| د. تركي العازمي |
بدأ فجر يوم الاثنين ثلاثي الأبعاد بجدية تقديم النائب د. عبيد الوسمي استجوابا لرئيس مجلس الوزراء وهو حق له لا ينازعه عليه أحد ولكن ما الذي حصل وكيف كانت وتيرة الأحداث في ذلك اليوم الاثنين 20 فبراير 2012!
الكل كان يبحث عن التهدئة وترتيب الأولويات لبداية دور انعقاد متسم بالانجازات كي تضع الغالبية بصمة خاصة بها... هكذا كان حال الأوضاع حتى مساء يوم الأحد حيث كان هناك فريقان بعضهما يتابع ندوة الدكتور عبيد الوسمي والبعض الآخر يتابع أمسية هلا فبراير والبقية تنتظر لعل وعسى أن تسير الأمور إلى ما فيه الخير للبلاد والعباد!
الشعراء ألقوا قصائدهم ود. الوسمي أعلن استجوابه لرئيس مجلس الوزراء... واشتعلت ساحة تويتر والمنتديات والقنوات الاخبارية بتناقل الأخبار عن خبر الاستجواب بين مؤيد وبين معارض وقصائد تلك الليلة دفعت ببعض النواب لتأييد الاستجواب!
إنه يوم ثلاثي الأبعاد، البعض ذهب مع الاستجواب مؤيدا، ومجموعة تبنته لرغبة في أنفس أصحابها، ومجموعة الـ 35 تسأل عن ميثاق التهدئة هم وبقية الجموع من المتابعين... يوم غريب الأطوار تجمعت فيه الأبعاد الثلاثة ليختم اليوم بتأجيل الاستجواب، ومنع النائب البراك النائب الجويهل من حضور اجتماع لجنة الأموال العامة... وبقيت الأحداث ودوافعها في طي الكتمان!
أمر محزن خصوصا وأننا إلى يوم البارحة ننعم في حالة من الهدوء الذي سبق العاصفة، وإنها لعاصفة النفوس إن صح التعبير، فالضغط النفسي حينما يزيد على المعدل يصيب الانسان بحالة من اللااتزان، ولو بحثت في أسبابها فإنك تسقط بالضربة القاضية من «القيادة الخفية»!
و«القيادة الخفية» هي من تحرك مجموعة ضد أخرى، هي من تتبنى صفة العناد، هي من ترغب بالدفع تجاه كل ما من شأنه زيادة مستوى الاحتقان بين السلطتين سواء كانت مدركة أو غير مدركة لمخاطر الوضع الذي نمر فيه!
وعليه، نرجو من النواب الـ 35 حصر أولوياتهم، وتقديم النصيحة للسلطة التنفيذية وأصحاب القرار كي يقفوا على الحياد عند معالجة القضايا العالقة، فالازدواجية بالتعامل حتى على مستوى الأدب عادة ما تكون عواقبها وخيمة، ونحن هنا لا نرغب في مشاهدة حالات فردية مؤزمة بل نريد جهدا جماعيا ينقل البلد إلى حال أفضل مما هو عليه الآن!
ورغم أن النظر عبر ثلاثية الأبعاد يمنحنا الفرصة الكافية لمشاهدة أدق التفاصيل في مشاهد الأحداث المتابعة، نجد أن الوضع السياسي فيه صفة القياس والتمييز والربط غائبة عن الغالبية ما لم يكونوا من هواة متابعة ما يطرح عبر الشبكة العنكبوتية وهم في ازدياد وبالتالي حتى وإن كانت «القيادة الخفية» لا تعلم حقيقة الوضع فساحة الإرادة خير دليل!
اختلف الوضع يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي... اختلف فكل شيء متاح أمام الصغير قبل الكبير وبلمسة واحدة من جهازك المتنقل تستطيع التحاور والاطلاع على ما يحدث بكل يسر!
اختلف كل شيء ونحن ما زلنا نسمع عن كلمة «تأزيم» ونقف عند البقية، فاتقوا الله في البلد وتذكروا قول الله عز وجل « ولا تزر وازرة وزر اخرى» والله المستعان!
 
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi