الإعلام الكويتي ودوره في تعزيز الوطنية وقبول الآخر:
- لا شك ان الاعلام الكويتي يعتبر من الاعلام الحر وله دور كبير في تعزيز الوطنية والدفاع عن قضايا الكويت وكذلك القضايا العربية والإسلامية سواء أكان اعلاما رسميا او اعلاما شعبيا، ولكن لاحظ الناس بعد تعديل قانون المطبوعات الأخير والسماح بتأسيس صحف يومية ودورية وكذلك محطات فضائية بأن الجرعة الزائدة من الحرية قد تم استغلالها استغلالا سيئا من البعض لاسباب متعددة منها الطمع في كسب القراء والمشاهدين على حساب القيم والعادات ومنها النفخ في المفاهيم الجاهلية وترسيخها في المجتمع مثل التعصب للقبلية والطائفية والحزبية.
- وقد لاحظنا زيادة ملحوظة في الطعن في ثوابت الامة وعقيدتها وكذلك الاستهزاء بالشعائر الدينية وبالدعاة إلى الله وتشويه صورتهم امام الناس وتصويرهم بالمتطرفين والخارجين على القانون، وكذلك لاحظنا زيادة التحريض على اولي الامر والدعوة إلى عصيانهم.
وللمرة الاولى يشاهد الشعب الكويتي تأسيس قنوات تلفزيونية هدفها التفريق بين ابناء الشعب والدعوة إلى احتقار وطرد الغالبية منهم تحت مسميات جاهلية وعصبية، وللمرة الاولى يشاهد الشعب الكويتي انتاج برامج كارتونية هدفها الوحيد الاستهزاء بابناء البلد والسخرية منهم واسقاطهم من أعين الناس.
- كما كان لمواقع التواصل الاجتماعي دور سلبي في جرأة البعض على الآخرين والتجريح والشتم بعيدا عن اعين الناس، ونظرا لسهولة الدخول في تلك البرامج وكتابة ما يشاء الانسان ان يكتبه، وكذلك التخفي تحت اسماء وهمية للطعن بالآخرين، فقد شجع ذلك اصحاب النفوس المريضة على الاستغلال السيئ لتلك المواقع، ومن المتوقع ان تتحول اغلب القضايا في المحاكم إلى جرائم الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
- كما انه يوجد نوع اخر من الاثارة الجماهيرية عندما تتجه وسائل الاعلام للدعوة إلى العصيان واثارة اعمال الشغب ومقاومة السلطات الامنية وما يحدث من تدمير وسلب نتيجة مثل هذا النوع من الاثارة وبث روح الهلع والقلق والخوف، ولا شك ان جرأة البعض على الهجوم على بعض وسائل الاعلام وتكسيرها اخذا بحقه وهو منحنى خطير يجب الا نتركه يمر دون علاج.
- لقد سعى المشرع الكويتي لتشديد العقوبات على كثير من الجرائم ليس حبا في التشديد ولكن لايقاف تلك العربة المنحدرة التي لم تنفع فيها المواعظ والنصائح الكثيرة، كما توجه سمو امير البلاد في معظم خطاباته للتحذير من هذا الانحراف ونصيحة شعبه بالالتزام بالاخلاق والضوابط الشرعية، ولكن للاسف ان تذهب هذه النصائح ادراج الرياح.
يقول الشاعر:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه
إن كنت تبنيه وغيرك يهدم
لو ألف بان خلفهم هادم كفى
فكيف ببان خلفه ألف هادم
- لا شك ان هذا الانفلات الاعلامي الذي يجري باسم الانفتاح يعتبر مسمارا في نعش الوطنية وتكريسا لتفتيت المجتمع وتحويله إلى مجتمع ممزق متشرذم يعادي بعضه بعضا ويخالف قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون).


د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com