بينما نحن نعيش هنا في الكويت هذه الأيام عرساً ديموقراطياً كبيراً، يعيش إخوان لنا في بقاع أخرى من العالم العربي وتحديداً في دول مجاورة أصعب أيامهم. ويواجهون ما يواجهونه من قمع وسفك للدماء بسبب مطالباتهم للحرية والعيش الكريم... وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فنقول إن حرية التعبير والرأي والاختيار للناخب الكويتي والتي يحسدنا عليها الكثيرون في انتخاب وترشيح ممثلي مجلس الأمة بكل راحة ودون ضغوط أو تزوير على غرار ما يجرى في تلك الدول ومنذ إرساء الدستور على يد المغفور له الشيخ عبدالله السالم وحتى يومنا هذا وسيستمر إن شاء الله للأبد... ما زال الانتخاب حراً للمواطن، يؤديه ولا ينازعه فيه أحد، أو يتدخل به كائن من كان، ويجرى اختيار الناخب لمرشحه بكل أريحية وحرية كاملتين.
وتعزيزاً وتأكيداً لما نقوله، فإننا نطالب اخواننا المواطنين بالفزعة الوطنية المتمثلة في التوجه لصندوق الانتخاب في الموعد المقرر لذلك وترشيح من يرغبون فيه، فأعتقد أن الوقت قد حان للاستجابة لنداء الواجب والوطن، وعلينا كأبناء لهذا الوطن الالتزام به وحض بعضنا البعض عليه والعمل على تحقيقه وتشجيع من حولنا وتحفيزهم ونقل تجاربهم السابقة في الانتخاب.
وتصب هذه الدعوة في المحصلة النهائية بما يعود بالخير العميم على المواطنين والوطن، وتحقق وتخدم مصالحهم، وتعمل على توصيل صوتهم وقول كل ما يرغبون فيه ونقله إلى الحكومة عبر ممثليهم في مجلس الأمة الذي سيختارونهم بأنفسهم... ونذهب لأبعد من ذلك ونقول إننا هنا في هذا الموقف يتوجب علينا أن نفوّت الفرصة على المراهنين بفشل الممارسة الديموقراطية وتأثرها بالأحداث الماضية بعدم ذهابنا لصندوق الانتخاب واستكمال هذا الدور المهم، وبالذات في هذه المرحلة التي جاءت بعد مخاض عسير وتعثرت فيها مسيرة الديموقراطية الكويتية الرائدة في المنطقة بعد الأحداث الأخيرة، وأصبح لزاما ممارسة هذا الواجب، وضمن المسار الانتخابي نجدد مطالبتنا لاخواننا الناخبين بإجراء بمراجعة واستحضار تجاربهم السابقة إن وجدت - مع المرشحين وفرز الغث من السمين، والسعي لاختيار من يظنون أنه الأصلح والأفضل لمثل هذه المرحلة الحساسة والمهمة من تاريخ أمتنا ومسيرتنا الديموقراطية الرائدة...
ولا نشك أبداً في قدرات الناخب الكويتي في القيام بهذه المهمة والواجب على أكمل وجه... والله من وراء القصد.
 

د. عيسى العميري
Twitter:dressaamiri
dr.essa.amiri@hotmail.com