| عبدالعزيز صباح الفضلي |
برغم كل ما قيل عن التشكيل الحكومي الجديد من حيث سرعة تشكيله وضعف وزرائه وقلة الخبرة والمؤهلات لدى بعضهم، والعنصرية والفئوية المشهورة عند أحدهم إلا أن ذلك لا يمنعنا من الاستبشار خيرا في بعض أعضائها، خصوصا بعد القرارات السريعة والمهمة التي اتخذوها.
فالأخ الفاضل وزير الإسكان شعيب المويزري من الشخصيات التي يشهد لها بالنزاهة والحرص على العمل الجاد والإنجاز والوقوف في وجه الفساد ومناصرة المظلوم، وقد أعجبتني التصريحات التي أطلقها وبين من خلالها عدم تمسكه في كرسي الوزارة إن رأى أن ثمة ضغوطا ستمارس عليه وستمنعه من المضي في طريق الإصلاح أو تحقيق الأهداف التي دخل الوزارة من أجلها.
ومن الخطوات الدالة على حرصه على الإنجاز ومحاولة تخفيف المعاناة عن المواطنين، تخصيصه لأيام يتواجد من خلالها في الوزارة لاستقبال تظلمات المواطنين والعمل على معالجتها، وحدثني بعض من قابلوا الوزير، فوجدتهم يشكرون خطوته ويثنون على حسن تعامله.
ومن الوزراء الذين تلمسنا الخير في قدومهم، الأخ الفاضل وزير الأوقاف والذي كان من أول قرارته، إعادة الزملاء الموقوفين عن الخطابة، خصوصا من تم إيقافهم بسبب نصرتهم للأشقاء في سورية. كما نقدم له كل الشكر والتقدير على تصريحه الذي أغاظ به أعداء الإنسانية حين قال: بأن الكويت لن تبقى صامتة على مجازر الديكتاتورية في سورية.
وبهذه المناسبة نأمل من معالي الوزير أن تكون هناك إعادة لتقييم ما يسمى بميثاق المسجد، وألا يتم إيقاف الخطباء إلا بعد مقابلتهم ومناقشتهم حول ما يطرحونه في خطبهم.
ومن الوزراء الذين لا أبالغ إن قلت انه أدخل السرور على معظم الأسر في الكويت ورسم البسمة على وجوه الطلاب، هو وزير التربية، من خلال قراره الذي ألغى توزيع الدرجات الجديدة ودعا للعودة إلى التوزيع القديم، ومما يدفعنا للاستبشار خيرا بقدومه هو ثناء رئيس لجنة شؤون التعليم والثقافة النائب الحربش على حسن تعاون الوزير وتفهمه لمعاناة أبنائه الطلبة. إلا أننا في المقابل ومن باب الخبرة الميدانية في المجال التربوي والتعليمي، أقول ان الرجوع إلى القرار القديم ليس هو الحل الأمثل لمشكلة الطلاب. فالنظام القديم يعطي المدرس وإدارات المدارس فرصة لرفع درجات الطلاب من خلال درجات الشفهي أو ما تعارف على تسميته بدرجات الأعمال، وهذه الدرجات من السهولة التلاعب فيها، وقد يختلف التقييم بين إدارة مدرسية وأخرى، فقد تشدد إحداها بينما تتساهل الأخرى. لذلك ومن خلال حواري مع بعض أهل الميدان نتمنى أن تكون هناك مواءمة ما بين النظامين في توزيع الدرجات. وإذا أردنا الإنصاف في توزيع الدرجات، وأن يحصل كل طالب على حقه فأتمنى أن يبقى التصحيح في الكنترول العام وليس في المناطق التعليمية كما يطالب بذلك بعض المسؤولين في الوزارة في حال الرجوع للنظام القديم.
نتمنى من وزير التربية الاستعجال في صرف كادر المعلمين والذي للأسف حاول البعض تعطيله، حتى تعم الفرحة الأسرة التربوية ما بين الطلاب والمعلمين.
رسالتي
كثير منا يحسن النقد والذم لمن أساء، لكنه ينسى أو يتناسى الشكر والمدح لمن أحسن، وهذا من أكبر العيوب التي تجعل الإنسان كالذبابة التي لا تقع إلا على ما لا يستحسن، وقد علمنا النبي عليه الصلاة والسلام خلقا جميلا حين قال: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس).

Twitter : abdulaziz2002