روايات نسمعها من هنا وهناك وسؤال النائب عبدالحميد دشتي لوزير الداخلية الموجه لوزير التربية والتعليم العالي في مارس الماضي دفعنا للبحث عن الإجابة لعل وعسى أن نستطيع من جهتنا تنوير السادة أعضاء لجنة الشؤون التعليمية في مجلس الأمة ووزير التربية والتعليم العالي من جهة أخرى!
لقد صدمت حينما اطلعت على الشروط المطلوب توافرها في المتقدم لوظيفة عضو هيئة تدريس من حملة شهادة الدكتوراه من غير المبتعثين من جامعة الكويت، حيث جاء ضمنها شرط غريب عجيب وهو أن تكون للمتقدم 5 أبحاث منشورة وأن يكون حاصلا على شهادة الدكتوراة من أميركا... إذا القصد من شرط 5 أبحاث يفهم منه «تطفيش» الكويتيين، وإلا كيف يتكمن خريج من إجراء 5 أبحاث علمية: إنهم يريدون أن تنطبق الشروط على غير الكويتي فقط، وإذا طلبنا منهم مراجعة اللائحة قالوا: إنهم لا يريدون الكويتيين بصريح العبارة وعندهم عنصرية واضحة عند عبور أي اسم القسم العلمي ولجنة التعيينات في الكلية ولنا في الدكتور (ضاري.ع) عبرة حيث رفض طلبه دون إبداء الاسباب وتم قبوله في إحدى الجامعات الخليجية وبمزايا تحتاج جامعة الكويت قرن من الزمان لتوفيرها!
أما حكاية إختيار خريجي أميركا فهي بحد ذاتها كارثة، فتقييم مجلة يو أس نيوز USNews Education لأفضل 100 جامعة على مستوى العالم يشير إلى إن هناك فقط 31 جامعة أميركية من ضمن أفضل 100 جامعة و 19 جامعة من بريطانيا التي احتلت المركزين الأول والخامس والبقية الـ 50 متوزعة بين دول العالم الآخر. وتجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية قد حصدت مراكز ضمن أفضل 400 جامعة (جامعة الملك سعود 200، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن 221، وجامعة الملك عبدالعزيز 300)... أما جامعة الكويت فلم تكن ضمن أفضل 400 جامعة!
المراد، إننا نتمنى ووفق مخرجات الجامعة والدراسات العليا من حملة الدكتوراه إعادة دراسة شروط القبول رأفة بالبلد والعباد، فالشروط التي توضع لقبول غير الكويتيين مرفوضة جملة وتفصيلا، وحكاية الدكتور (ضاري.ع) يجب ألا تتكرر، وبفتح تحقيق فوري من قبل اللجنة التعليمية ومساندة جهة محايدة قد يكشف لنا أمورا غير قابلة للنشر وتشكل مأساة في العقلية التي يتصرف بها مسؤولو الجامعة، فالعدل والمساوة وإعطاء الأولوية للكويتيين من حملة شهادة الدكتوراه من أفضل 100، 200 أو حتى 400 جامعة مطلوب... والله المستعان!

د. تركي العازمي
Twitter: @Terki_ALazmi
terki.alazmi@gmail.com