| د. فيحان العتيبي |
لقب بشاعر الكويت الأول لأنه بلغ منزلة عالية من الشعر والأدب ودرس ألفية ابن مالك في النحو وشبه بـ أبو العلاء المعري الكويتي، **فكلاهما نشأ ضريراً واعتزل الناس، ففي عام 1894 رزق صياد السمك سالم الشبيب بابنه الوحيد أسماه «صقر» وكان فرحاً به ليعلمه حرفته لكن شاءت الأقدار أن يصاب الابن في التاسعة من عمره بالعمى، كما حاول الأب توجيهه ونصحه ليكون واعظاً وخطيباً في المسجد بديلاً عن مهنة الصيد، ولم يكد «صقر» ينهي العقد الثاني من عمره حتى فجع بفجيعة أخرى حيث توفيت والدته ولم يبق له في الحياة سوى والده وأختين صغيرتين في الوقت الذي بدأ يهتم بالشعر ومتابعة كتب الأدب بمساعدة أصدقائه.
في عام 1914 سافر «صقر» إلى الاحساء لدراسة العلوم الشرعية وعكف أيضاً على قراءة بعض كتب الأدب ومنها كتب توأمه الروحي لأبو العلاء المعري وتأثر بأشعاره وبطريقته ومنهجه الشعري، وخلال إقامته في الاحساء أصيب بالحمى وأقسم على أثرها حال شفائه بألا يعود لها أبداً وأنشد قائلاً:
لئن عُدت إلى الاحساء يوماً فأنني
لا ألام خلق الله طراً وأفجر
بعد عامين من الإقامة في الاحساء عاد «صقر» إلى الكويت وعمل خطيباً في المساجد، وكان يأمل أن يدرس في المباركية إلا أن طلبه رفض بسبب فقدانه البصر، فأنشد قائلا:
يقولون لي: يا صقر مالك عاطلا
وقد وظفوا من لم يقاربك من الأدب
فقلت لهم: في رثة الثوب مانعي
رقي إلى تلك المناصب والرتب
يولى هنا المرء الوظيفة جاهلا
على شرط أن تلقى ملابسه قشب
في عام 1918 توفي والد «صقر» ولم يترك لابنه وابنتيه سوى بيتاً خربا، فخاطب صقر الشيخ سالم المبارك منشداً:
فيا فرحتي أن نلت عندك حاجتي
ويا حسرتي إن لم أنها حسري
فاستجاب الشيخ لطلبه وأمر أن يهدم البيت ويبنى من جديد وتزوجتا أختيه وعاش «صقر» في البيت الجديد لوحده، ولم تدم علاقته مع الشيخ سالم طويلا حيث توفي عام 1921 وحزن عليه حزناً شديداً. تأثر الشاعر «صقر» بفكر وعلم الشيخ عبد العزيز الرشيد الذي لقبه بشاعر الكويت الأول، كما تأثر أيضاً بعلم الشيخ عبدالله الدحيان وكان أقرب الناس إلى نفسه وعقله وتأثر كثيراً بوفاته، وكان للشيخ عبد الله السالم دوراً في حياة شاعرنا والأخذ بيده حيث وافق على توظيفه بإدارة المعارف و قام بتدريس الشباب الأدب والشعر لكنه أخيراً انقطع عن العمل ولزم البيت. تزوج «صقر» بثلاث زوجات إلا أنه لم ينجب أحداً، وفي نهاية حياته أصيب بمرض لكنه لم يستعن بطبيب وطلب من الخادم ألا يخبر أحداً بمرضه وظل لمدة خمسة أيام بعدها توفي في يوليو عام 1963.
ومن أبياته قوله:
وكم لي في الكويت أولى عداء
بلا ذنب صغير أو كبير
سوى أني صريح القول حر
يترجم مقولي ما في ضمير
ولكن كما سميت صقر
وهل أبصرت ذلا في الصقور
لقب بشاعر الكويت الأول لأنه بلغ منزلة عالية من الشعر والأدب ودرس ألفية ابن مالك في النحو وشبه بـ أبو العلاء المعري الكويتي، **فكلاهما نشأ ضريراً واعتزل الناس، ففي عام 1894 رزق صياد السمك سالم الشبيب بابنه الوحيد أسماه «صقر» وكان فرحاً به ليعلمه حرفته لكن شاءت الأقدار أن يصاب الابن في التاسعة من عمره بالعمى، كما حاول الأب توجيهه ونصحه ليكون واعظاً وخطيباً في المسجد بديلاً عن مهنة الصيد، ولم يكد «صقر» ينهي العقد الثاني من عمره حتى فجع بفجيعة أخرى حيث توفيت والدته ولم يبق له في الحياة سوى والده وأختين صغيرتين في الوقت الذي بدأ يهتم بالشعر ومتابعة كتب الأدب بمساعدة أصدقائه.
في عام 1914 سافر «صقر» إلى الاحساء لدراسة العلوم الشرعية وعكف أيضاً على قراءة بعض كتب الأدب ومنها كتب توأمه الروحي لأبو العلاء المعري وتأثر بأشعاره وبطريقته ومنهجه الشعري، وخلال إقامته في الاحساء أصيب بالحمى وأقسم على أثرها حال شفائه بألا يعود لها أبداً وأنشد قائلاً:
لئن عُدت إلى الاحساء يوماً فأنني
لا ألام خلق الله طراً وأفجر
بعد عامين من الإقامة في الاحساء عاد «صقر» إلى الكويت وعمل خطيباً في المساجد، وكان يأمل أن يدرس في المباركية إلا أن طلبه رفض بسبب فقدانه البصر، فأنشد قائلا:
يقولون لي: يا صقر مالك عاطلا
وقد وظفوا من لم يقاربك من الأدب
فقلت لهم: في رثة الثوب مانعي
رقي إلى تلك المناصب والرتب
يولى هنا المرء الوظيفة جاهلا
على شرط أن تلقى ملابسه قشب
في عام 1918 توفي والد «صقر» ولم يترك لابنه وابنتيه سوى بيتاً خربا، فخاطب صقر الشيخ سالم المبارك منشداً:
فيا فرحتي أن نلت عندك حاجتي
ويا حسرتي إن لم أنها حسري
فاستجاب الشيخ لطلبه وأمر أن يهدم البيت ويبنى من جديد وتزوجتا أختيه وعاش «صقر» في البيت الجديد لوحده، ولم تدم علاقته مع الشيخ سالم طويلا حيث توفي عام 1921 وحزن عليه حزناً شديداً. تأثر الشاعر «صقر» بفكر وعلم الشيخ عبد العزيز الرشيد الذي لقبه بشاعر الكويت الأول، كما تأثر أيضاً بعلم الشيخ عبدالله الدحيان وكان أقرب الناس إلى نفسه وعقله وتأثر كثيراً بوفاته، وكان للشيخ عبد الله السالم دوراً في حياة شاعرنا والأخذ بيده حيث وافق على توظيفه بإدارة المعارف و قام بتدريس الشباب الأدب والشعر لكنه أخيراً انقطع عن العمل ولزم البيت. تزوج «صقر» بثلاث زوجات إلا أنه لم ينجب أحداً، وفي نهاية حياته أصيب بمرض لكنه لم يستعن بطبيب وطلب من الخادم ألا يخبر أحداً بمرضه وظل لمدة خمسة أيام بعدها توفي في يوليو عام 1963.
ومن أبياته قوله:
وكم لي في الكويت أولى عداء
بلا ذنب صغير أو كبير
سوى أني صريح القول حر
يترجم مقولي ما في ضمير
ولكن كما سميت صقر
وهل أبصرت ذلا في الصقور