لاهاي، باريس، عمان، الجزائر، سيدني، طهران، صنعاء، غزة، جاكرتا - ا ف ب، رويترز، يو بي اي، د ب ا - هددت شركات هولندية، بملاحقة النائب الهولندي غيرت فيلدرز، اذا ادى الفيلم المعادي للاسلام الذي بثه على الانترنت، الى مقاطعة تجارية، بينما دان وزراء خارجية اوروبيون ودول اسلامية نشر الفيلم.وقال رئيس المنظمة الهولندية لارباب العمل برنارد فينتيس، «لا اعرف اذا كان فيلدرز غنيا او يملك تأمينا جيدا لكن اذا تعرضنا لمقاطعة فسنرى اذا كنا نستطيع تحميله مسؤولية ذلك». واضاف ان «المقاطعة يمكن ان تضر بالصادرات الهولندية وشركات مثل شل وفيليبس واونيليفر، معروفة بانها هولندية».وكان رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد، دعا الى مقاطعة البضائع الهولندية، بعد نداء مماثل نشر في وسائل الاعلام الاردنية.وقال مهاتير محمد لصحافيين، «اذا قاطعنا البضائع الهولندية فستضطر هولندا لاغلاق شركات»، مؤكدا انه «اذا اتحد 1.3 مليار مسلم في العالم وقالوا لن نشتري (بضائع هولندية) فان ذلك سيكون فعالا».ودانت دول من بينها ماليزيا وسنغافورة فيلم «فتنة» الذي تبلغ مدته 17 دقيقة والذي عرض على الانترنت الخميس، ويربط بين الهجمات التي شنها متطرفون اسلاميون وآيات من القرآن الكريم.ومع ان هولندا لم تشهد أي اعمال شغب واسعة بعد عرض الفيلم، احرقت حافلتان في اوتريشت ليل السبت - الاحد، وكتب شعار يدعو الى موت فيلدرز.وسحب الموقع البريطاني «لايفليك.كوم» الذي استضاف العمل، الفيلم مساء الجمعة، مشيرا الى تهديدات للعاملين فيه. الا ان الفيلم ما زال موجودا على موقع «يوتيوب» ومواقع اخرى.وحذر رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكينيندي، الجمعة، من ان آثار عرض الفيلم قد لا تظهر «قبل اشهر».ورأى الداعية الاسلامي الشيخ يوسف القرضاوي، الذي يرأس ايضا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ان مبادرة السياسي الهولندي تعني «فتح النار على القرآن الكريم». ووصف ما قاله بانه «كذب وافتراء وكلام مختلق لا يقوله الا جاهل او مكابر او معاند».وأكد فيلدرز زعيم حزب الحرية الذي يشغل تسعة مقاعد في البرلمان الهولندي انه لا يتحمل مسؤولية عواقب عرض الفيلم.وتظاهر مئات من طلاب مدرسة قرآنية في اندونيسيا، امس، للتنديد ببث الفيلم .وفي تقريرها، نقلت قناة «اس سي تي في» صورا لمتظاهرين تجمعوا في مدينة ماجيلانغ - وسط جزيرة جاوا للمطالبة باغلاق مواقع الكترونية تبث لقطات من الفيلم.ودان وزير الخارجية الاسترالي ستيفن سميث، بث الفيلم المناهض للاسلام، معتبرا انه «مسيء جدا».وفيلم «فتنة» يربط بين الاسلام واعمال عنف وترهيب، حسب سميث الذي قال «انها محاولة واضحة لايجاد خلاف بين المجموعات الدينية».وفي عمان، قال النائب علي الضلاعين، ان «53 نائبا اردنيا وقعوا اليوم (الاحد) مذكرة رفعت الى رئيس الوزراء نادر الذهبي، طالبنا فيها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع هولندا وطرد سفيرها من عمان احتجاجا على قيام النائب الملعون غيرت فيلدرز بنشر فيلم فتنة» على «الانترنت».ودان مجلس النواب اليمني خلال جلسة له السبت، الفيلم. واعتبر أنه «يعد عملا تحريضيا متعمدا للتمييز ضد المسلمين واستفزازا غير مجديا لهم وداعيا إلى العنف والكراهية على أساس الدين وإثارة الاضطرابات الاجتماعية».ووصف وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري بوعبد الله غلام الله، الإساءات المستمرة للرسول في الغرب، بالفاشية والتعصب. وقال في تصريح تلفزيوني، ان الهجمات التي تشنها وسائل إعلام غربية على الإسلام والنبي «ما هي إلا شعارات تعصبية ونوع من الفاشية التي تظهر من حين لآخر».في المقابل، اعاد الصحافي الجزائري محمد سيفاوي المقيم بفرنسا، عرض فيلم «فتنة». ونقلت صحيفة «الخبر»، امس، عن سيفاوي، ان «الفيلم مطابق للصورة التي يقدمها المتطرفون الإسلاميون عن الإسلام»، مضيفا ان الفيلم «لا يحمل أي رسالة عنصرية ضد الإسلام.» وأكد ان الفيلم يعرض صورة «هؤلاء القتلة البرابرة (المتطرفون الإسلاميون) الذين لا يستطيعون العيش في عالم متحضر».وواصل سيفاوي دفاعه عن «فتنة». وقال: «ما صدمني فعلا ليس فيلم فيلدرز وانما صور الحقد والرعب التي تصدر عن هؤلاء السلفيين (...) وغيرهما ما يجعلني أثور».وكان محمد سيفاوي يعمل صحافيا في الجزائر واشتهر بإعداد تقارير حول الحركات الجهادية قبل أن ينتقل إلى باريس خلال التسعينات بحجة تلقيه تهديدات بالقتل حيث يعيش تحت حراسة مشددة.واستدعت السلطات الايرانية، السفير الهولندي وديبلوماسيا من سلوفينيا التي ترأس حاليا الاتحاد الاوروبي، للاحتجاج على بث «فتنة».واوضح التلفزيون ان السفير رادينك فان فولنهوفن والديبلوماسي السلوفيني الذي لم يذكر اسمه، استدعيا معا الى وزارة الخارجية. وتابع ان السفير أكد لدى خروجه انه قدم «اعتذارات» على بث الفيلم، مشيرا الى ان هذا الامر كان موضع شجب من حكومته.كما دان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، بث الفيلم «المسيء للإسلام والقرآن الكريم». وقال في بيان صحافي إن رئيس الوزراء الهولندي دان في رسالة خطية لدار الإفتاء الفلسطينية، الفيلم، وأكد أنه لا يمثل الحكومة، بل رأي صاحبه فقط.