| كتب عبدالعزيز اليحيوح ونواف نايف وغادة عبدالسلام |
تعرضت السفارة السورية في البلاد فجر أمس الى عملية اقتحام قام بها عدد من أبناء الجالية السورية، حيث قاموا بنزع العلم وإتلاف العديد من مرافق المبنى من الداخل. وقد تمكن رجال الأمن من السيطرة على الوضع بعد إغلاق المداخل والمخارج الخاصة للسفارة والاستعانة بالقوات الخاصة، كما تم ضبط أكثر من 30 شخصاً.
وقالت مصادر أمنية لـ «الراي»: «ان ما يقارب من 200 شخص من الجنسية السورية توجهوا فجر امس بعد أداء صلاة الفجر الى مقرّ سفارة بلادهم بمنطقة مشرف تعبيراً عن غضبهم جراء المجزرة التي حصلت في حمص، وانه فور مشاهدة حرس السفارة الأعداد المتقدمة قاموا بإطلاق النار بالهواء لتخويف المقتحمين إلا ان الأعداد تزايدت واستطاعوا اقتحام السفارة وتكسير العديد من محتوياتها، كما قاموا بإلقاء صور الرئيس السابق حافظ الأسد على الأرض، وذلك احتجاجاً على المجازر التي تحصل في سورية»، لافتة الى انه «تم استدعاء الدوريات والقوات الخاصة، وتم عمل طوق امني على المنطقة وأخذ هويات المتواجدين، كما تم اعتقال أكثر من 30 وافداً سورياً».
وأضافت المصادر: «ان تعليمات صدرت من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ احمد الحمود بتطبيق القانون وعدم السماح بالفوضى، وانه سوف يتم ضبط كل من خالف القانون».
وكان الوزير الحمود قد تواجد عند السفارة واعطى توجيهاته بتطبيق القانون، كما تعامل رجال القوات الخاصة مع المتجمهرين وقاموا بإبعادهم، فيما تم ضبط وافد سوري في مستشفى مبارك، وذلك بعد ان أصيب بطلق ناري في رجله تم على أثره نقله الى المستشفى حيث جرى ضبطه».
وكانت وزارة الداخلية أعلنت في بيان لها أمس عن «اعتقال السلطات الكويتية عددا كبيرا من الأشخاص، عندما هاجم مئات السوريين والناشطين الكويتيين مقرّ السفارة السورية في الكويت فجر أمس».
وقالت: «ان مجموعة من المقيمين السوريين اقتحمت (فجر السبت) السفارة السورية لدى الكويت، وأنزلت العلم واتلفت العديد من مرافق المبنى»، واضافت: «ان الأجهزة الامنية التابعة للوزارة والمعنية بحراسة السفارات قامت بإطلاق الأعيرة النارية للتحذير إلا انهم استمروا في محاولتهم اقتحام مبنى السفارة، وقاموا بإنزال العلم وعبثوا وأتلفوا العديد من مرافق المبنى، ما أدى إلى إصابة عدد من رجال الأمن المعنيين بحراسة أمن السفارة من رجال الشرطة».
واوضحت ان «السفير السوري وايا من الديبلوماسيين العاملين بالسفارة لم يتعرضوا لأي اذى من جراء عملية الاقتحام»، مشيرة الى انه «تم إلقاء القبض على عدد من المتهمين السوريين الذين شاركوا في عملية الاقتحام، ومن بينهم عدد من المواطنين الكويتيين».
واعربت الوزارة عن «أسفها لوقوع مثل هذا المس او الاعتداء على اي من البعثات الديبلوماسية العاملة بدولة الكويت، والذي يعد خرقا لتشريعات وقوانين الدولة والمواثيق والمعاهدات الدولية التي تحمي مقرات السفارات واعضاء الهيئات الديبلوماسية»، مبينة ان «أجهزة الأمن المعنية بالبحث والتحري لاتزال تجري تحرياتها لضبط كل من شارك في عملية الاقتحام، مع إحالة من تم القبض عليهم الى جهات التحقيق».
بدورها، وصفت السفارة السورية الاعتداء «بالجبان»، مشيرة الى انه «يتنافى مع دعوات الحرية والديموقراطية والسلمية في التظاهرات التي يدّعونها، ويتناقض مع القوانين والأنظمة المرعية في الكويت»، موضحة انه «تم تعرض مقر السفارة السورية ودار سكن السفير في الكويت الى اعتداء آثم من قبل مجموعة تخريبية تقدر بالمئات، اقتحمت دار السكن ومكاتب البعثة وحطمت ابواب السفارة وعاثت فسادا وتخريبا وتحطيما لمحتوياتها والعبث بوثائق البعثة الرسمية. وانه في محاولة لمنع المخربين من اقتحام دار السكن أصيب ضابط برتبة رائد وعنصر من عناصر حماية السفير الكويتيين».
