بعيداً عن أجواء السياسة وهمومها، ولكن ليس بعيداً جداً، دعونا نتناول موضوعاً آخر للخوض فيه، فنقول عندما تطالعنا وسائل الإعلام المختلفة المحلية والعالمية بكل ما هو جديد من اكتشافات علمية وغيرها، ويتباهى الغرب تحديداً وبعض الدول المتقدمة، وعلى سبيل المثال من ضمن مايرد من تلك المطالعات تحقيق أميركي سبق كبير في مجال غزو الفضاء، وما يرد أحياناً بحرب النجوم التي أطلقها الرئيس الاميركي الراحل رونالد ريغن في ذروة الحرب الباردة مع المعسكر الشيوعي آنذاك واستكملها من جاء بعده من الرؤساء الاميركيين ويذهبون في ذلك لأماكن بعيدة جداً عن الكرة الأرضية لاكتشافه وسبر أغواره. وعلى صعيد متواضع آخر من الاختراعات والاكتشافات، توصلت بعض الدول المتقدمة لاختراع سيارة تعمل من دون سائق أو طائرة من دون طيار... الخ... وكل مايمت بصلة لهذا الموضوع، ويتم فيه تخصيص الميزانيات الضخمة والخيالية التي تتعدى المليارات من الدولارات والإمكانات اللامحدودة التي تصرف على تلك الاكتشافات فيتبادر إلى ذهن المتابع لتلك الاختراعات بمجرد سماعه بها ومعرفته عنها النظر لتلك الدول بأنها قد وصلت إلى مراحل تكنولوجية متقدمة تفصلنا عنها عشرات السنين إن لم يكن أكثر، وأننا نحتاج لجهود مضاعفة إن فكرنا في الوصول لما وصلوا إليه؟!!! ولكن، وبرأيي الشخصي المتواضع، لو قمنا باستعراض المشهد العام وبناء على معطيات متعددة ومرتبطة بهذا الموضوع ومن نواح عديدة، نقول انه ليس هذا هو التطور الذي تسعى إليه البشرية على وجه الكرة الأرضية، أو دعنا نخفف هذا الوصف قليلاً ونقول اننا ما زلنا لم نحتاج إلى أكثر من ذلك في التطور والتقدم. ولتعليل رؤيتنا هذه نقول اننا يمكن أن نصف البشرية ومن خلال دور الدول المتقدمة تكنولوجيا حسب وصفهم - ودعاة الحقوق الإنسانية والديموقراطية بأنها فعلاً وصلت إلى مراحل متقدمة تكنولوجياً وحضارياً عندما نرى تحقيق اكتشافات ما زالت بالانتظار على سبيل المثال لا الحصر إيجاد العلاج للكثير من الأمراض المستعصية مثل السرطان وغيره ضمن هذا النطاق الطبي.
مع علمنا الأكيد بوجود ميزانيات ولكن محدودة للبحث العلمي لهذا المرض وغيره، إلا انها تظل متواضعة جداً وهزيلة بالمقارنة مع الميزانيات الضخمة لاكتشافات أخرى كما أسلفنا أعلاه والتي بمحصلتها النهائية ستعود بالمنفعة على فئات محددة ومعينة، أو بمعنى آخر لا تخدم المرحلة الحالية من عمر البشرية التي تئن من مشاكل حقيقية على المديين الحالي والمستقبلي. وبناء على إحصاءات وتقارير أصدرتها الأمم المتحدة وتصدرها من حين إلى حين تقول وتحذر من ان المجاعة الحالية في أفريقيا ووصولها الى نسب ومستويات خطيرة تستشف المستقبل، تضيف تلك التقارير تحذيراً يتوجب الوقوف عنده من السنوات المقبلة مما ينتظر البشرية من مشاكل تهدد وجودها واستمرارها، وعلى رأسها تلك المشاكل ثقب الأوزون ومشكلة انبعاث الغازات ومخاطر تلف الغلاف الجوي... وكل ذلك مجتمعاً وإن كنا اختصرناه بشكل كبير، إلا انه يظل هاجساً مقلقاً للبشرية حالياً ومستقبلاً...
والله من وراء القصد...
د. عيسى محمد العميري
Twitter: @dressaamiri
Dr.essa.amiri@hotmail.com
مع علمنا الأكيد بوجود ميزانيات ولكن محدودة للبحث العلمي لهذا المرض وغيره، إلا انها تظل متواضعة جداً وهزيلة بالمقارنة مع الميزانيات الضخمة لاكتشافات أخرى كما أسلفنا أعلاه والتي بمحصلتها النهائية ستعود بالمنفعة على فئات محددة ومعينة، أو بمعنى آخر لا تخدم المرحلة الحالية من عمر البشرية التي تئن من مشاكل حقيقية على المديين الحالي والمستقبلي. وبناء على إحصاءات وتقارير أصدرتها الأمم المتحدة وتصدرها من حين إلى حين تقول وتحذر من ان المجاعة الحالية في أفريقيا ووصولها الى نسب ومستويات خطيرة تستشف المستقبل، تضيف تلك التقارير تحذيراً يتوجب الوقوف عنده من السنوات المقبلة مما ينتظر البشرية من مشاكل تهدد وجودها واستمرارها، وعلى رأسها تلك المشاكل ثقب الأوزون ومشكلة انبعاث الغازات ومخاطر تلف الغلاف الجوي... وكل ذلك مجتمعاً وإن كنا اختصرناه بشكل كبير، إلا انه يظل هاجساً مقلقاً للبشرية حالياً ومستقبلاً...
والله من وراء القصد...
د. عيسى محمد العميري
Twitter: @dressaamiri
Dr.essa.amiri@hotmail.com