| عبدالعزيز صباح الفضلي | الكويت فيها الصالح والطالح، فيها الزين والشين، وفيها المصلح والمفسد، وهذا أمر لا يكاد يخلو منه مجتمع، ولكن المشكلة تكمن عندما يتقدم الفجار ويتقاعس الأخيار، عندما يبذل المفسدون أموالهم وأوقاتهم وجهدهم، ويبخل المصلحون إلا بما ندر من جهدهم، وهذا ما جعل عمر بن الخطاب يردد : اللهم إني أشكو إليك جَلَد الفاجر وعجز الثقة.
اليوم في الكويت هناك حرب وصراع بين تيارين، بين مجموعة صادقة تخاف على الكويت، حبا لها ووفاء لمعروفها، وبين مجموعة تبحث عن مصالحها وتحقيق مآربها، وهذه المجموعة لن تردد في استخدام جميع الطرق والوسائل لتحقيق غاياتها، حتى لو كان الثمن تفتيت المجتمع وتمزيق وحدته.
اليوم هناك بعض المرشحين ممن يريدون الفتك في البلاد وإتلاف كل صورة جميلة فيها، يعلنون عن أهدافهم بكل وقاحة، وهي إباحة الخمور، يريدون تحويل قاعة عبدالله السالم إلى ساحة معركة لتصفية حساب معازيبهم، يريدون أن يكفر أهل الكويت بالديموقراطية.
والواجب على أهل الكويت جميعا سنة وشيعة، بدوا وحضرا، أن يقفوا سدا منيعا في وجه هؤلاء المرتزقة، أتعرفون لماذا؟ لأنه إن تحقق لهؤلاء مخططهم فستغرق الكويت بأسرها.
كلنا يتذكر المثل الذي ضربه الرسول عليه الصلاة والسلام في من ركبوا سفينة وانقسموا إلى مجموعتين، إحداهما في الأسفل والأخرى في الأعلى، وأراد من هم في الأسفل أن يخرقوا في نصيبهم خرقا صغيرا لجلب الماء، فإن قام من هم في الأعلى ومنعوا هؤلاء عن ارتكاب جريمتهم، فإن النجاة ستكتب للجميع، وإن تركوهم وما أرادوا فسيغرق الجميع.
اليوم أرى فزعة كبيرة عند مجاميع مختلفة من شرائح المجتمع لإنقاذ سفينة الكويت، فهناك تحركات شبابية تنظم ملتقيات الهدف منها اختيار الأصلح، وهناك تجمع دعاة الكويت والذي يسعى أيضا لتذكير الناس بأمانة الصوت واختيار الأفضل وقد أقام ندوة كبيرة يوم الأحد الماضي شارك فيها مجموعة من أشهر المشايخ والعلماء من مختلف التيارات الإسلامية، وهناك تحركات نسائية لا يستهان بها تصب في الهدف نفسه، وهناك محاولة لبعض زملاء الصحافة للمشاركة في دعم التحرك الإصلاحي في الاختيار من خلال إعداد قائمتين للمرشحين، الأولى وتضم من يُظن فيهم الخير بناء على مواقفهم السابقة أو رقي أطروحاتهم ولهم فرص في النجاح، والكثير منهم أولى بالدعم والتأييد، وهناك قائمة سوداء يجب الوقوف في وجهها والعمل على منع وصولها، وأعتقد إن استمرت هذه الجهود وقام أهل الكويت المخلصون بدعمها فبإذن الله ستصل سفينة الكويت إلى بر الأمان.
 
Twitter : @abduaziz2002