| د. تركي العازمي |
لم تكن أسماء نواب مجلس 2012 مفاجئة، فأغلبها كان متوقعا ولكننا لم نتصور خروج النائب الفذ د. حسن جوهر... والمفاجأة كذلك كانت في سقوط المرشحات وعزوف القاعدة الانتخابية عن السيدات والسبب يعود لأداء نائبات مجلس 2009 الضعيف والذي ذكرته للمشاهدين عبر تلفزيون «الراي»، ناهيك عن نجاح الجويهل والفضل لكن 2 مقابل 33 نائبا لا يشكل عائقا اطلاقا!
لقد وجه الشعب رسالة واضحة عبر مخرجات انتخابات مجلس 2012 حيث كانت للإرادة كلمة واضحة، فمعالم الحراك الشبابي كانت سببا في وصول 33 نائبا معارضا، وهذه الرسالة يجب أن تستوعبها الحكومة وتمد يد التعاون لمكافحة أوجه الفساد التي عبثت في البلاد وهو ما طالب به النائب الدكتور عبيد الوسمي!
صعب تجاهل المعطيات في هذه المرحلة الحرجة، فالدائرة الأولى جاءت بـ 3 اسلاميين وكذلك الحال في بقية الدوائر وأصبحت المعارضة هي الغالبية بعدد يتراوح ما بين 33 و34 نائبا من تكتلات عدة: سلفي وحدسي وتنمية واصلاح، ومستقلين وسيكون رأي الغالبية محل احترام لا شك فيه، والتشكيلة هذه تنبئ بدور انعقاد في غاية السخونة وبحاجة إلى حكومة قوية تستطيع أن تنفذ وعودها على ارض الواقع خصوصا في ما يتعلق بالقضايا التي شغلت الساحة اخيرا!
وكنا منذ سنوات نطالب بعدم تصويت الحكومة مناصب المجلس ولجانه فهو شأن خاص بأعضاء مجلس الأمة، والحياد حتى وان كان الواقع يعطيها الحق في التصويت يعزز التعاون بين السلطتين ويترك المجال لأعضاء مجلس الأمة في اختيار من هو مناسب!
وكنا بحكم التخصص طالبنا الحكومة في تبني الفكر الاستراتيجي والخروج بخطة عمل حكومية واضحة الأهداف تحدد زمنيا تاريخ الانجاز لكل هدف من مشاريع الحكومة ضمن الخطة، وبما أن خلل الجهاز التنفيذي سببه ضعف المستوى القيادي من مستوى وكيل وزارة ووكيل مساعد، يجب على الوزير القادم أن يغيّر قياديي وزارته للتواكب مع متطلبات الفترة المقبلة، فنحن من سنوات نتابع التجديد لبعض الوكلاء في وزارات شهدت تدهورا في الخدمات التي تقدمها، ناهيك عن معايير اختيار القياديين في القطاع الحكومي التي تأتي في أغلب الأحيان حسب الثقل الاجتماعي أو النفوذ للمرشحين وأحيانا ترفع أسماء لمجلس الوزراء ويؤتى بقياديين من خارج رحم تلك المؤسسات وهو عامل مؤثر في عزوف ذوي الخبرة عن بذل المزيد من الجهد ويقلل من مستوى التحفيز!
خلاصة القول، إننا أمام مرحلة مصيرية والشعب قد أعطى الرسالة واضحة عبر نواب مجلس 2012 ولم يتبق سوى الحصاد الذي طال انتظاره... والله المستعان!
 
Twitter: @Terki_ALazmi
terki.alazmi@gmail.com