وشددت السفارة في بيان صادر عنها على ان «السفارة السورية لدى الكويت تستنكر وتدين بشدة هذا الاعتداء الاجرامي الذي طال مقرا رسميا يقدم خدماته لجميع ابناء الجالية، وتهيب بالسلطات الكويتية استمرار تحمل مسؤولياتها وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية في حماية امن وسلامة البعثة السورية والعاملين فيها ومحاسبة الفاعلين».
من جهة ثانية، أشارت الرابطة الكويتية لحقوق الإنسان في حسابها على «تويتر»، الى «إصابة متظاهرين على الأقل بجروح أثناء تحرك المتظاهرين أمام السفارة السورية، وذلك بعدما اطلق حراس السفارة النار في الهواء لتفريق المتظاهرين».
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر أمني قوله ان «عددا كبيرا من الأشخاص اوقفوا، من دون ان يضيف اي تفاصيل»، وان «من بين الموقوفين الناشط عبد العزيز المطيري»، كما ذكر مقربون منه على «تويتر».
وكان مقيمون سوريون وناشطون كويتيون دعوا عبر «تويتر» الى تجمع عقب صلاة الفجر، بعد معلومات عن وقوع مجزرة في حمص.
وفي التجمع المسائي أطلق عدد من النواب سلسلة من المواقف والرسائل.
النائب مبارك الوعلان خاطب الحكومة بالقول «كفى خوفا من السفير (السوري) لا نريده ان يبقى في الكويت. يا شيخ جابر المبارك ستجدون الشعب الكويتي قاطبة يقف مع سورية، ويا وزير الداخلية احترم كرامات الناس، ويا وزير الخارجية اطرد السفير السوري فورا».
وقال النائب محمد هايف ان «المشاكل السياسية لا تحل امنيا ونطالب بإخراج جميع المعتقلين فورا. إذا لم يطرد السفير اليوم (أمس) سأدعو إلى الاجتماع غدا (اليوم).
وأكد النائب الدكتور وليد الطبطبائي انه «لا يجوز معاملة من دخلوا السفارة السورية كمجرمين بل كمناضلين ضد جرائم الإنسانية».
وقال النائب أسامة المناور إن رسالتي إلى الحكومة طرد السفير «وإلا فإنكم ستواجهون ما ليس لديكم به طاقة».
وشدد النائب محمد الدلال على تأكيد ان «الشعب الكويتي ضد النظام البعثي الذي عاث في الأرض فسادا. لن نقبل ان يبقى السفير السوري في الكويت».
وناشد النائب محمد الهطلاني الحكومة طرد السفير السوري، وحذّر وزير الخارجية مما يحدث.
وطالب النائب نايف المرداس الحكومة بالاعتراف بالمجلس الانتقالي وطرد السفير السوري.
من جهته ناشد النائب عبدالحميد دشتي وزير الداخلية «تطبيق قانون الإجراءات الجنائية ضد من قاموا باقتحام السفارة السورية» وحذّر من «الرضوخ لمطالب الإفراج عنهم».
وقال النائب عبيد الوسمي ان ما يحدث في حمص «جريمة دولية، ونصرة الشعب السوري لا تتم بمخالفة القانون، واقتحام السفارة مخالف للقانون، ونناشد وزير الداخلية عدم إبعاد السوريين (المقبوض عليهم) لأنهم «لن يحاكموا محاكمة عادلة وإبعادهم يعني الحكم عليهم بالإعدام».
أعرب عن أمله في اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المعتدين
عبد المجيد: اقتحام السفارة السورية دليل
على طبيعة وسلوك من يدّعون السلمية
كتبت غادة عبد السلام:
تعليقاً على ما تعرضت له السفارة السورية في الكويت فجر أمس، أشار السفير السوري اللواء بسام عبدالمجيد الى ان «الاقتحام حدث غير عادي في الكويت، وان جميع المسؤولين والمواطنين الكويتيين الحقيقيين يستنكرون هذا العمل الجبان ولا احد يقبل به»، مشددا على ان «هذا العمل دليل على طبيعة وسلوك من يدّعون السلمية او القيام بمظاهرات سلمية، وعلى همجية المقتحمين».
وقال عبدالمجيد في تصريح لـ «الراي»: «ان الأمر ذاته ينطبق على الأعمال التي يقوم بها المتظاهرون في سوريا.. الطرق نفسها والهمجية والعمل الجبان ذاته»، مستنكرا «ما حصل»، ومعربا عن أمله في ان «يتخذ المسؤولون الكويتيون الإجراءات القانونية بحق المعتدين ومحاسبتهم».
