بالنظر للمعطيات في الخليج العربي والمشهد العام للتوتر الحالي بين إيران والغرب على خلفية آخر التطورات في مواقف الطرفين والعقوبات التي يتحدث بها الغرب ليلاً ونهاراً وآخرها العقوبات على البنك المركزي الإيراني، وإذا ماتم تكثيفها فإنها سوف تؤثر على النظام الإيراني بشكل كبير وتضيّق الخناق عليه أكثر وأكثر، وتعمل على زيادة الموقف توتراً أكثر مما هو عليه، والتصريحات المضادة من إيران التي بدأت بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية وتعريض الأمن في الخليج للخطر والأهم تأثر حركة تصدير النفط للدول الواقعة عليه، فهل تتطور الأمور في الخليج في هذا المسار نحو الأسوأ أم هي زوبعة في فنجان؟
واستكمالاً لما بدأ وتحديداً للفترة المصاحبة لبداية تعاطي إيران للسلاح النووي، فلا شك بأن الكثير من المعطيات المتوفرة لدينا إذا ما اختصرناها في الحشد العسكري للولايات المتحدة في منطقة الخليج العربي واستعراض إيران للقوة والعضلات عبر مناوراتها في الخليج وتباهيها بما لديها من أسلحة متطورة وصواريخ بعيدة المدى، والأهم والأخطر في هذا الموضوع هو التهديدات الإسرائيلية والأميركية بضرب المنشآت النووية الإيرانية، فإن كل تلك المعطيات تشير إلى أن بوادر الحرب تحوم في الأفق «لاسمح الله»، وفي هذا المقام نقول إنه لا الولايات المتحدة الأميركية أو إيران أو أي جهة في العالم يمكنها أن تتنبأ بما سوف يحدث إذا تمت هذه الضربة وتبعها بطبيعة الحال رد إيران عليها.
ومن ناحية أخرى فلو ذهبنا بعيدا قليلاً عن هذا الطرح، تؤكد تحليلات بعض الخبراء العسكريين انه على مدى ثلاثة عقود ومنذ قيام الثورة الإيرانية وما تلاها من حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران التي أشغل فيها الغرب إيران في محاولة منه للحد من تطلعات هذه الثورة التوسعية في المنطقة والعالم والتي استمرت زهاء 8 سنوات أهلكت فيها هذه الحرب ما أهلكت، فعلى مدى تلك الفترة لم نرَ أي اشتباك حقيقي بين الولايات المتحدة وإيران اذا ما استثنينا العديد من المحاولات التي لا تذكر التي قام بها الطرفان من هنا وهناك وفي أماكن متفرقة من العالم، وعبر تفجير أو تأجيج لبؤر معينة لمناطق الصراع شبه الدائمة؟.
فهل نشهد والموقف هذا أمامنا بكل معطياته مرحلة جديدة من التوتر والصراع بين أميركا وإيران.. نسأل الله ألا تصل الأمور إلى ما لا تحمد عقباها وأن يحفظ هذه المنطقة من كل شر.. والله من وراء القصد.

د. عيسى محمد العميري
Twitter: @dressaamiri
Dr.essa.amiri@hotmail.com