نصف القادة العرب حضروا قمة دمشق من أجل رفع الحرج فقط والنصف الآخر رأى في القمة لعبة سياسية وتدعيما لدول غير عربية تسعى لبسط نفوذها، ثم خرجت القمة بقرارات باهتة لا يصدقها حتى من أصدروها، فحل مشكلة الرئاسة في لبنان التي وضعتها القمة العربية على رأس توصياتها ومطالبتها بانتخاب رئيس توافقي في لبنان يوحي بأن ذلك المطلب تتحكم به اطراف خارج القمة، بينما يدرك الجميع بان دول القمة هي التي عطلت ذلك المطلب وأوقعت الشعب اللبناني في ازمته الحاضرة ومع اني ادرك بأن «عمرو موسى» يستهويه التردد على البلاد العربية والتحرك الدائم من اجل اظهار نفسه بأنه هو «حلال المشاكل» إلا انه يدرك في قرارة نفسه بأن تحركاته لحل المشكلة اللبنانية لن تجدي نفعا حتى تتفق الاطراف العربية التي جاءت إلى القمة على حلها، بل ان مقاطعة العديد من الزعماء العرب لتلك القمة كان بسبب رفضهم دور سورية في عرقلة حل مشكلة لبنان.كما اوصى الزعماء العرب في القمة باحترام كل دولة عربية وعدم التدخل في شؤونها وعلى ضرورة تجاوز الخلافات العربية -العربية، وهذه نكتة اخرى ظللنا نكررها منذ ستين عاما دون ان يصدقها احد، بل ان مقاطعة تسعة زعماء عرب للقمة وارسال بعضهم وزراء عاديين لحضور القمة دلالة قاطعة على ان الخلافات العربية - العربية تتسع هوتها في كل يوم ولن تلبث ان تتحول إلى حروب طاحنة تحرق الاخضر واليابس.لم تخل القمة من مواقف طريفة مثل تصريح القذافي بأن 80 في المئة من اهالي الدول الخليجية هم إيرانيون وان الدول العربية ستتحول إلى «محميات او مكب للنفايات» ثم قوله للزعماء بأنهم قد فهموه خطأ وان سوء فهمهم ربما يعود للهجته، ونقترح على القذافي ان يشحن تلك النفايات العربية إلى الولايات المتحدة لتتخلص منها كما شحن اسلحته الكيماوية والنووية في باخرة وارسلها اليها، ومن المواقف الطريفة كذلك تصريح المسؤول الايراني «متقي» من دمشق بأن الجزر الثلاث إيرانية ويجب على الدول العربية عدم إثارة الموضوع حتى لا تطمع فينا الولايات المتحدة.المهم هو ان القمة ناجحة مئة في المئة كما قال السوريون لانها قد انعقدت في وقتها ومكانها المحددين، وعقبال ألف قمة ناجحة بهذه المقاييس لكي نقود العالم ونتحكم بالكون.د. وائل الحساويwae_al_hasawi@hotmail.com
مقالات
د. وائل الحساوي / نسمات / هكذا تكون القمم الناجحة!!
11:35 م