رأى فيه خروجاً على عادات وتقاليد أهل الكويت وانتهاكاً للأعراف والمواثيق الدولية
الجارالله: الهجوم عمل غاشم وغير حضاري
كتبت غادة عبدالسلام:
أعرب وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله عن «أسفه للهجوم الذي تعرضت له السفارة السورية في الكويت»، ووصف الهجوم بـ«العمل الغاشم وغير الحضاري»، لافتا الى ان «وزارة الخارجية اعربت عن أسفها وشجبها وإدانتها لهذا العمل، واكدت على انه انتهاك واضح لقوانين وتشريعات البلاد، وانتهاك صارخ للمواثيق والأعراف الدولية وفي مقدمتها اتفاقية فيينا للعلاقات الدولية التي تلزم الدول بحماية المقار الديبلوماسية المعتمدة لديها واعضائها».
وفي تصريح لـ«الراي» على هامش قيامه بتفقد مقر السفارة، قال الجار الله: «اطلعت بألم على ما تعرضت له السفارة السورية من دمار وتخريب وإتلاف لكل ما هو موجود في مقرها وسكن السفير»، موضحا انه «وبالرغم من عدم تعرض السفير او اي من أركان السفارة الى الأذى وان الخسائر اقتصرت على الاضرار المادية، إلا ان الضرر النفسي والمعنوي اكبر».
وشدد على «التزام الكويت بتحملها مسؤولية حماية المكان الذي تعرض للاعتداء والانتهاك والاقتحام، وذلك بموجب الاتفاقيات والمواثيق الدولية»، معربا عن «اسفه لما حصل»، ومبيناً ان «هذا يشكل خروجا على عادات وتقاليد اهل الكويت واستضافتهم للبعثات الديبلوماسية، ناهيك عن تجاوز انتهاك الاعراف والمواثيق الدولية».
وتعليقا على استمرار التهديدات الموجهة للسفارة في ظل الدعوة لتجمعات جديدة، قال الجارالله: «ان رجال الامن تعاملوا مع المقتحمين وكلنا ثقة بمسؤولية اجهزة الامن ويقظتها في الحفاظ على امن السفارة واعضائها، وانها ستقوم بدورها المطلوب في مواجهة اي تهديدات يمكن ان يتعرض لها احد في السفارة السورية».
شددت على التزام الكويت التام بتوفير الأمن للبعثات الديبلوماسية
«الخارجية» تدين اقتحام
مقر السفارة السورية
كونا- أشار مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الى أنه «قامت فجر هذا اليوم (أمس) مجموعة من المقيمين السوريين باقتحام السفارة السورية في دولة الكويت والعبث بمحتوياتها وانتهاك حرمتها، وتعاملت قوات الأمن المكلفة بحراسة السفارة مع المقتحمين وتم اعتقال عدد منهم»، مبيناً ان «وزارة الخارجية اذ تعرب عن أسفها وشجبها وإدانتها لهذا الحادث الآثم على السفارة السورية بدولة الكويت، والذي يعد انتهاكا وتجاوزا على قوانين البلاد وتشريعاتها فضلا عن كونه انتهاكا صارخا للمواثيق والأعراف الدولية، وفي مقدمتها اتفاقية فيينا للعلاقات الدولية التي تنظم التعامل مع البعثات الديبلوماسية واعضائها العاملين فيها وتلزم الدول بتوفير الحماية اللازمة لهذه البعثات واعضائها. وانطلاقا من ذلك، فإن دولة الكويت تؤكد التزامها التام بمسؤوليتها عن توفير الأمن والحماية للبعثات الديبلوماسية المعتمدة لديها كافة واعضائها العاملين فيها».
الدقباسي لطرد سفراء
النظام البعثي
من العواصم العربية
أكد رئيس البرلمان العربي والنائب بمجلس الأمة الكويتي علي الدقباسي، ان ما يحصل في سورية كشف عجز الجامعة العربية عن حماية الشعوب، وقصور اجراءاتها عن طموح العرب في الحق بالعيش بكرامة وحرية وانسانية كبقية الأمم، داعيا الى طرد سفراء النظام البعثي الدموي من العواصم العربية.
وتابع الدقباسي قائلا، من حسابه على تويتر «ان الروس خذلوا الشعوب العربية في محاولتهم إعاقة الجهود الدولية الرامية لإنقاذ الأشقاء السوريين وهذا يتطلب الانتباه إلى العلاقات معهم».
