سارة عبدالوهاب الدريس، كاتبة كويتية شابة، في العقد الثاني من العمر، تكتب حاليا في جريدة «الراي»، في صفحة «فضاء كويتي»، كل يوم أحد، وكتبت** في مجلات وصحف أخرى.
شاركت سارة في معرض الكويت الدولي للكتاب مرات عدة، ودُعيت قبل شهر الى المشاركة في الدورة الثالثة من الندوة السنوية «الخلوة الابداعية لكتّاب الرواية العرب الشباب»، التابعة للجائزة العالمية للرواية العربية التي نظمتها مؤسسة الامارات للنفع الاجتماعي في أبو ظبي، وكانت أول مشاركة كويتية من بين سبعة مشاركين من مختلف أنحاء الوطن، وكان الهدف من الندوة، أن يكتب كل كاتب قصة قصيرة أو فصلا من رواية، وسيتم نشر النصوص في كتاب باللغتين العربية والانكليزية.
ترى سارة أنه الى وقتنا الحالي لم يصل القارئ الى المستوى الذي يفهم فيه طبيعة الرواية، فعندما يكتب الكاتب عن مجرم، فهذا لا يعني أن الكاتب مجرم في الواقع ويكتب عن نفسه وينكر ذلك أمام الناس، فأحداث الرواية خاصة ببطل الرواية التي ينسج خيوطها الكاتب.
عرضت سارة في رواياتها ثلاث روايات تحوي أحداثاً كثيرة خلال أربع سنوات، الرواية الأولى تحوي علاقة استغلالية، والثانية خيانة زوجية مزدوجة، والثالثة تجمع بين حالات وتجارب وأحداث وأفكار كثيرة من المستحيل أن تحدث لأي انسان خلال فترة زمنية قصيرة، فالرواية تعتبر حالة خاصة، لا تعمم لا على المجتمع ككل، ولا تعبر عن شخص الكاتب، ولا عن نظرته الشخصية، بل هي نظرة بطلة القصة التي واجهت تلك الأحداث المعينة، ولمن يشاركونها تلك الأحداث والحالات واقعيا.
وترى سارة أن اصدار كتاب واحد يحمل رسالة سامية، وقيمة أدبية، وأهدافاً أخلاقية، وأن تصل الفكرة بشكل جميل الى عقولهم وأرواحهم ومشاعرهم، أفضل من اصدار مليون كتاب لا يؤثر ولو بشخص واحد، ففي اصداراتنا يجب أن نعتمد على الكيف لا على الكم، وعلى تحريك أفكار القارئ ومشاعره لا على زيادة حصيلة الأغلفة التي تطبع عليها أسماؤنا، وتدعو المجتمع لأن يحيا أناسه معا بشفافية، بعيدا عن النزاعات والأحقاد، والظلم وسوء الظن والأنانية.
تسعى سارة من خلال كتاباتها لأن يقدر الانسان مشاعر أخيه الانسان، ويحترم أحاسيسه وتجاربه وحتى أخطاءه، فهي تقدس المشاعر الصادقة وترى انها جزء كبير من احترام الانسان لذاته، وتدعو من خلال كتاباتها لأن نساعد بعضنا البعض للوصول الى الانسجام المثالي الذي نصل فيه بالنهاية الى مجتمع مسالم متكاتف، الكل يحب الخير للكل.
تقول سارة عن روايتها: «يوم تبلى السرائر»، سرائرك، عندما ينبع الفساد من داخلك، نيتك، نفسك، كيف تود أن تنعم بالسعادة خارجك؟ هذه الرواية، باقة لحظات على كثيرات، زرعن الأمل في غيرهن، ولم يجنين الا خيبات وجروح بانت كالخدوش على وجوههن، خدوش على وجه امرأة، صفعات السنين على قلوب شاخت قبل أوانها، الانسان يجذب اليه أفكاره كالمغناطيس، وما يفكر فيه هو ما يجلبه الى نفسه وحياته بكاملها تجسدا للأفكار التي اعتقد بها، واقع الانسان الحالي أو حياته الحالية ما هى الا نتيجة للأفكار التي كان قد فكر بها، وكل ذلك سوف يتغير تغيرا تاما بمجرد أن يبدأ بتغيير أفكاره ومشاعره، كان ذلك هو الهدف الأساسي والرئيسي الذي سعت الكاتبة الى ايصاله للقارئ بمعنى متضمن في الأفكار و الأحداث المدرجة في الرواية، فبطلة القصة فتاة تنظر الى الرجل وكأنه «جيفة متعفنة ذات رائحة نتنة»، ترى أغلبيتهم أناساً استغلاليين، خائنين، يخدعون المرأة ليشبعوا رغباتهم، تزوجت رجلا رأت فيه المثالية بجميع صورها، وحاولت أن تصل بحياتها لدرجة الكمال من خلال قيامها بكافة واجباتها، ولكن تجسدت أفكارها التي اعتقدت بها فعلا في واقعها ومع مرور الوقت بدأت تظهر لها عيوب زوجها الذي قيدها بالأعراف التي ليس لها مخالفة دينية على الرغم من أنه لا يطبق على نفسه أبسط تعاليم الدين، تتسلسل الأحداث فتكتشف خيانته لها، وتتجاوز عن ذلك بحجة المحافظة على سفينة الحياة من الغرق، لكن يصدمها الواقع بطامة كبرى وجريمة لا تغتفر، وهي خيانة زوجها وأختها! تأتي هنا مرحلة ما بعد الطلاق، والوحدة الموحشة، كلام الناس ونبذهم للمطلقة وكأنها كائن موبوء من الواجب عزله، تحاول جاهدة سد فراغ النفي في أقاصي الاهمال، وها هنا أفكارها تتحول الى واقع، فتنتقل من علاقة سيئة الى أسوأ، وكلها نماذج شاذة اتخذت من الصراحة حجة لتبرير أفعالهم الخبيثة، لكنهم أغبياء فعلا، فقد اكتست الصراحة هنا ثوب الوقاحة.
عرضت سارة في الرواية خمسة نماذج سيئة، كانت كلها علاقات استغلالية، بعضها نفسية وبعضها مادية، وبعضها جسدية والبعض الآخر مزيج من هذه الأنواع الثلاثة، وقدمت من خلال الأحداث أفكاراً فرعية من المواضيع الأساسية، بغرض اضافة فكر للرواية، بعضها انتقادات لاذعة لفئة خاصة في المجتمع، منها تعري البعض من كافة مظاهر الحشمة والأخلاق عند السفر للخارج على الرغم من التزامه بكافة القوانين المشددة داخل البلد الأصلي، تحدثت أيضا عن القوامة، وكيف أنها عز للمرأة وحفظ لكرامتها وصون لقيمتها، فالقوامة ليست مجرد أوامر وأفضلية، فيسود الرجل العالم و تعامل المرأة كقطعة أثاث في المنزل.