أصبح البعض يعمل في وظيفة جديدة لا يخجل بالافصاح عنها، بل تعدى ذلك أنه يذكر للقاصي والداني أنه جاهز وعلى اتم الاستعداد للكذب متى تطلب الأمر ذلك! نقل وتوصيل الإشاعة أصبح مهنة احترفها البعض، عندهم طرق لتوسيع رقعة الأكذوبة ونشرها بين الخلق بسرعة الضوء، يستخدمون أدواتهم الملوثة، حين يكون الثمن يستحق، يبيعون أنفسهم ويصبحون كقطيع من الخراف، عندما يجدون ضالتهم المنشدوه ويشتمون رائحة الدينار.يتنافسون على الكذب على هذا والتجني على ذاك والبحث عن فضيحة أو خلق قصص وأوهام تكون هي مصدر رزقهم الخبيث الذي يقتاتون منه، خصوصاً في أهم مناسبة، وهي الانتخابات. بدأت الانتخابات وخرجوا من جحورهم ليعرضوا سلعهم المشبوهة لمن يريد أن يشتري، لأن هذا الموسم هو موسمهم، وأهم عندهم من المرشحين أنفسهم، يريدون أن يخرجوا طاقتهم القذرة بالافتراء على الناس. سلاحهم وعدتهم أنهم ماهرون، يروجون للكذبة ويتابعون صداها، فما أن تنتهي حتى يخلقون كذبة أخرى. ادفع أكثر نكذب أكثر، هذا شعارهم الذي ارتضوه منهاجاً لهم ولحياتهم، تجدهم في كل مناسبة، مثل الشياطين يبحثون عن كلمة ليضيفوا عليها العبارات ويختمونها بالقصص المختلقة من بنات أفكارهم. بدأت الانتخابات وبدأ التنافس بينهم، لا يحرمون ما حرم الله ولا يحلون ما حل الله، ولا يضعون في حسبانهم أن للمسلم على المسلم حقاً يجب أن يصونه، ولا يخافون من غضب الله، عندما صنفوا من المنافقين أي إذا حدث كذب، ولا يعلمون أو يتجاهلون أن الكذاب يكتب عند الله كذاب. من أجل ماذا هذا كله؟ من أجل حفنة من النقود يبيع الرجل كرامته ويمتهن نفسه ويصبح سلعة رخيصة تباع وتشترى في سوق الانتخابات.
مساعد ثامر الشمري
أمين سر نقابة الصحافيين الكويتية