| كتب علاء محمود |
«الحياة تراجيديا لمن يحس، ولكنها كوميديا لمن يفكر»... جملة قالها الشاعر الإغريقي هوراس واتخذتها مجموعة من الشباب الكويتي ممن يمتلكون **طاقة تمثيلية وموهبة كوميدية لتكون هوية لانطلاق قناة «شنو يعني» على موقع «يوتيوب» بعد حصولهم على تصريح من قطاع الإعلام المرئي - كما أعلنوا - في بث الحلقة الأولى.
بلغة ساخرة وقضايا تمس المجتمع الكويتي على وجه الخصوص، قامت مجموعة من الشباب الكويتي الأكاديمي والهواة وهم بشار الجزاف، محمد أكوا وعبد الله بوفتين وبمشاركة عدد كبير غيرهم باختيار بلد خاص بهم أطلقوا عليه لقب «طليطلة» لتكون دولة وهمية تمتد حدودها إلى جميع أنحاء عالم الإنترنت، يبثون من خلالها حلقاتهم المتنوعة في الطرح بأسلوب فكاهي جريء جداً، معتمدين على الحس الفكاهي الذي يمتلكونه.
طرحت قناة «شنو يعني» العديد من القضايا المهمة منها «المكنونات والهوية»، «التثاقف الجسدي والفطرة»، «فخر القوى العاملة الطليطلية»، «من الزمن الجميل مع طاهر يحيى»، «تشجيع العمالة»، «الفائدة الثامنة من السفر»، «الساحر داود»، «المناهج التربوية لدولة طليطلة» و«احتفالات أعياد طليطلة».
وما يميز تلك الحلقات جرأة الطرح الذي انتهجه فريق القناة، ففي حلقة «الفائدة الثامنة من السفر» التي كانت تناقش قضية بعض الشباب ممن يسافرون إلى الخارج فقط ليقضوا أوقاتهم في المراقص مع فتيات الليل ويحتسون الخمر حتى يفقدوا الوعي والقدرة على التحكم بأفعالهم ويبدؤون بدفع الأموال لتلك الفتيات «نقوط» من دون أن يشعروا، وهنا نرى كيفية المعالجة التي كانت اعتمدت بشكل أساسي على فكرة الطرح الواقعي، وتجلّى ذلك من خلال زجاجات الخمر التي وضعت على الطاولات، والفتيات شبه العاريات وهن يتمايلن على أنغام الموسيقى، وتلامسهن الجسدي مع الشباب.
وكان لافتاً وجود رسالة تحذيرية قبل بداية الحلقة مفادها «محتوياته لكبار السن، الرجاء من أصحاب العقول المغلقة عدم المشاهدة وذلك حفاظاً على أفكارهم الطاهرة»، وبذلك هم يعرفون تمام المعرفة أن الطرح الذي يقدمونه قد يخدش حياء بعض المشاهدين، وقد يفهم بطريقة مغايرة لفكرهم.