76 مرشحا ومرشحة في الدائرة الثانية، اعرف منهم تقريبا عشرين مرشحا وهم من ترشح سابقا او كان نائبا، لكن ماذا عن 56 مرشحا آخرين لا اعرفهم وكيف سأختار من بينهم الاربعة الافضل؟! امامنا 25 يوما قبل الانتخابات، فإذا كنت سأحضر ندوة واحدة لكل مرشح، فإنني احتاج الى حضور ندوتين يوميا على الأقل، وبالطبع لا يمكنني الحكم على من لا اعرفه لكي اعطيه الثقة من خلال لقاء ساعة واحدة.
طبعا، فإن هذه ليست مشكلتي فقط ولكنها مشكلة معظم الناخبين الذين يبحثون عن الكفاءات ليختاروها.
ولا شك ان القنوات الفضائية الجادة تقوم بدور كبير في لقاء اكبر عدد من المرشحين ليتعرف الناس عليهم، لكن المشكلة ان اغلبهم يتكلم بلغة واحدة عن الفساد في البلد وضرورة الاصلاح وحماية المال العام واحيانا عن برامج لا يستطيع حزب كبير يملك الأغلبية ان يحققها فكيف بأشخاص مستقلين صغار في السن ولا يملك اغلبهم الخبرة الطويلة لا في المجال الحكومي ولا في المجال العام.
نسمع من مرشحين عن المال السياسي وتدخله القوي في الانتخابات كما نسمع تصريحات الحكومة ومنظمة الشفافية عن جهودهم في محاربة شراء الاصوات وهي جهود مباركة يشكرون عليها ولكن عندما اشاهد نوابا ومرشحين سابقين قد تمت احالتهم للنيابة بالجرم المشهود وبعضهم قد صدرت عليهم احكام بالإدانة، ثم اشاهدهم ضمن المرشحين الحاليين وبعضهم يتفاخر ويشتم من يريد ويتوعد الآخرين، فإنني اتساءل الى ماذا سنصل من الحديث عن كشف المرتشين وملاحقة الحرامية، بل وماذا عمن اسميناهم «بالقبيضة» وتحركنا لحل المجلس السابق بسببهم، فلماذا نشاهد صورهم تتحرك امامنا وتتكلم عن الفضيلة والعفاف وهل يمكن ان تكون هذه مسرحية كبيرة يؤدي كل انسان فيها دوره ثم يخرج الجميع متراضين يقبل بعضهم بعضا؟!
اتمنى ان تنظم القنوات الفضائية والصحف ومؤسسات المجتمع المدني مناظرات علنية تطرح فيها اسئلة محددة على كل مرشح من المرشحين ليقول رأيه فيها وان تتم مواجهة كل مرشح بما فيه من نقاط ضعف واخطاء، كما تقوم لجنة محايدة بإعطاء تقييم عام للمرشح اسوة بما تفعله الدول الغربية وقت الانتخابات.
كما اتمنى ان تتبنى جهة من الجهات طلب كشف ذمة مالي للمرشحين لكي تتم مقارنته بالكشف بعد فوزه في الانتخابات، كما اتمنى من المهرجين من المرشحين ومن الذين نزلوا الانتخابات لإثبات أنفسهم او تحقيق شهرة او «التخريب» على مرشحين آخرين، اتمنى ان يتبنى الناخبون طردهم من الدواوين او تحذير الناس منهم وكشف نواياهم.
ان الوقت يمر سريعا ونحن امام معركة كسر عظم كما قال البعض ولا وقت لدينا للدخول في مهاترات سخيفة لا يستفيد منها إلا سراق المال العام والمفسدون.


د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com