وردا على الدعوات له باتخاذ موقف بشأن الشعب السوري، قال الدقباسي للمغردين «لن أخذلكم ان شاء الله تعالى، وسأبذل كل ما أستطيع لايصال رسالة الشعوب العربية للعالم لإغاثة الأشقاء».
واضاف «وسأطالب بطرد السفراء الذين يمثلون النظام السوري، وبمواصلة كل الجهود التي تحقق لسورية الحرية والتي تمكن العالم من محاسبة قتلة الأطفال».
لفت إلى «دعم الجالية السورية لمسيرة الإصلاح بقيادة الرئيس الأسد»
بولس: ما حدث عمل إجرامي...
ودليل إفلاس من يريدون السوء بسورية
كتبت غادة عبدالسلام:
وصف رئيس الجالية السورية لدى الكويت الدكتور دانيال بولس اقتحام سفارة بلاده «بالعمل الإجرامي، والذي لا يمكن ان يمت بصلة لأي مجموعة تدعي الحرية والديموقراطية»، مشيراً الى ان «ما حدث عمل اجرامي تعرضت له السفارة التي هي جزء من الدولة، ونترك معالجة الأمر أمنيا للكويت بموجب الاتفاقيات الأمنية والديبلوماسية والاتفاقيات الدولية التي تنص على رعاية الحكومات للمقار الديبلوماسية المعتمدة لديها».
وفي تصريح لـ«الراي»، وضع بولس الأمر ضمن خانة «إفلاس الذين يريدون السوء بسورية»، موضحا انهم «حاولوا بكل الوسائل الضغط على دمشق وفشلوا في الجامعة العربية ومجلس الأمن، وان هذا التصعيد مطلب جهات إرهابية تثير أعمال شغب ضد البلاد وتموّل مثل هذه الأعمال في محاولة للضغط على المواقف للتصويت في مجلس الأمن».
وأضاف: «ان الهجوم فاشل ولن يصلوا الى مآربهم، سورية قوية وستخرج من محنتها اقوى من السابق»، مشدداً على «ثقة الجالية السورية الكبيرة بالكويت»، ومؤكدا على «دعم الجالية لمسيرة الإصلاح بقيادة الرئيس بشار الأسد، بعيدا عن اي تدخل خارجي».
«النظام السوري لايقل في عدوانيته وتهديده للأمن الخليجي عن نظام صدام»
الطبطبائي طلب طرد السفير فورا:
دخول السفارة بعد مجزرة في حمص
طالب النائب الدكتور وليد الطبطبائي الحكومة الكويتية بطرد السفير السوري فورا من الكويت، والافراج عمن تم اعتقالهم في حادثة دخول السفارة صباح أمس.
وقال الطبطبائي في تصريح صحافي، ان ما بقي من عمر النظام اسابيع فقط، وعلى الكويت ان تنحاز تماما للشعب السوري ولمستقبل سورية، مشيرا إلى ان دخول السفارة «جاء بعد الانباء المروعة عن مذابح الزمرة الحاكمة في سورية في مدينة حمص الباسلة، وشلالات الدم والقصف الوحشي للأحياء المدنية وحصد الابرياء والاطفال والنساء وهم في بيوتهم، ولا يجوز ان يعامل من دخلوا السفارة كمجرمين بل كمناضلين ضد جرائم ضد الانسانية».
ونصح الطبطبائي الحكومة الكويتية «بطي صفحة العلاقة مع نظام بشار فورا قبل ان يتطور هذا الملف ليكون قضية كبرى بينها و بين مجلس الامة منذ الجلسة الافتتاحية، وقال ان مجلس 2012 سيجعل من طرد سفارة المخابرات السورية أول انجازاته».
ودعا الطبطبائي حكومات دول مجلس التعاون الخليجي الى «قرار جماعي عاجل بانهاء العلاقة مع نظام القتلة في دمشق، وباعتبار المجلس الوطني السوري ممثلا لسورية، وبمباركة نضال الشعب السوري ضد نظام لايقل في عدوانيته ووحشيته وتهديده للأمن الخليجي عن نظام صدام البائد».
دشتي يطالب «الداخلية»
بـ «تطبيق القانون ضد المقتحمين»
ناشد النائب المنتخب عبدالحميد دشتي وزير الداخلية بتطبيق قانون الإجراءات الجنائية الكويتية والدستور الكويتي والقوانين والأعراف الدولية التي وقعت عليها دولة الكويت والملتزمة بها ضد من قاموا باقتحام سفارة الجمهورية العربية السورية في الكويت من دون وجه حق.
وحذر دشتي في بيان، من الرضوخ لمطالب البعض بالإفراج عمن اعتقل من المقتحمين، معتبرا أن ذلك سيعتبر مخالفة للقوانين المذكورة.
