبعيدا عن كل ما هو رديء خلافا لما يدعى الشعر الحر الذي لا يعدو كونه خزعبلات.
• «صاحب الريشتين» من اطلق عليك هذا اللقب؟
- برأيي لا قيمة للالقاب، ولكن الذي يعنيني ما يقدمه الفنان من فن أصيل له قيمة عبر التاريخ وهذا اللقب أطلقه الشاعر الكبير عماد نصار.
• ماذا عن مشاركتك في مهرجان الخط العربي والموسيقى الذي سيقام في الأردن بـ21 الجاري؟
- مشاركتي تأتي بناء على دعوة من قبل وزارة الثقافة الاردنية حيث سأقدم أمسية يشاركني فيها الخطاط الكبير يعقوب ابو شاورية والخطاط سليمان إسماعيل وعازف الغيتار الفنان خالد توفيق والفنانة الفلسطينية سناء موسى بالإضافة إلى قصيدة من الشعر العمودي للطفل يعرب القرعان.
• ماذا قدمت لك الجامعة العربية المفتوحة؟
- كان هناك دعم واضح من قبل إدارة الجامعة خلال توفير مرسم للطلبة الموهوبين لقضاء اوقات جميلة ومجدية في تعلم الرسم والخط حيث اقوم بالاشراف على هذه المواهب الطلابية الا اننا نطمح إلى مزيد من الدعم لما نمتلك من مواهب طلابية عديدة متذوقة اصبح لهم بصمة في لوحات فنية علما أننا نرحب بكافة الطلبة وخصوصا من يرى في نفسه موهبة في الخط العربي او الرسم أو التصوير الفوتوغرافي.