قبل قرار المحكمة الإدارية بقبول الطعن المقدم من المرشح والنائب السابق الدكتور فيصل المسلم في قرار وزارة الداخلية الذي يقضي بشطبه من قائمة المرشحين، تابعت وقرأت كثيرا ردود الأفعال بين مؤيد ومعارض، ولكن أهم ما لفت نظري من ضمن الردود كان لشخص معروف بخصومته للإسلاميين وأطروحاتهم، لكنه مع ذلك كان مُنْصِفا في الدفاع عن المسلم من خلال المؤامرة التي تدار حوله وهو الكاتب المعروف عبداللطيف الدعيج حين كتب في جريدة القبس مقالة بعنوان أدى الأمانة وشرّف المجلس وكان مما كتب (هذا قرار الأسرة - الأسرة الحاكمة - وهو قرار مبيّت ومعدّ مسبقا...).
الدكتور فيصل المسلم إذا قال فعل وإذا وعد وفى وإذا ضرب أوجع، وبالفعل وعد بكشف الفساد وأحضر الدليل، وضرب رموز الفساد فأوجعهم، لذلك كان لا بد من الانتقام منه ليكون عِبرة لغيره.
ولكن من يفكر بهذه الطريقة فهو مخطئ بما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وليس أدل على ذلك من التحدي الذي عاشه المواطنون مع جميع المحاولات لتكميم الأفواه من ضرب النواب في ديوان الحربش إلى شطب استجواب رئيس الوزراء السابق المقدم من السعدون والعنجري، وكانت النتيجة، قبول استقالة الحكومة وحل البرلمان، والعودة لاختيارات الشعب مرة أخرى.
الدكتور فيصل المسلم يذكرني بقصة أصحاب الأخدود، حينما ظهر بين الناس غلام كان يدعو إلى توحيد الله، والكفر بالملك مدعي الألوهية، فحاول الملك مرات عدة التخلص منه، مرة بإلقائه من أعلى الجبل، ومرة بإلقائه في البحر، لكنه في كل مرة ينجو بفضل الله، إلى أن أخبر الغلام الملك بالطريقة التي يمكنه التخلص منه، وبالفعل قام الملك بتطبيقها، حين جمع الناس في مكان واحد ثم أخذ سهما من كنانة الغلام، وقال قبل الرمي: بسم الله رب الغلام، فأصاب الغلام في مقتل فمات، فصاح الناس آمنا برب الغلام، فوقع ما كان يحذره الملك.
لم نكن لنستغرب لو تم شطب فيصل المسلم فكلمة الحق لا بد لها من ثمن، وكما قدم الغلام روحه لكن في النهاية انتصرت فكرته وأدى رسالته، فكذلك الدكتور المسلم أدى رسالته وأسقط رموزا للفساد، رغم أن نتيجة المخاطرة كان احتمالها تنحيته.

رسالتي
على الناخبين أن يسقطوا من ساهم في محاولة إسقاط المسلم، وخصوصا النواب السابقين الذين تغيبوا عن الجلسات، وأدى تغيبهم إلى تعطيل النصاب ومن ثم رفع الحصانة عن المسلم، فهل أنتم لها أيها الناخبون؟؟

عبدالعزيز صباح الفضلي
Twitter : @abdulaziz2002