تعرضت السفارة السورية في البلاد فجر أمس الى عملية اقتحام قام بها عدد من أبناء الجالية السورية، حيث قاموا بنزع العلم وإتلاف العديد من مرافق المبنى من الداخل. وقد تمكن رجال الأمن من السيطرة على الوضع بعد إغلاق المداخل والمخارج الخاصة للسفارة والاستعانة بالقوات الخاصة، كما تم ضبط أكثر من 30 شخصاً.
وقالت مصادر أمنية لـ «الراي»: «ان ما يقارب من 200 شخص من الجنسية السورية توجهوا فجر امس بعد أداء صلاة الفجر الى مقرّ سفارة بلادهم بمنطقة مشرف تعبيراً عن غضبهم جراء المجزرة التي حصلت في حمص، وانه فور مشاهدة حرس السفارة الأعداد المتقدمة قاموا بإطلاق النار بالهواء لتخويف المقتحمين إلا ان الأعداد تزايدت واستطاعوا اقتحام السفارة وتكسير العديد من محتوياتها، كما قاموا بإلقاء صور الرئيس السابق حافظ الأسد على الأرض، وذلك احتجاجاً على المجازر التي تحصل في سورية»، لافتة الى انه «تم استدعاء الدوريات والقوات الخاصة، وتم عمل طوق امني على المنطقة وأخذ هويات المتواجدين، كما تم اعتقال أكثر من 30 وافداً سورياً».
وأضافت المصادر: «ان تعليمات صدرت من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ احمد الحمود بتطبيق القانون وعدم السماح بالفوضى، وانه سوف يتم ضبط كل من خالف القانون».
وكان الوزير الحمود قد تواجد عند السفارة واعطى توجيهاته بتطبيق القانون، كما تعامل رجال القوات الخاصة مع المتجمهرين وقاموا بإبعادهم، فيما تم ضبط وافد سوري في مستشفى مبارك، وذلك بعد ان أصيب بطلق ناري في رجله تم على أثره نقله الى المستشفى حيث جرى ضبطه».
وكانت وزارة الداخلية أعلنت في بيان لها أمس عن «اعتقال السلطات الكويتية عددا كبيرا من الأشخاص، عندما هاجم مئات السوريين والناشطين الكويتيين مقرّ السفارة السورية في الكويت فجر أمس».
وقالت: «ان مجموعة من المقيمين السوريين اقتحمت (فجر السبت) السفارة السورية لدى الكويت، وأنزلت العلم واتلفت العديد من مرافق المبنى»، واضافت: «ان الأجهزة الامنية التابعة للوزارة والمعنية بحراسة السفارات قامت بإطلاق الأعيرة النارية للتحذير إلا انهم استمروا في محاولتهم اقتحام مبنى السفارة، وقاموا بإنزال العلم وعبثوا وأتلفوا العديد من مرافق المبنى، ما أدى إلى إصابة عدد من رجال الأمن المعنيين بحراسة أمن السفارة من رجال الشرطة».
واوضحت ان «السفير السوري وايا من الديبلوماسيين العاملين بالسفارة لم يتعرضوا لأي اذى من جراء عملية الاقتحام»، مشيرة الى انه «تم إلقاء القبض على عدد من المتهمين السوريين الذين شاركوا في عملية الاقتحام، ومن بينهم عدد من المواطنين الكويتيين».
واعربت الوزارة عن «أسفها لوقوع مثل هذا المس او الاعتداء على اي من البعثات الديبلوماسية العاملة بدولة الكويت، والذي يعد خرقا لتشريعات وقوانين الدولة والمواثيق والمعاهدات الدولية التي تحمي مقرات السفارات واعضاء الهيئات الديبلوماسية»، مبينة ان «أجهزة الأمن المعنية بالبحث والتحري لاتزال تجري تحرياتها لضبط كل من شارك في عملية الاقتحام، مع إحالة من تم القبض عليهم الى جهات التحقيق».
بدورها، وصفت السفارة السورية الاعتداء «بالجبان»، مشيرة الى انه «يتنافى مع دعوات الحرية والديموقراطية والسلمية في التظاهرات التي يدّعونها، ويتناقض مع القوانين والأنظمة المرعية في الكويت»، موضحة انه «تم تعرض مقر السفارة السورية ودار سكن السفير في الكويت الى اعتداء آثم من قبل مجموعة تخريبية تقدر بالمئات، اقتحمت دار السكن ومكاتب البعثة وحطمت ابواب السفارة وعاثت فسادا وتخريبا وتحطيما لمحتوياتها والعبث بوثائق البعثة الرسمية. وانه في محاولة لمنع المخربين من اقتحام دار السكن أصيب ضابط برتبة رائد وعنصر من عناصر حماية السفير الكويتيين».
