• العراق لا يستطيع غزو الكويت مرة أخرى ليس بسبب الوضع الدولي والضمانات الدولية فقط وإنما لأن تركيبته السياسية تمنع من أن يتخذ أي حزب من الأحزاب ذلك القرار.
• دخل العراق من النفط وحده 12 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل 500 مليار دولار سنوياً، بينما ديونه المتبقية للكويت هي 16 مليار دولار يقوم بتسديدها بأقساط مريحة لذا فهي لا تشكل له أي مشاكل وقد سدد حصته خلال 22 عاماً.
• هناك أكثر من 50 قناة فضائية عراقية وأكثر من 200 جريدة يومية ومئات المجلات، ولا يوجد في العراق وزارة إعلام وإنما حرية إعلامية مطلقة، ومع هذا فإن الإعلاميين الذين يهاجمون الكويت ويثيرون الشبهات حول الشعب الكويتي هم أقل القليل.
هذه بعض الحقائق التي أدركناها خلال زيارتنا للعراق مع الوفد الإعلامي الذي شكلته جمعية الصحافيين الكويتية، والحقيقة هي أننا قد فوجئنا بحجم الترحيب الشعبي بنا والاستقبال المميز من الشعب قبل حكومته، ولا نعتقد بأن ذلك كان نفاقاً أو لمصالح، ومع هذا فإننا كذلك لدينا مصالح كثيرة في إعادة العلاقات مع أقرب جيراننا إلينا ولا يمكن أن نصر على بقاء العلاقات مقطوعة إلى أبد الآبدين، بل إن المبادرة الطيبة تجاههم الآن قد تترك أثرها في المستقبل وتزيل كثيراً مما علق خلال عشرين سنة من آثار مؤلمة.
العراقيون يقولون بأنهم نادمون على ما حدث لنا وفي الوقت نفسه فإنهم قد تضرروا من مغامرات الطاغية صدام أكثر كثيراً مما تضررنا، وقد شاهدنا ذلك الواقع على أرضهم وتحويل ذلك البلد الغني إلى ساحة حرب مدمرة وتحويل شعبه إلى أفقر الفقراء وكلما قابلنا مسؤولاً أخبرنا بحجم الضحايا التي عانتها أسرته من الطاغية.
لا يوجد عراقي واحد إلا وهو يشعر بالجميل الذي تركه سمو أمير البلاد من خلال زيارته إلى قمة بغداد الشهر الماضي، وهذه شجاعة نعجز جميعاً عن الإقدام عليها، لذا فقد كانت زيارتنا للعراق مكملة لما بدأه سمو الأمير ونتوقع أن تبادر مؤسسات المجتمع المدني الأخرى والبرلمانيون والوفود الاقتصادية والإعلاميون وغيرهم إلى استكمال دور الحكومة.
لا نلوم من يشكك بكلامنا هذا ويقول: «ما عندكم سالفة» فإن الجرح غائر وإزالة ذلك التاريخ الأسود ليست بالسهولة ولكن لنتذكر بأن الولايات المتحدة قد ألقت القنابل النووية على اليابان وقتلت مئات الآلاف، وأن الحرب بين فرنسا وانكلترا دامت مئة عام وأن الحرب العالمية الثانية قتلت أكثر من 70 مليوناً من البشر، ولكن لنتذكر كذلك بأن الحياة لا تتوقف عند الذكريات الأليمة.
***
أخبرنا رئيس وزراء العراق نوري المالكي بأن جميع المسائل العالقة بين العراق والكويت ستنتهي خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر ولكن رئيس الوزراء الكويتي أخبرنا بأنها تحتاج إلى ستة أشهر، ومن بين تلك المسائل قضية الحدود وميناء مبارك وغيرهما، وهم بانتظار زيارة سمو رئيس الوزراء لهم بعد بضعة أشهر.

د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com