أتعجب من كاتب مخضرم قضى عقودا طويلة في الكتابة الاسلامية وتحدث كثيرا عن الدعوات الاسلامية واهدافها وطموحاتها وهو الكاتب فهمي هويدي أتعجب كيف يكتب بسطحية مبالغ بها في تشخيص واقع الحركة الاسلامية في تونس ومصر وذلك في مقاله بجريدة الوطن بتاريخ 2012/4/12 بعنوان «الديموقراطية قبل الشريعة والاستقلال قبل الاثنين».
لقد اقتبس الكاتب ذلك العنوان من الشيخ يوسف القرضاوي «الديموقراطية - مقدمة على الشريعة» وهو عنوان مليء بالمغالطات ويصور الشريعة الاسلامية بانها مضادة لما تدعو إليه الديموقراطية من مبادئ سامية وحلول لمشاكل مجتمعها، ولو سألت من يفقهون اهداف الشريعة ومراميها لأخبروك بان الشريعة تشتمل على افضل ما في النظام الديموقراطي بينما تتجنب سلبياته الكثيرة، اما قول الكاتب ان استقلال الوطن مقدم على الاثنين فهي مغالطة أشد بشاعة بل ان الشريعة الاسلامية هي اكبر محرك ودافع لمحاربة الظلم واستقلال الوطن.
لم يكتف الكاتب فهمي هويدي بما ذكره، لكنه اضاف اليه معلومات مغلوطة عن السلفية لا يمكن ان تقع من مفكر عادي ناهيك عن كاتب ذي توجه اسلامي، فقد نقل عن وزير الداخلية التونسي علي العريض ان دعاة العنف بين السلفيين في تونس هم الخطر الأبرز الذي يواجه تونس وان المواجهة معهم آتية لا ريب.
وليت وزير الداخلية الذي قام بقمع المتظاهرين بقسوة الاسبوع الماضي قد حدد لنا من هم السلفيون الذين اعتبرهم الخطر الأبرز، فهو لم يذكر غير ثلاثة شبان صغار السن أنزلوا العلم ثم اشتبكوا مع الجيش.
إن إطلاق تسمية السلفية على هؤلاء المنحرفين هو تجن واضح على منهج متكامل يرفض العنف ويضعه في موضعه الصحيح، وللاسف ان الكاتب هويدي قد اعتبر بروز السلفيين في مصر وتونس كان بسبب غض الأمن النظر عنهم، ثم برزوا بعد الثورة وتحولوا إلى قوة شعبية معتبرة، وهذا كلام يدل على جهل مركب، ثم استشهد بكلام فلسفي للشيخ راشد الغنوشي بان اعينهم كانت تتجه نحو الوفاق الوطني، وتحريك عجلة الاقتصاد وتوفير فرص العمل، ولم تكن هنالك امكانية لان ترحّل تلك المشكلات لصالح استمرار العراك حول صياغة دور الاسلام في المجتمع التونسي، فاذا لم تحسم مسألة الهوية في ظل وجود حكومة تحمل شعار الاسلام وتتبناه، فمتى تحسم؟ وهل سألتم الشعب التونسي ان كان يريد تطبيق الشريعة الاسلامية قبل ان تجيبوا نيابة عنه؟! وهل هنالك ما يمنع من حل مشاكل تونس مع تطبيق الشريعة ثم يتمادى الكاتب في ذم السلفيين ويلصق بهم العنف الذي جرى في الجزائر وليبيا وتونس، ويستشهد بالنائب الذي رفع الأذان في البرلمان المصري وصاحبه الذي رفض الوقوف لتحية العلم، ثم اتهم السلفيين بانهم يرون انفسهم الممثل الشرعي الوحيد للملة الاسلامية على الارض وانهم قد تمترسوا حول شعار تطبيق الشريعة وانهم غير مستعدين للحوار حول كيفية تطبيقه على ارض الواقع، وهكذا يردد الكاتب فهمي هويدي جميع الطعون والشبهات التي يرددها اعداء الحركة الاسلامية ضدهم دون فهم او تدبّر وأطلق التعميمات الجوفاء المصادمة للواقع، استدلالًا ببعض شيوخه الذين رفعهم إلى مرحلة التقديس.
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
لقد اقتبس الكاتب ذلك العنوان من الشيخ يوسف القرضاوي «الديموقراطية - مقدمة على الشريعة» وهو عنوان مليء بالمغالطات ويصور الشريعة الاسلامية بانها مضادة لما تدعو إليه الديموقراطية من مبادئ سامية وحلول لمشاكل مجتمعها، ولو سألت من يفقهون اهداف الشريعة ومراميها لأخبروك بان الشريعة تشتمل على افضل ما في النظام الديموقراطي بينما تتجنب سلبياته الكثيرة، اما قول الكاتب ان استقلال الوطن مقدم على الاثنين فهي مغالطة أشد بشاعة بل ان الشريعة الاسلامية هي اكبر محرك ودافع لمحاربة الظلم واستقلال الوطن.
لم يكتف الكاتب فهمي هويدي بما ذكره، لكنه اضاف اليه معلومات مغلوطة عن السلفية لا يمكن ان تقع من مفكر عادي ناهيك عن كاتب ذي توجه اسلامي، فقد نقل عن وزير الداخلية التونسي علي العريض ان دعاة العنف بين السلفيين في تونس هم الخطر الأبرز الذي يواجه تونس وان المواجهة معهم آتية لا ريب.
وليت وزير الداخلية الذي قام بقمع المتظاهرين بقسوة الاسبوع الماضي قد حدد لنا من هم السلفيون الذين اعتبرهم الخطر الأبرز، فهو لم يذكر غير ثلاثة شبان صغار السن أنزلوا العلم ثم اشتبكوا مع الجيش.
إن إطلاق تسمية السلفية على هؤلاء المنحرفين هو تجن واضح على منهج متكامل يرفض العنف ويضعه في موضعه الصحيح، وللاسف ان الكاتب هويدي قد اعتبر بروز السلفيين في مصر وتونس كان بسبب غض الأمن النظر عنهم، ثم برزوا بعد الثورة وتحولوا إلى قوة شعبية معتبرة، وهذا كلام يدل على جهل مركب، ثم استشهد بكلام فلسفي للشيخ راشد الغنوشي بان اعينهم كانت تتجه نحو الوفاق الوطني، وتحريك عجلة الاقتصاد وتوفير فرص العمل، ولم تكن هنالك امكانية لان ترحّل تلك المشكلات لصالح استمرار العراك حول صياغة دور الاسلام في المجتمع التونسي، فاذا لم تحسم مسألة الهوية في ظل وجود حكومة تحمل شعار الاسلام وتتبناه، فمتى تحسم؟ وهل سألتم الشعب التونسي ان كان يريد تطبيق الشريعة الاسلامية قبل ان تجيبوا نيابة عنه؟! وهل هنالك ما يمنع من حل مشاكل تونس مع تطبيق الشريعة ثم يتمادى الكاتب في ذم السلفيين ويلصق بهم العنف الذي جرى في الجزائر وليبيا وتونس، ويستشهد بالنائب الذي رفع الأذان في البرلمان المصري وصاحبه الذي رفض الوقوف لتحية العلم، ثم اتهم السلفيين بانهم يرون انفسهم الممثل الشرعي الوحيد للملة الاسلامية على الارض وانهم قد تمترسوا حول شعار تطبيق الشريعة وانهم غير مستعدين للحوار حول كيفية تطبيقه على ارض الواقع، وهكذا يردد الكاتب فهمي هويدي جميع الطعون والشبهات التي يرددها اعداء الحركة الاسلامية ضدهم دون فهم او تدبّر وأطلق التعميمات الجوفاء المصادمة للواقع، استدلالًا ببعض شيوخه الذين رفعهم إلى مرحلة التقديس.
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com