وشددت السفارة في بيان صادر عنها على ان «السفارة السورية لدى الكويت تستنكر وتدين بشدة هذا الاعتداء الاجرامي الذي طال مقرا رسميا يقدم خدماته لجميع ابناء الجالية، وتهيب بالسلطات الكويتية استمرار تحمل مسؤولياتها وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية في حماية امن وسلامة البعثة السورية والعاملين فيها ومحاسبة الفاعلين».
من جهة ثانية، أشارت الرابطة الكويتية لحقوق الإنسان في حسابها على «تويتر»، الى «إصابة متظاهرين على الأقل بجروح أثناء تحرك المتظاهرين أمام السفارة السورية، وذلك بعدما اطلق حراس السفارة النار في الهواء لتفريق المتظاهرين».
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر أمني قوله ان «عددا كبيرا من الأشخاص اوقفوا، من دون ان يضيف اي تفاصيل»، وان «من بين الموقوفين الناشط عبد العزيز المطيري»، كما ذكر مقربون منه على «تويتر».
وكان مقيمون سوريون وناشطون كويتيون دعوا عبر «تويتر» الى تجمع عقب صلاة الفجر، بعد معلومات عن وقوع مجزرة في حمص.
وفي التجمع المسائي أطلق عدد من النواب سلسلة من المواقف والرسائل.
النائب مبارك الوعلان خاطب الحكومة بالقول «كفى خوفا من السفير (السوري) لا نريده ان يبقى في الكويت. يا شيخ جابر المبارك ستجدون الشعب الكويتي قاطبة يقف مع سورية، ويا وزير الداخلية احترم كرامات الناس، ويا وزير الخارجية اطرد السفير السوري فورا».
وقال النائب محمد هايف ان «المشاكل السياسية لا تحل امنيا ونطالب بإخراج جميع المعتقلين فورا. إذا لم يطرد السفير اليوم (أمس) سأدعو إلى الاجتماع غدا (اليوم).
وأكد النائب الدكتور وليد الطبطبائي انه «لا يجوز معاملة من دخلوا السفارة السورية كمجرمين بل كمناضلين ضد جرائم الإنسانية».
وقال النائب أسامة المناور إن رسالتي إلى الحكومة طرد السفير «وإلا فإنكم ستواجهون ما ليس لديكم به طاقة».
وشدد النائب محمد الدلال على تأكيد ان «الشعب الكويتي ضد النظام البعثي الذي عاث في الأرض فسادا. لن نقبل ان يبقى السفير السوري في الكويت».
وناشد النائب محمد الهطلاني الحكومة طرد السفير السوري، وحذّر وزير الخارجية مما يحدث.
وطالب النائب نايف المرداس الحكومة بالاعتراف بالمجلس الانتقالي وطرد السفير السوري.
من جهته ناشد النائب عبدالحميد دشتي وزير الداخلية «تطبيق قانون الإجراءات الجنائية ضد من قاموا باقتحام السفارة السورية» وحذّر من «الرضوخ لمطالب الإفراج عنهم».
وقال النائب عبيد الوسمي ان ما يحدث في حمص «جريمة دولية، ونصرة الشعب السوري لا تتم بمخالفة القانون، واقتحام السفارة مخالف للقانون، ونناشد وزير الداخلية عدم إبعاد السوريين (المقبوض عليهم) لأنهم «لن يحاكموا محاكمة عادلة وإبعادهم يعني الحكم عليهم بالإعدام».
أعرب عن أمله في اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المعتدين
عبد المجيد: اقتحام السفارة السورية دليل
على طبيعة وسلوك من يدّعون السلمية
كتبت غادة عبد السلام:
تعليقاً على ما تعرضت له السفارة السورية في الكويت فجر أمس، أشار السفير السوري اللواء بسام عبدالمجيد الى ان «الاقتحام حدث غير عادي في الكويت، وان جميع المسؤولين والمواطنين الكويتيين الحقيقيين يستنكرون هذا العمل الجبان ولا احد يقبل به»، مشددا على ان «هذا العمل دليل على طبيعة وسلوك من يدّعون السلمية او القيام بمظاهرات سلمية، وعلى همجية المقتحمين».
وقال عبدالمجيد في تصريح لـ «الراي»: «ان الأمر ذاته ينطبق على الأعمال التي يقوم بها المتظاهرون في سوريا.. الطرق نفسها والهمجية والعمل الجبان ذاته»، مستنكرا «ما حصل»، ومعربا عن أمله في ان «يتخذ المسؤولون الكويتيون الإجراءات القانونية بحق المعتدين ومحاسبتهم».
رأى فيه خروجاً على عادات وتقاليد أهل الكويت وانتهاكاً للأعراف والمواثيق الدولية
الجارالله: الهجوم عمل غاشم وغير حضاري
كتبت غادة عبدالسلام:
أعرب وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله عن «أسفه للهجوم الذي تعرضت له السفارة السورية في الكويت»، ووصف الهجوم بـ«العمل الغاشم وغير الحضاري»، لافتا الى ان «وزارة الخارجية اعربت عن أسفها وشجبها وإدانتها لهذا العمل، واكدت على انه انتهاك واضح لقوانين وتشريعات البلاد، وانتهاك صارخ للمواثيق والأعراف الدولية وفي مقدمتها اتفاقية فيينا للعلاقات الدولية التي تلزم الدول بحماية المقار الديبلوماسية المعتمدة لديها واعضائها».
وفي تصريح لـ«الراي» على هامش قيامه بتفقد مقر السفارة، قال الجار الله: «اطلعت بألم على ما تعرضت له السفارة السورية من دمار وتخريب وإتلاف لكل ما هو موجود في مقرها وسكن السفير»، موضحا انه «وبالرغم من عدم تعرض السفير او اي من أركان السفارة الى الأذى وان الخسائر اقتصرت على الاضرار المادية، إلا ان الضرر النفسي والمعنوي اكبر».
وشدد على «التزام الكويت بتحملها مسؤولية حماية المكان الذي تعرض للاعتداء والانتهاك والاقتحام، وذلك بموجب الاتفاقيات والمواثيق الدولية»، معربا عن «اسفه لما حصل»، ومبيناً ان «هذا يشكل خروجا على عادات وتقاليد اهل الكويت واستضافتهم للبعثات الديبلوماسية، ناهيك عن تجاوز انتهاك الاعراف والمواثيق الدولية».
وتعليقا على استمرار التهديدات الموجهة للسفارة في ظل الدعوة لتجمعات جديدة، قال الجارالله: «ان رجال الامن تعاملوا مع المقتحمين وكلنا ثقة بمسؤولية اجهزة الامن ويقظتها في الحفاظ على امن السفارة واعضائها، وانها ستقوم بدورها المطلوب في مواجهة اي تهديدات يمكن ان يتعرض لها احد في السفارة السورية».
شددت على التزام الكويت التام بتوفير الأمن للبعثات الديبلوماسية
«الخارجية» تدين اقتحام
مقر السفارة السورية
كونا- أشار مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الى أنه «قامت فجر هذا اليوم (أمس) مجموعة من المقيمين السوريين باقتحام السفارة السورية في دولة الكويت والعبث بمحتوياتها وانتهاك حرمتها، وتعاملت قوات الأمن المكلفة بحراسة السفارة مع المقتحمين وتم اعتقال عدد منهم»، مبيناً ان «وزارة الخارجية اذ تعرب عن أسفها وشجبها وإدانتها لهذا الحادث الآثم على السفارة السورية بدولة الكويت، والذي يعد انتهاكا وتجاوزا على قوانين البلاد وتشريعاتها فضلا عن كونه انتهاكا صارخا للمواثيق والأعراف الدولية، وفي مقدمتها اتفاقية فيينا للعلاقات الدولية التي تنظم التعامل مع البعثات الديبلوماسية واعضائها العاملين فيها وتلزم الدول بتوفير الحماية اللازمة لهذه البعثات واعضائها. وانطلاقا من ذلك، فإن دولة الكويت تؤكد التزامها التام بمسؤوليتها عن توفير الأمن والحماية للبعثات الديبلوماسية المعتمدة لديها كافة واعضائها العاملين فيها».
الدقباسي لطرد سفراء
النظام البعثي
من العواصم العربية
أكد رئيس البرلمان العربي والنائب بمجلس الأمة الكويتي علي الدقباسي، ان ما يحصل في سورية كشف عجز الجامعة العربية عن حماية الشعوب، وقصور اجراءاتها عن طموح العرب في الحق بالعيش بكرامة وحرية وانسانية كبقية الأمم، داعيا الى طرد سفراء النظام البعثي الدموي من العواصم العربية.
وتابع الدقباسي قائلا، من حسابه على تويتر «ان الروس خذلوا الشعوب العربية في محاولتهم إعاقة الجهود الدولية الرامية لإنقاذ الأشقاء السوريين وهذا يتطلب الانتباه إلى العلاقات معهم».
