هذا ملخص بحث ألقيته في ندوة بكلية الآداب بجامعة الكويت بعنوان «التعايش وقبول الآخر» حاولت من خلاله ان ابين بان الاختلاف سنة كونية والمطلوب هو كيفية التعايش مع الخلاف لان غالبية مشاكلنا اليوم هي تحويل الخلاف إلى حرب شعواء على الآخرين والنفور منهم واقفال باب الحوار معهم.
والادهى من ذلك هو تحميل الدين الاسلامي وزر تلك الحروب واعتبارها واجبا دينيا وقربة إلى الله.
الاسلام يؤكد على قبول الآخر والتعامل الانساني معه والتعاون في مجالات الخير، ومن الادلة على ذلك:
-1 جعل الله تعالى معيار التفاضل بين الناس في التقوى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس ان الله تعالى قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية وتعظمها بابائها فالناس رجلان رجل بر تقي كريم على الله تعالى ورجل فاجر شقي هين على الله تعالى إن الله عز وجل يقول «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير»).
-2 قوله تعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم إن الله يحب المقسطين».
قال الطبري في تفسيره: وأول الاقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عني بذلك: من جميع أصناف الملل والأديان ان تبروهم وتصلوهم، وتقسطوا اليهم.
-3 ولا شك ان اباحة طعام أهل الكتاب ونكاح نسائهم هو من أهم الوسائل لتقريب قلوبهم وازالة الفجوة بيننا وبينهم، وذلك في قوله تعالى «اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا أتيتموهن أجورهن».
-4 علاقة المسلمين مع يهود المدينة كانت مستمرة «زيارات متبادلة وحوارات، هدايا متبادلة، دعوات طعام (وقد سممت احداهن الرسول صلى الله عليه وسلم بطعام ارسلته اليه) وقد مات الرسول ودرعه مرهونة عند يهودي».
وثيقة المدينة المنورة
وثيقة المدينة المنورة هي الوثيقة التي كتبها رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قدم المدينة المنورة وأرسى فيها دعائم الدولة الاسلامية والتي تنظم العلاقة بين ابناء المجتمع المدني حتى اليهود الذين سكنوا المدينة، وفيها اروع الامثلة لاحترام الآخرين والتعايش معهم نذكر بعض بنودها:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم:
-1 إنهم أمة واحدة من دون الناس.
-2 المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولى، كل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين... ثم عدد جميع بطون سكان المدينة.
-3 وانه من تبعنا من يهود فان له النصر والاسوة غير مظلومين ولا متناصرين عليهم. وان اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وان يهود بني عوف أمة مع المؤمنين.
-4 لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وانفسهم الا من ظلم وأثم فانه لا يوتغ الا نفسه وأهل بيته.
-5 وان على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم. وان بينهم النصر على من حارب اهل هذه الصحيفة، وان بينهم النصح والنصيحة والبر دون الاثم، ان اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
فاذا كان هذا التنظيم العجيب للعلاقة بين المسلمين انفسهم، وبينهم وبين اشد الناس عداوة لهم وهم اليهود فكيف نرى اليوم هذا التنافر بين المسلمين لاتفه الاسباب وطغيان العصبية والقبلية والطائفية بينهم ورفض فتح صفحة الحوار بينهم حتى وان كانت مساحات الالتقاء كثيرة.
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
والادهى من ذلك هو تحميل الدين الاسلامي وزر تلك الحروب واعتبارها واجبا دينيا وقربة إلى الله.
الاسلام يؤكد على قبول الآخر والتعامل الانساني معه والتعاون في مجالات الخير، ومن الادلة على ذلك:
-1 جعل الله تعالى معيار التفاضل بين الناس في التقوى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس ان الله تعالى قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية وتعظمها بابائها فالناس رجلان رجل بر تقي كريم على الله تعالى ورجل فاجر شقي هين على الله تعالى إن الله عز وجل يقول «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير»).
-2 قوله تعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم إن الله يحب المقسطين».
قال الطبري في تفسيره: وأول الاقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عني بذلك: من جميع أصناف الملل والأديان ان تبروهم وتصلوهم، وتقسطوا اليهم.
-3 ولا شك ان اباحة طعام أهل الكتاب ونكاح نسائهم هو من أهم الوسائل لتقريب قلوبهم وازالة الفجوة بيننا وبينهم، وذلك في قوله تعالى «اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا أتيتموهن أجورهن».
-4 علاقة المسلمين مع يهود المدينة كانت مستمرة «زيارات متبادلة وحوارات، هدايا متبادلة، دعوات طعام (وقد سممت احداهن الرسول صلى الله عليه وسلم بطعام ارسلته اليه) وقد مات الرسول ودرعه مرهونة عند يهودي».
وثيقة المدينة المنورة
وثيقة المدينة المنورة هي الوثيقة التي كتبها رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قدم المدينة المنورة وأرسى فيها دعائم الدولة الاسلامية والتي تنظم العلاقة بين ابناء المجتمع المدني حتى اليهود الذين سكنوا المدينة، وفيها اروع الامثلة لاحترام الآخرين والتعايش معهم نذكر بعض بنودها:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم:
-1 إنهم أمة واحدة من دون الناس.
-2 المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولى، كل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين... ثم عدد جميع بطون سكان المدينة.
-3 وانه من تبعنا من يهود فان له النصر والاسوة غير مظلومين ولا متناصرين عليهم. وان اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وان يهود بني عوف أمة مع المؤمنين.
-4 لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وانفسهم الا من ظلم وأثم فانه لا يوتغ الا نفسه وأهل بيته.
-5 وان على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم. وان بينهم النصر على من حارب اهل هذه الصحيفة، وان بينهم النصح والنصيحة والبر دون الاثم، ان اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
فاذا كان هذا التنظيم العجيب للعلاقة بين المسلمين انفسهم، وبينهم وبين اشد الناس عداوة لهم وهم اليهود فكيف نرى اليوم هذا التنافر بين المسلمين لاتفه الاسباب وطغيان العصبية والقبلية والطائفية بينهم ورفض فتح صفحة الحوار بينهم حتى وان كانت مساحات الالتقاء كثيرة.
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com