| عبدالعزيز صباح الفضلي |
اعتدنا في الكويت على إقامة الأفراح خلال شهر فبراير لمناسبتين عزيزتين وهي ذكرى الاستقلال والتحرير، وزاد عليها هذا العام إقامة انتخابات مجلس الأمة، والنتائج المفرحة التي أفرزتها.
فمن أول النتائج سقوط المتهمين بتضخم الحسابات المليونية وهم من تم الاصطلاح على تسميتهم بالقبيضة ومن أشهرهم من امتد تواجده في المجلس قرابة 30 سنة.
ومما يفرح وصول أكثر من عشرين نائبا إسلاميا، منهم خمسة ينتمون لحركة حدس والتي أحسنت اختيار مرشحيها، ناهيك عن مجموعة لا بأس بها من المحافظين، مما سيساعد على تعديل المادة الثانية من الدستور لتكون الشريعة هي المصدر الرئيس للتشريع، وإن لم يتحقق ذلك، فعلى الأقل أسلمة القوانين، والوقوف في وجه أي محاولة للإفساد في المجتمع.
من المفرح الفزعة الوطنية التي عاشها الناخبون، وإفشال محاولة تمزيق المجتمع بين بدو وحضر، وداخل وخارج، ولعل أصدق الأمثلة نجاح عبدالرحمن العنجري بفزعة أهل الصليبيخات وأصواتهم.
من المفرح خلو المجلس من النساء والذي كان تواجد أربع منهن في المجلس السابق غلطة كبيرة، قام الناخبون بتصحيحها في مجلس 2012، ولعل أقوى من ساهم في ذلك الناخبات واللاتي رددن الدين للنائبات السابقات، فلم تنس المرأة وقوف النائبات جميعهن ضد التقاعد المبكر للمرأة، ووقوفهن ضد مكافأة ربة البيت، كما لم تنس المعلمات وقوف معظم النائبات السابقات ضد كادر المعلمين.
من المفرح حصول النواب البراك والحربش والمسلم والصواغ على المراكز الأولى في دوائرهم وهي الرسالة التي كنا نتمنى من الناخبين إرسالها للحكومة كي يستقيم حلها، وبالفعل لم يخب الناخبون الظن فيهم.
يبقى أن هناك بعض المرشحين الذين وصلوا للمجلس وأصبحوا نوابا وكانت حملاتهم الانتخابية تحتوي على نفس عنصري، وفئوي، وإفسادي، مما يعكر المزاج ولكن بإذن الله لن يضر وجودهم في ظل الغالبية المعارضة والمكونة من الإسلاميين والوطنيين، وعند العلماء قاعدة ( إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث ).

مأتم سورية
لم يفسد فرحتنا في الكويت إلا المجازر التي ترتكب في سورية الشقيقة، فدماء وأشلاء الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء، تجعل المسلم، بل كل من في قلبه ذرة إنسانية لا يهنأ بأي فرح، وتجعله يتألم لما يجري في بلد تحيط به الدول العربية والإسلامية من كل جانب ومع ذلك لا تستطيع إيقاف تلك المجازر.

رسالتي
من المروءة عند الناس إلغاء أو تأجيل حفلات الزفاف إذا نزل بقريب أو جار أو صديق مصيبة أو تعرض لمكروه، أليس من المروءة وحق الأخوة العربية والإسلامية أن يتم على الأقل إلغاء حفلات الغناء في هلا فبراير، تضامنا مع إخواننا وأهلنا في سورية؟؟

Twitter : abdulaziz2002