وردا على الدعوات له باتخاذ موقف بشأن الشعب السوري، قال الدقباسي للمغردين «لن أخذلكم ان شاء الله تعالى، وسأبذل كل ما أستطيع لايصال رسالة الشعوب العربية للعالم لإغاثة الأشقاء».
واضاف «وسأطالب بطرد السفراء الذين يمثلون النظام السوري، وبمواصلة كل الجهود التي تحقق لسورية الحرية والتي تمكن العالم من محاسبة قتلة الأطفال».
لفت إلى «دعم الجالية السورية لمسيرة الإصلاح بقيادة الرئيس الأسد»
بولس: ما حدث عمل إجرامي...
ودليل إفلاس من يريدون السوء بسورية
كتبت غادة عبدالسلام:
وصف رئيس الجالية السورية لدى الكويت الدكتور دانيال بولس اقتحام سفارة بلاده «بالعمل الإجرامي، والذي لا يمكن ان يمت بصلة لأي مجموعة تدعي الحرية والديموقراطية»، مشيراً الى ان «ما حدث عمل اجرامي تعرضت له السفارة التي هي جزء من الدولة، ونترك معالجة الأمر أمنيا للكويت بموجب الاتفاقيات الأمنية والديبلوماسية والاتفاقيات الدولية التي تنص على رعاية الحكومات للمقار الديبلوماسية المعتمدة لديها».
وفي تصريح لـ«الراي»، وضع بولس الأمر ضمن خانة «إفلاس الذين يريدون السوء بسورية»، موضحا انهم «حاولوا بكل الوسائل الضغط على دمشق وفشلوا في الجامعة العربية ومجلس الأمن، وان هذا التصعيد مطلب جهات إرهابية تثير أعمال شغب ضد البلاد وتموّل مثل هذه الأعمال في محاولة للضغط على المواقف للتصويت في مجلس الأمن».
وأضاف: «ان الهجوم فاشل ولن يصلوا الى مآربهم، سورية قوية وستخرج من محنتها اقوى من السابق»، مشدداً على «ثقة الجالية السورية الكبيرة بالكويت»، ومؤكدا على «دعم الجالية لمسيرة الإصلاح بقيادة الرئيس بشار الأسد، بعيدا عن اي تدخل خارجي».
«النظام السوري لايقل في عدوانيته وتهديده للأمن الخليجي عن نظام صدام»
الطبطبائي طلب طرد السفير فورا:
دخول السفارة بعد مجزرة في حمص
طالب النائب الدكتور وليد الطبطبائي الحكومة الكويتية بطرد السفير السوري فورا من الكويت، والافراج عمن تم اعتقالهم في حادثة دخول السفارة صباح أمس.
وقال الطبطبائي في تصريح صحافي، ان ما بقي من عمر النظام اسابيع فقط، وعلى الكويت ان تنحاز تماما للشعب السوري ولمستقبل سورية، مشيرا إلى ان دخول السفارة «جاء بعد الانباء المروعة عن مذابح الزمرة الحاكمة في سورية في مدينة حمص الباسلة، وشلالات الدم والقصف الوحشي للأحياء المدنية وحصد الابرياء والاطفال والنساء وهم في بيوتهم، ولا يجوز ان يعامل من دخلوا السفارة كمجرمين بل كمناضلين ضد جرائم ضد الانسانية».
ونصح الطبطبائي الحكومة الكويتية «بطي صفحة العلاقة مع نظام بشار فورا قبل ان يتطور هذا الملف ليكون قضية كبرى بينها و بين مجلس الامة منذ الجلسة الافتتاحية، وقال ان مجلس 2012 سيجعل من طرد سفارة المخابرات السورية أول انجازاته».
ودعا الطبطبائي حكومات دول مجلس التعاون الخليجي الى «قرار جماعي عاجل بانهاء العلاقة مع نظام القتلة في دمشق، وباعتبار المجلس الوطني السوري ممثلا لسورية، وبمباركة نضال الشعب السوري ضد نظام لايقل في عدوانيته ووحشيته وتهديده للأمن الخليجي عن نظام صدام البائد».
دشتي يطالب «الداخلية»
بـ «تطبيق القانون ضد المقتحمين»
ناشد النائب المنتخب عبدالحميد دشتي وزير الداخلية بتطبيق قانون الإجراءات الجنائية الكويتية والدستور الكويتي والقوانين والأعراف الدولية التي وقعت عليها دولة الكويت والملتزمة بها ضد من قاموا باقتحام سفارة الجمهورية العربية السورية في الكويت من دون وجه حق.
وحذر دشتي في بيان، من الرضوخ لمطالب البعض بالإفراج عمن اعتقل من المقتحمين، معتبرا أن ذلك سيعتبر مخالفة للقوانين المذكورة.