| منى فهد العبدالرزاق الوهيب |
نشاهد نسمع نتابع نقرأ نطّلع نبحث، لماذا؟ أكلُ هذا لنثقف أنفسنا؟! أم لنكون قاعدة بيانات داخل أذهاننا؟! أم لنصبح بنوكاً متنقلة من المعلومات؟! أم لنمتلك وفرة معلوماتية لعلم من العلوم الذي نحتاجها؟! أم ماذا؟
هل سبق أن وجهت لنفسك هذا السؤال، لماذا نحن نشاهد ونسمع الأخبار، والبرامج الثقافية والسياسية والحوارية والتربوية والاجتماعية وغيرها؟! ونتابعها بشغف، وإن أردنا الاستزادة بموضوع ما اطّلعنا وقرأنا وبحثنا، لماذا نقرأ؟! لماذا نبحث؟! لماذا نطلع؟! لماذا نتابع؟! قد تختلف الإجابة باختلاف الأفهام والإدراكات، وقد تختلف باختلاف أنماط الشخصية، وقد تختلف باختلاف الاهتمامات الفردية، وقد تختلف باختلاف درجة الوعي المجتمعية، وقد تختلف لأسباب غير جوهرية.
هل تثقف نفسك لتصبح فيلسوفاً؟! أم عالماً؟! أم مفكراً؟! أم مصلحاً؟! هل تثقف نفسك لتتسع إليك منطقة المجهول بالشيء؟! أم لتحافظ على قيمتك الثقافية وكرامتها؟! أم لتعيد تكوين قيمتك الثقافية على نحو مستمر؟! أم لتُحدث تنظيماً جديداً في حياتك لاكتساب المعرفة والتعامل معها؟! أم لتقي نفسك من الغرق في الأوهام والمقولات الخاطئة التي تنتشر بوصفها مفرزات جانبية للتقدم والتطور الثقافي والعلمي؟! أم لتطور المجال الإدراكي لديك؟! أم لتواكب المتطلبات المتجددة لحياتنا المعاصرة؟! أم لترسم لك منهجا يساعدك في تسيير دفة الحياة كما ترمي لها؟!
هل لتنهض بأمة الإسلام نحو الموقع الذي يليق بها بين الأمم؟! أم لتصنع نماذج إرشادية وعلاقات وتوجهات ومبادئ وحقائق أساسية؟! أم لتنتج مقومات أساسية للهيكل الثقافي الذي تحتاجه في تحديد مشكلاتك؟! أم لتوجد معياراً دقيقاً لتحديد حاجاتك المعرفية؟! أم لتكتشف أسلوبا جديدا أكثر ملاءمة للارتقاء والتقدم بنفسك إلى الأمام؟! أم لترتقي بمهاراتك لتصبح أكثر إنتاجاً؟! أم لتغير نفسك التغيير الجذري الذي يؤهلك لتغيير وتطوير غيرك؟! أم لتنمي ذاتك وتستثمر إمكاناتك لتصبح موسوعة ثقافية؟! أم لتكون ثروة قيّمة ومرجعية لغيرك؟! أم لتقاوم تعمق المخاوف من التغيير الناتج عن التعب والإعياء وحالة الضعف المتولد عن التقدم في السن؟!
هل لتتخلص من العجز عن استيعاب المتغيرات الجديدة أي ما يسمى بالقصور الذاتي؟! أم لتقاوم بعض تقاليد المجتمع التي تقف حارسا لمنع التجديد والتطوير والارتقاء؟! أم لتنتقل من مستوى الجدل الفلسفي إلى مستوى العمل والمجاهدة؟! أم لتجاهد نفسك وتردعها من أجل إيقاف تجليات الطباع في السلوك؟! أم لتحشد قواك المعنوية لقطع الطريق نحو ما تريد؟! أم لتصارع نفسك للتخلص من رهبة الخطوة الأولى نحو الهدف؟! أم لتقطع كل السبل التي كانت توصلك إلى عمل الأشياء السيئة من فراغ، واهتمامات تافهة، وقراءات رديئة؟! أم للبحث عن جديد ليحل محل القديم؟! أم لتوجد ركائز قوية في الإصرار على تكرار المحاولة؟! أم لضمان الثبات على الجديد والاستمرار بالتجديد؟! أم لتتحدى الأخطار والمعوقات في البحث عن بواعث تعينك لطلب المعالي؟! أم لتتخطى الأزمات والعقبات التي تواجهك في شتى ميادين الحياة؟! أم لتقضي على المأزق الحقيقي الذي يفقدك التوازن العقلي والنفسي؟! أم لكل ما سبق؟! سأترك لك الإجابة عزيزي القارئ بعد ما تشاهد وتسمع وتتابع وتقرأ وتطّلع وتبحث، ستجيب وإن لم تجد فالإجابة بين سطوري


m.alwohaib@gmail.com
twitter: @mona_alwohaib