| القاهرة - من أغاريد مصطفى |
/>صدر عن مكتبة الدار العربية للكتاب في القاهرة، رواية «أحلام ممنوعة» للكاتبة نور عبد الحميد، وتقع في 340 صفحة من القطع المتوسط، والتي تتناول فيها عالم المهمشين، وتسقط في دائرة وجودهم، ووجوديتهم، وترصد فقرهم وتطلعاتهم وتتوحد معها، وفي أحيان كثيرة، تخلق مساحة - وجودية - كافية لتأمل هذا العالم، ورصد تفاصيله واحباطاته، وتلتقط اللحظات الانسانية والنفسية لسكان العشوائيات والفقراء، ومتعهم البسيطة، ورضائهم بهذا القليل، وحلمهم الدائم بالخروج الى الهواء الطلق.
/>ترصد الكاتبة أبطالها منذ لحظة ميلادهم، وتتابع رحلتهم في الحياة، وتحاول السيطرة على مصائرهم لكنهم يتمردون عليها.
/>فالعالم الانساني في «أحلام ممنوعة» يقف فيه الفقر في مواجهة الطموح، والعجز الجنسي في مواجهة التحقق الانساني، والعطف والحنان في مواجهة ظرف اجتماعي مسدود لا يسمح بالمرور الى أعلى، ويظل هذا العالم يغلي بكائناته حتى ينفجر في وجه الجميع، لا يفرق بين الغني والفقير، أو العاجز والمتحقق، فالعدالة فيه غائبة، ولا يكون الحل الَّا بالثورة التي تأتي في النهاية ليعثر الجميع على طريقة جديدة لحياته.
/>والرواية بشخصياتها الكثيرة، ومداها الزمني الواسع تكتسب صبغة ملحمية، حيث ينصهر الجميع في بوتقة الواقع ومصارعة الأقدار لتحقيق حلم السعادة، وفي وسط هذا الغنى تبرز شخصيات سردية ذات غنى خاص مثل «وداد» و«نجية» و«جابر» و«مراد» وآخرين يشكلون رقعة شاسعة تتحرك على أرضيتها الرواية لنشهد أحد ملامح المجتمع المصري قبل ثورة يناير المجيدة التي تأتي في ختام الرواية كجملة موسيقية تفك جميع الألغاز.
/>فـ«وداد» مثلا، التلميذة النجيبة المكافحة المتفوقة، يقف الفقر دائما حائلا دون بلوغها ما تتمنى، وهي على صغر سنها، تفهم مشكلتها جيدا وتحدد هدفها من الحياة، وتعرف مشكلتها ومشكلة مجتمعها كله وتلخصه في فقرة دالة: «ستحصل على أعلى الشهادات... وستبقى تقرأ الروايات وكتب الدين والفلسفة وكل ما تفهمه وتستطيع قراءته... ويوما ما ستنتشلهم جميعا من فقرهم... من جهلهم، ومن ألمهم... وتثبت لهم أنهم لو يوما تعلموا... لو يوما قرأوا، ما مرض جابر، ولا شقيت نجية، ولا ضاع محمود».
/>وتصر الكاتبة على طريقتها في خلق الثنائيات المتضادة وصنع المفارقات الاجتماعية والنفسية، لابراز مدى قسوة وبشاعة الواقع الذي تحيا فيه الشخصيات، ومشهد «لوزة» احدى ضحايا الثورة وهي ترقب شذوذ الأثرياء، غارقا في الدراما، وفاضحا لكل هذه التناقضات.
/>يذكر أن الكاتبة صدر لها من قبل ديوان شعري بعنوان : «وعادت سندريلا حافية القدمين»، وروايات «الحرمان الكبير»، و«نساء ولكن» و«رغم الفراق» و«أريد رجلا».
/>
/>صدر عن مكتبة الدار العربية للكتاب في القاهرة، رواية «أحلام ممنوعة» للكاتبة نور عبد الحميد، وتقع في 340 صفحة من القطع المتوسط، والتي تتناول فيها عالم المهمشين، وتسقط في دائرة وجودهم، ووجوديتهم، وترصد فقرهم وتطلعاتهم وتتوحد معها، وفي أحيان كثيرة، تخلق مساحة - وجودية - كافية لتأمل هذا العالم، ورصد تفاصيله واحباطاته، وتلتقط اللحظات الانسانية والنفسية لسكان العشوائيات والفقراء، ومتعهم البسيطة، ورضائهم بهذا القليل، وحلمهم الدائم بالخروج الى الهواء الطلق.
/>ترصد الكاتبة أبطالها منذ لحظة ميلادهم، وتتابع رحلتهم في الحياة، وتحاول السيطرة على مصائرهم لكنهم يتمردون عليها.
/>فالعالم الانساني في «أحلام ممنوعة» يقف فيه الفقر في مواجهة الطموح، والعجز الجنسي في مواجهة التحقق الانساني، والعطف والحنان في مواجهة ظرف اجتماعي مسدود لا يسمح بالمرور الى أعلى، ويظل هذا العالم يغلي بكائناته حتى ينفجر في وجه الجميع، لا يفرق بين الغني والفقير، أو العاجز والمتحقق، فالعدالة فيه غائبة، ولا يكون الحل الَّا بالثورة التي تأتي في النهاية ليعثر الجميع على طريقة جديدة لحياته.
/>والرواية بشخصياتها الكثيرة، ومداها الزمني الواسع تكتسب صبغة ملحمية، حيث ينصهر الجميع في بوتقة الواقع ومصارعة الأقدار لتحقيق حلم السعادة، وفي وسط هذا الغنى تبرز شخصيات سردية ذات غنى خاص مثل «وداد» و«نجية» و«جابر» و«مراد» وآخرين يشكلون رقعة شاسعة تتحرك على أرضيتها الرواية لنشهد أحد ملامح المجتمع المصري قبل ثورة يناير المجيدة التي تأتي في ختام الرواية كجملة موسيقية تفك جميع الألغاز.
/>فـ«وداد» مثلا، التلميذة النجيبة المكافحة المتفوقة، يقف الفقر دائما حائلا دون بلوغها ما تتمنى، وهي على صغر سنها، تفهم مشكلتها جيدا وتحدد هدفها من الحياة، وتعرف مشكلتها ومشكلة مجتمعها كله وتلخصه في فقرة دالة: «ستحصل على أعلى الشهادات... وستبقى تقرأ الروايات وكتب الدين والفلسفة وكل ما تفهمه وتستطيع قراءته... ويوما ما ستنتشلهم جميعا من فقرهم... من جهلهم، ومن ألمهم... وتثبت لهم أنهم لو يوما تعلموا... لو يوما قرأوا، ما مرض جابر، ولا شقيت نجية، ولا ضاع محمود».
/>وتصر الكاتبة على طريقتها في خلق الثنائيات المتضادة وصنع المفارقات الاجتماعية والنفسية، لابراز مدى قسوة وبشاعة الواقع الذي تحيا فيه الشخصيات، ومشهد «لوزة» احدى ضحايا الثورة وهي ترقب شذوذ الأثرياء، غارقا في الدراما، وفاضحا لكل هذه التناقضات.
/>يذكر أن الكاتبة صدر لها من قبل ديوان شعري بعنوان : «وعادت سندريلا حافية القدمين»، وروايات «الحرمان الكبير»، و«نساء ولكن» و«رغم الفراق» و«أريد رجلا».
/>